محمد حامد (دبي) - كان النجم البرتغالي كريسيتانو رونالدو يتطلع للحصول على “استراحة محارب” لا تتجاوز عدة أيام، يلتقط خلالها أنفاسه من سخونة المنافسة المحلية، وأملاً في التعافي من الإرهاق الذهني الذي أصابه في ظل صراعه الملتهب مع نجم البارسا ليونيل ميسي، ولكن لسوء الحظ سيواجه رونالدو منازلة ساخنة مع نجم آخر يطمح إلى اقتسام الأضواء معه مساء اليوم، وهو ماريو جوميز نجم وهداف البايرن والمنتخب الألماني، وعلى الرغم من ان جوميز لا يملك مهارات وقدرات ميسي، وفقاً لاعترافه هو شخصياً حينما قال :”من الجنون مقارنتي مع ميسي”، إلا انه يتطلع إلى الوقوف في وجه نجومية رونالدو، متحدياً الفارق الواضح بينهما، وخاصة على مستوى النجومية الإعلامية.
جوميز يقدم مستويات مبهرة خلال الموسم الحالي، استكمالاً لما فعله الموسم الماضي الذي توج خلاله هدافاً للبوندسليجا برصيد 28 هدفاً، بالتوازي مع تتويج رونالدو على عرش هدافي الليجا برصيد 40 هدفاً، وهناك كثير من أوجه التشابه والتقارب بين النجمين، على عدة مستويات، مثل التكوين البدني، إذ يبلغ طول قامة جوميز 189 سم، وهو ما يفوق رونالدو بـ 3 سم فقط، كما ان جوميز بدأ مسيرته الاحترافية رسمياً قبل 9 سنوات، أي بعد بداية رونالدو لمشواره الكروي الرسمي بعام واحد، ومن السمات الأخرى المشتركة بينهما عدم انتقالهما إلى الكثير من الأندية، حيث اكتفى النجم الألماني بوضع ناديين فقط في مسيرته الكروية حتى الآن، وهما شتوتجارت وبايرن ميونيخ، وفي المقابل لم يعرف رونالدو سوى 3 أندية، وهي سبورتنج البرتغالي، ومان يونايتد، والريال.
ومن الأشياء اللافتة في المواجهة المثيرة بين جوميز ورنالدو، والتي سيكون ملعب أليانز أرينا شاهداً عليها الليلة، هو التقارب اللافت في المعدلات التهديفية بينهما خلال الموسم الحالي، فقد تفوق جوميز على رونالدو تهديفياً في النسخة الحالية لدوري الأبطال، برصيد 12 هدفاً في 11 مباراة، فيما سجل رونالدو 8 أهداف في 8 مباريات، وفي المقابل يتفوق النجم البرتغالي على نظيره الألماني في البطولة المحلية، حيث سجل رونالدو في الليجا 41 هدفاً في 33 مباراة، فيما أحرز جوميز في البوندسليجا حتى الآن 25 هدفاً في 30 مباراة، ومن ثم يتفوق رونالدو بصورة واضحة في مجموع الأهداف التي سجلها في جميع البطولات خلال الموسم الحالي، حيث أحرز 53 هدفاً في 48 مباراة، فيما اكتفى جوميز بتسجيل 39 هدفاً في 45 مباراة.
كما يتفوق جوميز على رونالدو في معدله التهديفي بالبطولات الأوروبية للأندية بشكل عام، حيث شارك في 52 مباراة محرزاً 34 هدفاً (أكثر من نصف هدف في المباراة)، فيما شارك رونالدو على المستوى القاري في 84 مباراة مسجلاً 37 هدفاً، وهو معدل يقل عن نصف هدف في المباراة. وفيما يتعلق بالمقارنة بين جوميز ورونالدو على مستوى البطولات والألقاب الفردية، فإن النجم البرتغالي يتفوق بصورة ملحوظة، حيث حصل على 9 بطولات، وسبق له الظفر بلقب دوري الأبطال مع اليونايتد، كما حاز حوالي 50 لقباً فردياً أهمها أفضل لاعب في العالم لعام 2008، وهداف الليجا الموسم الماضي، فيما اكتفى جوميز حتى الآن بالحصول على 4 بطولات، ولا يتجاوز عدد ألقابه الفردية أصابع اليد الواحدة، وهو لم يسبق له الحصول على شرف التتويج بلقب أفضل لاعب في العالم، كما انه لم يحصل على دوري الأبطال حتى الآن.، وعلى صعيد التقييم المالي للنجمين، فقد استأثر جوميز بلقب أغلى صفقة تاريخ الدوري الألماني، حينما انتقل إلى البايرن في 2009 قادماً من ستوتجارت مقابل 35 مليون يورو، أما رونالدو فهو صاحب الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم، والتي بلغت قمتها 96 مليون يورو.
من جانبه، قال جوميز قبل ساعات من مواجهة الليلة المرتقبة، انه على ثقة من قدرة فريقه على التعويض، وتعويض الإخفاق في الظفر بلقب الدوري، بعد الخسارة على يد بروسيا دورتموند، والتعادل مع فريق ماينز، وفي تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” الاسبانية قال جوميز: “كان من الواضح أننا خضنا آخر مباراتين في الدوري دون أن نقدم الأداء المثالي، ولكنني على قناعة بأن قدرات البايرن الحقيقية سوف تظهر أمام الريال، فالمباراة بما لها من أهمية سوف تكون دافعاً لنا لتقديم أفضل ما لدينا”.
يذكر أن جوميز سيكون محط أنظار جماهير الريال والكرة الاسبانية ليس لامتلاكه قدرات تهديفية خاصة فحسب، بل لأنه إسباني الأصل، فالأب من غرناطة، والأم ألمانية، وقد فضل جوميز الانضمام للمنتخب الألماني على الرغم من انه كان يملك الفرصة للدفاع عن قميص المنتخب الاسباني، مما يضفي إثارة خاصة على علاقة جوميز بجماهير الكرة الاسبانية.