الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرئاسيات المصرية... مشهد انتخابي مضطرب

17 ابريل 2012
توم بيري ودينا زايد القاهرة شهد السباق الانتخابي الرئاسي المصري تحولاً دراماتيكيّاً السبت الماضي عندما قررت اللجنة الانتخابية العليا استبعاد عشرة من المرشحين من بينهم عمر سليمان مدير استخبارات حسني مبارك، وخيرت الشاطر مرشح "الإخوان المسلمين"، وحازم أبو إسماعيل مرشح السلفيين الذي حذر محاموه من أن هناك "كارثة كبرى" تلوح في الأفق. والانتخابات الرئاسية هي الخطوة الأخيرة، في المرحلة الانتقالية للحكم المدني، التي يقودها المجلس العسكري الذي تولى السلطة خلفاً لمبارك في الحادي عشر من فبراير 2011 في ذروة الانتفاضة ضد حكمه الذي استمر لثلاثة عقود. ومن المقرر أن يسلم الجنرالات -كما أعلنوا مراراً- السلطة للرئيس المنتخب في الأول من يوليو القادم. والاستبعاد يضيف المزيد من الإثارة للفترة الانتقالية التي تخللتها موجات عنف، والتي تغرق الآن في منافسات سياسية مريرة بين الإسلاميين الذين كانوا محظورين في الماضي، والعلمانيين من ذوي التوجهات الإصلاحية، وفلول نظام مبارك. وحسب فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات، فإن المستبعدين أمامهم 48 ساعة فقط كي يقدموا تظلماتهم على قرار الاستبعاد. وحسب وكالة الأنباء المصرية الرسمية فإن سبب استبعاد حازم صلاح أبو إسماعيل يرجع لحصول والدته على الجنسية الأميركية قبل وفاتها، وهو ما يؤكد أنباء سابقة رفضها المرشح السلفي رفضاً باتاً مدعيّاً أنه ضحية مؤامرة. وقال نزار غراب محامي أبو إسماعيل إنه "يتوقع حدوث كارثة كبرى في الساعات القليلة القادمة". وكان خيرت الشاطر مرشح "الإخوان المسلمين" من ضمن المستبعدين أيضاً يوم السبت. وقال محاميه إنه سيتظلم ضد القرار. كما أعلن المتحدث باسم عمر سليمان الذي تولى منصب نائب رئيس الجمهورية في الأيام الأخيرة من حكم مبارك أنه سيتظلم ضد القرار كذلك. وقرار استبعاد ثلاثة من أهم المترشحين في الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة، التي يصفها البعض بأنها ستكون أول انتخابات حقيقية، سيعيد رسم خريطة تلك الانتخابات، قبل موعد انطلاقتها المقرر في شهر مايو المقبل، بأسابيع قليلة. ومن المتوقع أن يتم حسم نتيجة تلك الانتخابات من خلال جولة إعادة في شهر يونيو بين المرشحين اللذين سيحصلان على أكبر نسبة من الأصوات. ومن الشخصيات التي تتصدر قائمة التوقعات عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية في عهد مبارك، وعبدالمنعم أبو الفتوح الذي طرد من "الإخوان المسلمين" العام الماضي عندما قرر ترشيح نفسه لمنصب الرئيس، وبدء حملته الانتخابية المستقلة بالمخالفة لتعهد كان قد صدر عن الجماعة بعدم ترشيح أحد من أعضائها لخوض انتخابات الرئاسة. ويعتبر أبو إسماعيل هو أكثر الإسلاميين الذين ترشحوا للسباق تشدداً. ويوم الجمعة الماضي حاصر أنصاره مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية مما أجبر أعضاءها على إخلاء المبنى المحمي من قبل رجال الأمن المزودين بالدروع الواقية، وقد اضطر العاملون فيها بسبب ذلك إلى تعليق عملهم. وكان أبو إسماعيل قد تمكن من استقطاب عدد كبير من الأنصار المتحمسين من خلال استخدام مزيج من الحماسة الثورية، والآراء الإسلامية السلفية المفرطة في تشددها. وقال أبو إسماعيل في تدوينات ظهرت في صفحته على الفيسبوك "إن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قد انتهكت كافة قواعد القانون" وأضاف أبو إسماعيل: "إذا ما كان القرار الرسمي هو مخالفة الدستور فإنهم يجب أن يكونوا قادرين على التعامل مع العواقب التي ستنتج عن ذلك". وكان ترشيح أبو إسماعيل قد بات موضع شك بعد أن أعلنت اللجنة الانتخابية أنها قد تسلمت إخطاراً من السلطات يفيد بأن والدته المتوفاة كان لديها جواز سفر أميركي، وهو ما يعني استبعاده من السباق الرئاسي حيث تنص شروط الترشح لشغل منصب الرئيس أن يكون المتقدم لشغل هذا المنصب مصريّاً من أبوين يحملان الجنسية المصرية. وقد خرج أنصار أبو إسماعيل إلى الشوارع بأعداد كبيرة احتجاجاً على قرار استبعاده، وللتحذير من مغبة المضي قدماً في تنفيذ هذا القرار، وخصوصاً أنه ينكر تماماً أن والدته كانت تحمل في أي وقت جنسيتين، أي مزدوجة الجنسية. وفي واشنطن لم يصدر تعليق من قبل وزارة الخارجية الأميركية على استبعاد عشرة من المرشحين للانتخابات الرئاسية المصرية القادمة بمن في ذلك أبو إسماعيل. أما جماعة "الإخوان المسلمين" التي كانت تتوقع استبعاد الشاطر فقد بادرت بترشيح محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة كمرشح احتياطي. وقال مراد محمد علي مدير حملة الشاطر الانتخابية: "لن نتخلى عن حقنا في دخول السباق الرئاسي". وأضاف: "هناك محاولة من فلول مبارك لاختطاف المرحلة الأخيرة من الفترة الانتقالية وإعادة إنتاج نظامه في الحكم". وكان الشاطر قد وصف ترشح عمر سليمان في الانتخابات المصرية في اللحظة الأخيرة بأنه "إهانة لكل المصريين الذين ثاروا ضد مبارك"، أما عمر سليمان فقد قال إنه قد اتخذ قراره بالترشح للحيلولة دون تحول مصر إلى دولة دينية. وكانت وكالة الأنباء المصرية الرسمية قد قالت إن سبب استبعاد عمر سليمان يرجع إلى أن عدد التوكيلات التي جمعها أنصاره من إحدى المحافظات يقل عن العدد المطلوب (من المفترض حسب القانون الانتخابي أن يقوم كل مترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية بجمع 30 ألف توقيع من 15 محافظة على الأقل في حين جمع سليمان توكيلاته من 14 محافظة فقط). وقال حسين كمال وهو أحد كبار مساعدي سليمان في تصريح له لوكالة "رويترز" إن حملته ستتظلم ضد قرار اللجنة، و"إن الحملة يمكن أن تنهي عملها بجمع التوكيلات المطلوبة إذا ما كان ذلك هو الشيء الناقص". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©