الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ذهب ولم يعد

24 يونيو 2010 23:20
الأسد الأفريقي خرج من عرينه ولم يعد!.. رحلت المنتخبات الأفريقية صاحبة البيت وتركت الضيوف “يرتعون” في المكان، يحتلون كل الغرف، و”يتمطعون” على وسائد المونديال و”يفتحون” خزائن الذهب، فتحول أصحاب البيت إلى غرباء لا يملكون غير النظر بحسرة إلى بطولتهم تتراقص تحت أقدام الآخرين. لقد لقيت أربعة من المنتخبات الأفريقية الخمسة المشاركة بما فيها منتخب البلد المضيف من الهزائم ما لم يكن في الحسبان وسقطت جميعاً من الطابق الأول ولم يسمع لسقوطها صوت أو رنين وشيعتها جماهير الكرة بلا دمعة واحدة فلا يستحق الدموع غير من دهسته الساحرة المستديرة ظلماً وكان أولى من غيره بالبقاء على قيد المونديال.. ولولا الهدية التي قدمتها جنوب أفريقيا في اللقاء الأخير لمنتخب غانا خامس الممثلين الأفارقة لخرج هو الآخر ولم يبق ممثل واحد للقارة التي كافحت لتنظيم المونديال من دون أن تدري أنها سوف تكون أول من يودع الملاعب على غير العادة. ربما تكون هذه هي النتيجة الأسود والأسوأ في تاريخ المشاركات الأفريقية منذ زادت مقاعد القارة إلى خمسة وربما حذفت المشاركة الحالية من تاريخ الكفاح الأفريقي الكثير من الصفحات التي سطرتها سابقاً منتخبات كانت لها بصمات عريضة من أمثال الكاميرون في أواخر عصر العملاق ميلا ونيجيريا وساحل العاج والمغرب وكلها قدمت من الفن الجميل ما جعل “الفيفا” لا يجرؤ على استخدام حق الفيتو في مطالبها العادلة بزيادة عدد المقاعد الأفريقية التي لم تجلس عليها أفريقيا هذه المرة! لا يعادل هذا السقوط الأفريقي في مونديال جنوب أفريقيا غير سقوط الديوك الفرنسية بعد صيحة الموت الأخيرة التي لم تخسر خلالها عبر المستطيل الأخضر فحسب وإنما وقعت الخسارة الفادحة على الهواء وفي الفضاء عبر وسائل الإعلام العالمية التي كشفت من الفضائح ما يزيد بكثير عن مجرد هزيمة في كرة القدم ووصل الأمر إلى هزيمة الأخلاق والمبادئ بين لاعبين يتهجمون بألفاظ نابية على المدرب ويمتنعون عن المران، ومدرب يرفض مصافحة المنافس وهو يمد إليه يديه بالسلام عقب المباراة في مشهد ربما يكون الأول من نوعه في بطولة التي لم تعرف مثل هذا النوع من الخروج عن النص وإشهار الكارت الأحمر للأخلاق والأصفر للمبادئ ولم يبق غير أن تلعب فرنسا في الوقت الضائع مع نفسها لعلها تصلح بعد الرحيل ما خلفته وراءها من غبار! هذا المونديال بحق هو مونديال غريب ليس فيه من فنون الكرة ما عرفتها الدورات السابقة ولا حتى من المبادئ فهذا يصفع منافسه على وجهه وذاك يمرر بيديه ليسرق هدفاً وآخر يسب المدرب ناهيك عن الكرة الهزيلة التي قدمتها الأغلبية لا سيما الفرق العريقة التي انتظرتها الجماهير فكانت أول من خيب آمالها ورحل أو وقف على مشارف الرحيل مع الغياب المريب لنجوم جدد أو قدامى فالكل في الاختفاء سواء.. لقد اختفى المونديال حتى الآن وما زالت الجماهير بانتظار عودته فهل يعود؟ ممدوح البرعي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©