الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية... مرارة فشل إطلاق الصاروخ

17 ابريل 2012
كين ديلانيان كاتب ومحلل سياسي أميركي بعد الفشل الكبير الذي منيت به التجربة الكورية الشمالية الأخيرة لإطلاق صاروخ طويل المدى وما ترتب على ذلك من إهانة لرأس النظام الجديد بقيادة الزعيم الشاب، يرى المحللون والمراقبون الأجانب أن ذلك سيدفع النظام، على الأرجح، إلى معاودة الكرّة سريعاً والسعي إلى تفجير مادة نووية، أو القيام بخطوة استفزازية تعويضاً عن الإخفاق المدوي. وكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قد انتقد يوم الجمعة الماضي تجربة إطلاق الصاروخ، مشيراً إلى انتهاك الخطوة لقرارين أمميين. كما أن البيت الأبيض أكد على تخليه عن التزام سابق بتوفير 240 ألف طن مكعب من المساعدات الغذائية لذلك البلد الذي يعاني المجاعة، وقد دافع أوباما عن قرار إدارته بوقف المساعدات الإنسانية إلى كوريا الشمالية الرازحة تحت وقع الأزمات الغذائية المتكررة بالقول "إن النظام يستثمر أموالاً طائلة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات لتطوير الصواريخ التي لا تعمل في وقت يقاسي فيه الشعب من المجاعة، ولذا فإن ما سنفعله هو التنسيق مع المجتمع الدولي لتعميق عزلة كوريا الشمالية". وجاء هذا الحديث على هامش حوار صحفي أجراه أوباما مع محطة تلفزيونية إسبانية، وتابع أوباما قائلاً "الأكيد أن أي مساعدات غذائية من جانبنا ستكون مرهونة بمدى تقيدهم بالقواعد الدولية والمعايير المتفق عليها، وسنواصل الضغط على كوريا الشمالية، وهم من جانبهم سيستمرون في تكريس عزلتهم حتى يختاروا طريقاً آخر". وقال "بين رودز"، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي إن الإدارة تشعر "بقلق خاص" تجاه احتمال إتباع كوريا الشمالية لمحاولتها الفاشلة بتجربة أخرى لإطلاق الصواريخ، أو بإجراء اختبار نووي تحت الأرض، وذلك على غرار ما قامت به بعد التجربتين الفاشلتين في 2006 و2009. ويشير الخبراء إلى أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة من السماء لبعض المواقع التي شهدت تجارب نووية في السابق تظهر حفراً عميقة، بالإضافة إلى استعدادات أخرى قد تكون جارية على قدم وساق للإعداد لتجربة نووية جديدة، على الأرجح اعتماداً على مخزون البلاد المتبقي من اليورانيوم عالي التخصيب الذي لم يتم التأكد من وجوده بعد ضمن البرنامج النووي الكوري الشمالي. وفي هذا السياق قال "ماركوس نولاند"، الخبير في الشؤون الكورية بمعهد "بيتر بيترسون" للاقتصاد العالمي بواشنطن: "يبدو أن وقوع تجربة نووية لكوريا الشمالية في الشهر المقبل بات في حكم المحقق"، مشيراً إلى أن النظام في بيونج يانج عانى من إهانة كبيرة مع فشل إطلاق الصاروخ الذي كان يراد به الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد مؤسس الأمة "كيم إيل سونج". وتوقع "نولاند" أن يسعى النظام إلى استعادة مصداقيته سواء في الداخل، أو الخارج، من خلال القيام بتجربة نووية. وحذر مراقبون آخرون من أن الشعور بالإهانة الذي لحق النظام جراء الإخفاق في إطلاق الصاروخ قد يخرس أي صوت من الأصوات العقلانية داخله، بل ربما يشجع الأصوات المتشددة على اتخاذ مواقف أكثر تطرفاً. وعن هذا الموضوع يقول "ديفيد رايت"، الخبير في مراقبة الأسلحة إن: "من الصعب معرفة الدور الذي ستلعبه ردود الفعل الدولية لحض كوريا الشمالية على متابعة تجاربها النووية، ولو فعلت فسيكون من العسير تحقيق أي تقدم في المفاوضات المستقبلية". وتعتقد الاستخبارات الأميركية أن كوريا الشمالية صنعت ما لا يقل عن ثماني قنابل نووية بالاعتماد على البلوتونيوم، وفي عام 2010 كشف النظام عن موقع جديد لتخصيب اليورانيوم يستطيع نظريّاً إنتاج وقود نووي يصلح لتصنيع ترسانة نووية أكبر. ويرجع تاريخ أول تجربة نووية كورية إلى عام 2006 وإن كان نجاحها لم يكن إلا جزئيّاً، ثم لحقتها بعد ذلك تجربة نووية ثانية في 2009 اعتبرت أكثر نجاحاً من سابقتها. أما فيما يتعلق بتجارب إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، فلم يحقق النظام في كوريا الشمالية نجاحاً كبيراً في مختلف المحطات في 1998 و2006 و2009، حيث انفجرت الصواريخ جميعها في الجو. وفي حين كان يتوقع المسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن تهدد الصواريخ الكورية طويلة المدى الأراضي الأميركية بحلول 2015، فلم يعودوا، بعد الفشل الأخير لإطلاق الصاروخ، يعتقدون أن بيونج يانج قادرة على تهديد أميركا بحلول ذلك التاريخ. ويعتقد المسؤولون أن الصاروخ الأخير الذي أطلقته كوريا الشمالية كان أكبر بقليل في قاعدته من الصواريخ السابقة، وأنه استمر في الجو لفترة 90 ثانية قبل أن ينفجر بعد 75 ميلاً عن الأرض لتسقط بقاياه في مياه المحيط. ومع أن النظام أكد أن الصاروخ يحمل قمراً صناعياً متعلقاً بالطقس سيتم وضعه في المدار، فقد أشار المسؤولون في كوريا الجنوبية والصين إلى أن الصاروخ ينطوي على أبعاد عسكرية، وأنه في حال نجاحه قد يتم تعديله يوماً ما ليحمل رأساً نووية. وعن التجارب الكورية يقول "بروس كلينجر"، المحلل السابق بوكالة الاستخبارات الأميركية: "نجحت كوريا الشمالية في إطلاق صواريخ قصيرة المدى مثل سكود ونودونج، ولكنها فشلت حتى الآن في إطلاق صواريخ طويلة المدى". فيما كذبت وسائل الإعلام التابعة للدولة في كوريا الشمالية على المواطنين عندما فشلت تجربة 2009 وقالت إن القمر الصناعي في مداره يبث أناشيد وطنية، أقر الإعلام هذه المرة في بيان رسمي بفشل التجربة بعد سماحه بدخول الصحافة الأجنبية، وهو ما عبر عنه "فكتور تشا"، مدير الشؤون الآسيوية السابق في إدارة جورج بوش قائلاً: "بالنسبة لي يمثل هذا الاعتراف غياب ثقة لدى المسؤولين في كوريا الشمالية في إمكانية القدرة على إبقاء الأسرار مطوية والتكتم عليها كما كان عليه الحال في السابق". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©