الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

داحس والغبراء في «المريخ»

23 نوفمبر 2009 23:53
حدثت معركة في» المريخ» لا أعرف كيف حدثت، ولكنها وصلت إلى أرضنا، كرة في الهواء أدخلتنا في معمة وجدال عقيم، حتى قبل أن تلمس أقدام لاعبيها، هذه الكرة أثارت جدلاً ولغطاً لا مبرر له، هكذا كانت مباراة الجزائر ومصر مباراة ليست منا، ولا تمثلنا، مباراة خالية من روح الرياضة. يبدو أننا بدأنا نتأثر بما يجري في كوكب المريخ، لأن هناك عقولاً لم تعد تعي معنى اللعب ولا تستوعب أن المباراة انتهت، وأصرت أن تركض وراء المعارك كما جرى لاعبو هذين البلدين الشقيقين وراء الكرة في ملعب ستاد المريخ في مدينة أم درمان السودانية. صفر معلناً الحكم انتهاء المباراة، وبدأت مباراة أخرى لا أحد يعلم على ماذا ستنتهي. حرب إعلامية أشعرتني بعودة حرب «داحس» و»الغبراء» التي حدثت في العصر الجاهلي بين قبيلتي عبس وذبيان وامتدت أربعين عاماً، بسبب سباق فرسين أحدهما «داحس» حصان لقيس بن زهير و»الغبراء» فرساً لحذيفة بن بدر، وادعوا الله أن لا تصل بنا الكرة إلى أهوال حرب داحس والغبراء أو حتى حرب البسوس. ارتفعت الأصوات المطالبة بقطع الوصال واحتارت الآذان بهذا الكلام، فلم يبق لنا إلا التمني، ليت لعبة المريخ انتهت حيث بدأت ولم تنتقل إلى أرض الكنانة وأرض المليون شهيد، ليتها لم تكن. المباراة أو اللعبة دائماً ما تصنف ضمن الأشياء الترفيهية، بغض النظر عن مداها الشعبي أو الرسمي، هي وسيلة يستخدمها البشر للتسلية والترفيه الذي من شأنه ان يدخل البهجة في قلوب الناس لا الكراهية ولا المشاحنات والحروب. ضاعت الحكمة وسط هذا الصخب، وبقي الغضب، الذي أتمنى أن يزول، هو سيد الكلام، وأن كنت أتعجب من هذا الغضب الذي ترأس الموقفين. لست ممن يتابع الرياضة، إلا أن هذه أجبرتني على المتابعة رغماً عني، حمدت ربي على جهلي الرياضي، لكن المشكلة ليست فيمن يعرفون الرياضة بل فيمن يحولونها إلى معركة!. أمينة عوض Ameena.awadh@admedia.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©