الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة صفر : إحياء التراث وصونه مسؤولية كل فرد

فاطمة صفر : إحياء التراث وصونه مسؤولية كل فرد
21 ابريل 2011 20:18
ما زالت المرأة تواصل عطاءها وتبذل قصارى جهدها في النهوض بالمجتمع، فهي حاضرة في الكثير من المحافل الاجتماعية، وتمارس مهامها بكل دقة وصبر، همتها عالية وتقوم بواجبها بكل شغف ونهم، هذا ما لمسناه ونحن نراقب عن كثب وجه اعتدنا أن نراه في مختلف الأنشطة المعنية بالتراث، تتجلى أمامنا صورة المرأة الإماراتية قديماً التي جبلت على العمل وكرست جلّ وقتها في أن تكون امرأة منتجة قادرة على أن تقدم خدمات جلية لأفراد أسرتها. (دبي) - الوالدة فاطمة صفر لم تقبع مكتوفة اليدين، وإنما شغلتهما في إنتاج الكثير من الحرف النسائية القديمة التي استطاعت أن تعزز بها مفهوم التراث وأهميته في أذهان الأجيال الحالية، من خلال الكثير من الأنشطة والفعاليات التي توجد بها باسم جمعية الاتحاد النسائي في دبي. وتيرة مختلفة تشير فاطمة صفر إلى أن المرأة قديماً لعبت دوراً محورياً مهماً في تنمية المجتمع وبنائه إلى جانب الرجل فكل ما نراه من موروث شعبي إنما يحكي لنا ما قدمته المرأة من عمل قديما وإبداعاته في خلق بيئة ثرية بأعمال وحرف شعبية كان لها مغزى واثر واضح في إحداث تحول جذري في سد احتياجات المجتمع قديما، تلك الصور والمشاهد التي تحاكي دور المرأة وإسهاماتها المتعددة والتي لم تنحصر في جانب معين وإنما كانت هنالك أدوار عدة تقوم به المرأة بخلاف أعمالها المنزلية، فكان للبيئة دور بارز في صقل جوانب مهمة من شخصيتها وتنميتها اجتماعيا ودينيا ومهنيا، الأمر الذي انعكس على عطائه اللامحدود وشغفها المستمر في خلق بيئة عمل، ومواصلة الإنتاج. وتضيف صفر قائلة : لو عدنا إلى الماضي لوجدنا أن وتيرة الحياة مختلفة، فكل فرد فيه منتج، فيمكن أن نشاهد ملحمة تراثية غارقة في الأنشطة الحرفية وما قد تنسجه السواعد السمراء من منتجات ومشغولات تأخذ جل وقتها وجهدها فلا يتسلل إليها أي كلل أو ملل، وإنما عزائمها متجددة ونشطة. حتى الملتقى اليومي التي تحرص نسوة(الفريج) الحي على الوجود فيه ليتجاذبن أطراف الحديث في مجمل القضايا التي تمسهن، وهن لا يكفن عن ممارسة مشغولاتهم اليدوية، هذا الملتقى اليومي كان له أكبر الأثر علينا ونحن صغار بتعلقنا بهذه الحرف ومحاولة تقليد أمهاتنا اللاتي بادرن بتعليمنا فنون الحرف خطوة بخطوة، ومنها نسج التلي. وعن التلي وأدواته تتابع صفر: لو تتبعنا أدوات هذه الحرفة لوجدناها بسيطة جداً ومن المواد المتوافرة في البيوت قديماً، من هذه الأدوات الكجوجة وهي القاعدة المعدنية التي تحمل الوسادة وعادة ما تأخذ شكل قمعين معدنيين متقابلين وتستند عليها الوسادة الاسطوانية الشكل المحشوة بالقطن وعليها تثبت الخيوط القطنية البيضاء وخيوط من الفضة التي كانت تشترى قديما بمقدار “التولة” ولكن أصبح الأمر الآن مختلف مع انتشار أنواع وألوان مختلفة من الخيوط حيث استخدم خوص فضي اللون ومنه الذهبي والملون وعادة ما تثبت هذه الخيوط بواسطة الدبابيس. وقد أُدخلت الآن خيوط ملونة بدل الخيوط البيضاء مثل خيوط البريسم وهي خيوط حريرية، وخيوط الزري الفضية والذهبية. التفاصيل الدقيقة عن مسميات التطريز تقول صفر: يسمى التطريز البسيط الذي يوضع على ياقة الكندورة والأكمام بالفاتلة، أما البادلة وهو نسيج التلي فسميت بذلك لإمكانية استبدالها إذا اهترأ (الخلج) وهو السروال بحيث تركب البادلة على قطعة أخرى جديدة. وهذه الحرفة هي واحدة من الكثير من الحرف التي احترفتها المرأة وأنتجت من خلاله الكثير من الأعمال التي جاءت لتلبي احتياجاتها آنذاك. تقول فاطمة صفر: أردنا أن نطلع الزوار على التفاصيل الدقيقة للحياة السائدة في الماضي من خلال مجموعة من المجسمات التي تم تنفيذها بأحجام صغيرة، كالعريش بكافة مفرداته البسيطة التي تضمها في أحضانه، إلى جانب مجسم لحياة البدو وهو بيت الشعر ونمط سير حياة البداوة، إلى جانب عدد من المفردات والأدوات القديمة التي كانت تستخدم في تلبية احتياجات الأهالي قديماً. ولابد أن يطلع الأبناء على تراث أجدادهم، من خلال أخذهم في زيارات إلى المناطق القديمة والمتاحف التراثية والتواجد في الاحتفالات الشعبية، والمشاركة في الدورات والورش التدريبية التي تنظمها المراكز النسائية، حتى يكونوا خلفية وافية حول نمط حياة الأهالي قديما بما تحمله من مشقة وجهد، وبساطة لم تخلو من المتعة. ونحن نحاول أن نكون المرآة التي نعكس به جانب من هذا التراث، لنعرف الأجيال الحالية بما يزخرف به تراثنا من تفاصيل متنوعة وثرية . ليدركوا أهمية حماية التراث وصونه، فهي أمانة لابد أن ننقله للأجيال الحالية والتي بدورها سوف تنقله للأجيال القادمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©