منتخبنا يدفع فاتورة ضعف اللياقة

كشفت مباراتا كوريا الشمالية والسعودية تأثر منتخبنا الوطني بضعف اللياقة البدنية، وتراجع أداء اللاعبين في الشوط الثاني وعدم قدرة أفراده على إكمال اللقاء بنفس المستوى إلى درجة أن بعض اللاعبين لم يتحملوا خوض 90 دقيقة كاملة، ومنهم من طلب التغيير قبل أن يسقط على الملعب· وبالرغم من أن التصفيات جاءت بعد معسكر خارجي طويل استمر ثلاثة أسابيع، إلا أن جاهزية لاعبينا لم تكن بالصورة المطلوبة للدخول في منافسات على أعلى مستوى، وأكبر دليل على ضعف لياقة لاعبينا وعدم قدرتهم على إكمال المباراة هو التراجع الواضح في الأداء في الشوط الثاني، والذي تسبب في قبول أربعة أهداف، هدفان منها في الشوط الثاني لمباراة كوريا الشمالية ومثلها في الشوط الثاني لمباراة السعودية· ووضح الاختلاف الواضح في مستوى لاعبينا الذين قدموا شوطاً جيداً أمام كوريا، وتسيدوا المباراة وصنعوا العديد من الفرص السانحة للتسجيل وأجبروا المنافس على اللعب في مناطقه والاكتفاء بالدور الدفاعي، بينما انهار منتخبنا في الشوط الثاني، ومعها اضطر ميتسو إلى سحب سبيت خاطر في الدقائق الأولى من الشوط الثاني، ثم أخرج هلال سعيد والذي لم يستطيع مواصلة اللقاء، إضافة إلى توقف محمد الشحي تماماً عن أداء المهام المطلوبة منه والاكتفاء بالوقوف داخل أرض الملعب من إثر الإرهاق· وأمام كل هذه العوامل وبالرغم من أسبقية الطقس الذي يخدم منتخبنا، إلا أن منتخب كوريا أظهر حيوية ونشاطاً كبيرين في الشوط الثاني، ونجح في استغلال إرهاق لاعبينا للسيطرة على الملعب والتوغل في دفاعنا بكل سهولة والوصول إلى مرمى عبيد الطويلة في مناسبتين بالرغم من الإمكانيات العادية لمنتخب كوريا، والذي لا يفوق الأبيض في أي شيء باستثناء الجاهزية البدنية العالية· وخلال مباراة السعودية تكرر المشهد بسقوط منتخبنا في الشوط الثاني واستسلامه للإرهاق، حيث أثرت اللياقة البدنية بشكل واضح على مستوى اللاعبين، فبعد أن بدأوا المباراة بقوة وأثبتوا أنهم أفضل من المنافس سواء من حيث الانتشار داخل الملعب أو التفاهم بين الخطوط وتقدمهم في النتيجة جاء الشوط الثاني ليكشف الوجه الضعيف لمنتخبنا من خلال توقف النشاط داخل الملعب وتراجع الخطوط عن أداء دورها وإعياء عدد كبير من اللاعبين حتى أن الهدف الثاني للمنتخب السعودي والذي رواغ خلاله اللاعب أحمد الفريدي كل الدفاع ووضع الكرة في الشباك أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن لياقة لاعبينا لم تكن في مستوى المرحلة الأخيرة من تصفيات المونديال، ان العديد من علامات الاستفهام تطرح حول العمل الذي أنجزه الجهاز الفني في كل من سويسرا وفرنسا في ظل اللياقة المتواضعة التي ظهر عليها منتخبنا· ويجب الإشارة إلى أن المنتخبين الكوري الشمالي والسعودي لم يكونا أفضل حالاً من الأبيض على المستوى الفني، لأن الشوطين الأولين الذين لعبهما منتخبنا أثبتا بوضوح قدرته على اللعب الند للند، بل وتسيد المباراة وصنع فرصاً حقيقية للتسجيل، لكن ما يحدث في الشوط الثاني يعكس انهيارا كاملاً في لياقة اللاعبين وعدم قدرتهم حتى على القيام بالدور الدفاعي وتأمين المناطق، فسقط الأبيض على أرضه وقدم ست نقاط على طبق من ذهب إلى منافسيه· واستقبل مرمى منتخبنا في مباراتي كوريا والسعودية أربعة أهداف جاءت كلها في ربع الساعة الأخير من المباراة وهي الدقائق 72 و80 في لقاء كوريا الشمالية و69 و73 في لقاء السعودية، وبالتالي لم يقدر منتخبنا على الصمود وإنهاء مباراتيه بنفس القوة التي بدأ بها حيث كان متقدماً أمام السعودية ثم تعرض للتعادل ثم للخسارة·