الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد يدعو طهران للاستماع إلى صوت العقل ويحذر من عواقب استمرار احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث

عبدالله بن زايد يدعو طهران للاستماع إلى صوت العقل ويحذر من عواقب استمرار احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث
17 ابريل 2012
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن احتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى قد يمس الأمن والسلم الدوليين، باعتبار أن الجزر تقع في منطقة حيوية وأن 40 بالمائة من طاقة العالم يمر منها. وناشد سموه إيران “بكل محبة الاستماع لصوت العقل لإنهاء هذا الخلاف الذي قد يؤدي إلى عواقب قد لا تستطيع الإمارات ولا إيران احتواءها في المستقبل”. وخلال مؤتمره الصحفي المشترك بديوان عام الوزارة أمس مع معالي سامانهالي كريشنا وزير خارجية جمهورية الهند، في ختام أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، قال سموه “نحن في الإمارات جادون لحل الخلاف بشأن الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران، ولكن لأسباب داخلية إيرانية منها تدهور العملة الإيرانية والاقتصاد الإيراني وعدم مواجهة الموقف الأوروبي والعالمي، هناك رغبة من إيران في تصدير همومها في مسألة فرعية”. وأضاف سموه أنه “من المؤسف أن بلداً جاراً إسلامياً ذا حضارة وتقاليد من المفترض أن يتصرف بعقلانية، وعدم تصدير همومه وقضاياه من الداخل إلى الخارج لأن عواقب ذلك قد تكون خطيرة”. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد “لا أريد أن أكرر موقفي وموقف الإمارات الذي أعلن في نفس يوم الزيارة التي قام بها رئيس جمهورية إيران محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران”، مشيراً سموه إلى لقائه مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والذي كان فرصة لعرض الموقف الإماراتي، ولماذا استفز هذا الأمر الإمارات بشكل كبير. وأوضح سموه أن الإمارات وإيران اتفقتا في السابق على التهدئة حول قضية جزر الإمارات المحتلة، وكان هناك اتفاق بين البلدين حول وقف البيانات فيما يتصل بالجزر، والإمارات التزمت وسحبت الإشارة إلى الجزر من قرارات اجتماعات مجلس التعاون واجتماعات الجامعة العربية عدا البيان الرسمي للدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت الإمارات وإيران في اتجاه للبحث عن آلية مناسبة لإنهاء الخلاف، وقطعنا بعض الخطوات إلا أننا فوجئنا بزيارة استفزازية من الرئيس الإيراني لجزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة. وقال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان “بالأمس استدعى معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية السفير الإيراني لدى الدولة، وسلمه مذكرة احتجاج شديدة حول زيارة الرئيس الإيراني نجاد لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة، واعتبار الإمارات تلك الزيارة خرقاً للهدنة”. وأكد سموه أن تصرف إيران بهذه الطريقة يعني عدم الاستماع للمبادرات المتكررة لحل الصراع، وإنهاء الاحتلال للجزر الإماراتية إما بالحوار أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية أو إلى مجلس الأمن. وأضاف سموه “أرجو من الإخوة في إيران التخفيف من هذا التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات بتوقيت محدد وأجندة واضحة، تكون نتائجها واضحة وذلك بالاتفاق على حل الموضوع أو الذهاب إلى محكمة العدل الدولية”، مؤكدا أن احتلال الجزر الإماراتية طوال الأربعين سنة الماضية أوصلنا إلى إحباط كبير من احتلال هذا الجار لهذه الجزر. وشدد سموه على أنه لا بد من أن نصل بالمفاوضات إلى نقاط واضحة وإذا لم نصل إلى ذلك يكون التحكيم الدولي، ولا نستطيع أن نترك الأمر إلى الأبد فقد يكون له تأثير على الأمن والسلم الدوليين، ولا أنظر للمسألة على أنها مسألة بين الإمارات و إيران فقط. ورداً على سؤال لوزير الخارجية الهندي عن الموقف الهندي من زيارة الرئيس الإيراني لجزر الإمارات المحتلة من قبل إيران، قال وزير خارجية الهند “إننا قرأنا في الصحف عن الزيارة ونتابع تطورات الأمور في هذا الخصوص”. وبشأن اجتماعات اللجنة المشتركة بين الإمارات والهند، قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إنه شرف كبير لي شخصياً أن أستضيف في الإمارات وفي مقر وزارة الخارجية صديقي وزير خارجية الهند البلد الصديق، مؤكدا أن العلاقة بين البلدين تاريخية ومتجذرة، حيث تعد الهند أكبر شريك اقتصادي للإمارات. وأضاف سموه “بحثنا في اللجنة المشتركة بين الإمارات والهند طرقاً ومعايير جديدة لتعزيز العلاقة بين البلدين، وهناك فرص كبيرة بين البلدين كما تم بحث تأمين فرص استثمارية وكذلك تأمين الاحتياجات الهندية في قطاع الطاقة، وأن هذه الزيارة والاجتماع المشترك يدلان على ما وصل إليه البلدان من علاقة صداقة وشراكة وعلاقة استراتيجية، تبذل الدولتان جهودهما في دفعها للأمام وتعزيز الفرص التجارية”. من جانبه، قدم وزيرة الخارجية الهندي الشكر لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على استضافة الإمارات لاجتماعات اللجنة والتي تأتي في إطار تمكين وتقوية العلاقات بين البلدين.. وقال إن الإمارات والهند لديهما علاقة تاريخية فالهند تنظر إلى دول الخليج العربي على أنها منطقة بالغة الأهمية لدعم وتطوير العلاقات بين البلدين، ونشعر بالامتنان للإمارات التي تستضيف جالية هندية كبيرة. وأضاف الوزير الهندي أن متطلبات بلاده من المنتجات البترولية تتزايد، وقال إنها ماضية نحو المزيد من الاستثمارات، والتي تصل إلى 10 مليارات دولار خلال السنوات المقبلة في الهند. وقال “إننا نتطلع إلى استثمار الصناديق السيادية الإماراتية في الهند في المجالات كافة”. اجتماع اللجنة المشتركة وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي سامانهالي كريشنا وزير خارجية جمهورية الهند قد ترأسا أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند. وذلك بديوان عام وزارة الخارجية أمس وبحضور عدد من كبار المسؤولين من مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات بالدولة. وألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الاجتماع كلمة أكد فيها أن دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الهند ترتبطان بعلاقات تاريخية عميقة عززتها مسيرة التعاون المتسارع في المجالات كافة. وقال سموه إن الهند تعد شريكا تجاريا استراتيجيا لدولة الإمارات فقد بلغ حجم التبادل التجاري “غير النفطي” للأشهر العشرة الأولى من 2011 بين البلدين 46 مليار دولار، في حين وصل حجم التبادل التجاري الإجمالي حوالي 67 مليار دولار، وبالتالي جاءت الهند في المرتبة الأولى من بين الدول المتعاملة مع الإمارات. وأكد سموه أن الزيارات بين المسؤولين كانت على مستوى عال كما أن هناك مشاورات سياسية منتظمة بين وزارتي خارجية البلدين. وأضاف سموه أن منطقة الخليج العربي والدول العربية بصورة عامة تمر بظروف استثنائية، حيث شهدت بعض الدول العربية تغييرات جوهرية في أنظمة الحكم بالإضافة إلى حالة التوتر وعدم الاستقرار في منطقة الخليج العربي الناتجة عن الظروف السياسية، بالإضافة إلى عدم إحراز تطور في الملف النووي الإيراني حيث إن هذه المنطقة الاستراتيجية تزود العالم بـ 40 بالمائة من استهلاكه للطاقة مما يتطلب أن تكون المنطقة آمنة ومستقرة وتخدم الاقتصاد العالمي. وقال سموه “إن دولة الإمارات ترى أن العلاقات السياسية والتشاور بين كبار المسؤولين لا تتماشى مع سرعة التطور الاقتصادي بين البلدين، وهنا يكمن دورنا كمسؤولين في دفع وتعزيز العلاقات السياسية بوتيرة أكبر حتى نصل إلى مستوى أعلى يرقى إلى مستوى الشراكة الاقتصادية”. وأكد سمو وزير الخارجية أنه نظراً إلى “أن الإمارات العربية المتحدة ومن خلال عضويتها في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى أن جمهورية الهند تعد إحدى الدول المهمة على الصعيد العالمي سياسيا واقتصاديا وأحد أعضاء مجموعة “ البركس”، فإنه يمكن تبادل الآراء والمشاورات لتقديم الاقتراحات العملية والبناءة لما يؤدي إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي دوليا وإقليميا، وربما في المستقبل لبحث شراكة بين مجموعة “البركس” ودول مجلس التعاون”. وأشاد سموه بالدور الإيجابي للجالية الهندية في الإمارات في كافة القطاعات ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال سموه “إن هناك اهتماما كبيرا من الجانب الهندي بزيادة حجم الاستثمارات الإماراتية في الهند، وهناك كذلك رغبة من الشركات الإماراتية بزيادة استثماراتها في الهند”، وأكد أهمية إزالة كافة العوائق والصعوبات التي تعترض الشركات الإماراتية وتقديم التسهيلات التي تشجعها على رفع استثماراتها في الهند، وإيجاد الحلول المناسبة لكل من شركة إعمار واتصالات وشركة أبوظبي الوطنية “طاقة” وموانئ دبي العالمية. وسلط سموه الضوء على أهمية تحديد موعد للتوقيع على اتفاقية النقل الجوي بين البلدين وأهمية الإسراع في الانتهاء من اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار والتوقيع عليها في اقرب فرصة ممكنة وعقد الاجتماع الأول للجنة القنصلية المشتركة. وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في ختام كلمته عن أمله في استمرار مثل هذه الاجتماعات لتطوير وتنمية علاقاتنا الثنائية، وتقدم بالشكر إلى رئيسي اللجنة التحضيرية وأعضائها على ما بذلوه من جهد لإنجاح أعمال هذا الاجتماع مؤكدا أهمية متابعة توصياته. من جانبه، شكر وزير الخارجية الهندي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على استضافة الدولة لاجتماعات اللجنة وحسن الضيافة والاستقبال، وقال إنه تم بحث سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات التجارية والاستثمارية والثقافية والطاقة والنقل والمواصلات والاتصالات والنفط والغاز والأعمال والشؤون القنصلية. وأشاد في مستهل الاجتماع بالعلاقات الثنائية والتعاون المتميز بين البلدين.. وأكد أهمية عقد مثل هذه اللقاءات وتفعيل استمرارية عمل اللجنة المشتركة وتنفيذ توصياتها، وأشاد الوزير الهندي بالدور الذي تلعبه الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة في مجال مكافحة القرصنة البحرية والإرهاب من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين. وأعرب عن أمله في أن يشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموا خلال السنوات المقبلة إضافة إلى تشكيل فريق عمل لدعم المجالات التجارية والاستثمارية والاقتصادية والطاقة، مشيرا إلى أن أهمية الاتفاقيات الموقعة بين البلدين. التوقيع على محضر الاجتماع وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير خارجية الهند بالتوقيع على محضر اجتماع اللجنة المشتركة، الذي شمل التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية والقضائية والتعليمية والجمركية والطاقة والتي تم الاتفاق على متابعتها بين الجهات المعنية في البلدين. كما قام جمعة مبارك الجنيبي وكيل وزارة الخارجية وام كي لوكيش السفير الهندي لدى الدولة بالتوقيع على مذكرة التفاهم لإنشاء اللجنة القنصلية المشتركة. وقام مصبح محمد السويدي الوكيل المساعد لشؤون الخدمات المساندة بوزارة المالية والسفير الهندي لدى الدولة بالتوقيع على البروتوكول الثاني، لتعديل الاتفاقية بين حكومة البلدين لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©