الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنشاء بنوك تحفظ سلالات الموز وتحميه من الديدان الثعبانية

إنشاء بنوك تحفظ سلالات الموز وتحميه من الديدان الثعبانية
21 ابريل 2011 20:23
يوسف البلوشي (مسقط) - تنتشر زراعة الموز في مختلف ولايات ومناطق السلطنة، حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد النخيل، ويعتبر من أقدم المحاصيل الزراعية تحت ظروف السلطنة، وفي الخليج تأتي السلطنة في مقدمة الدول المنتجة للموز وتسهم منطقة الباطنة ومحافظة ظفار بقدر كبير من إنتاج السلطنة للموز، كما أن هناك عدداً من المناطق تزرع الموز إلا أنه للاستهلاك المحلي فقط. أصناف الموز يقول ناصر المجرفي، من وزارة الزراعة والثروة السمكية بسلطنة عمان إنه «توجد أصناف عديدة من هذا المحصول في السلطنة، بعضها يستخدم للاستهلاك الطازج والآخر للطبخ، ومن خلال الدراسات السابقة التي تمت بهدف معرفة أهم الأصناف المزروعة في السلطنة اتضح أنه يوجد 5 أصناف رئيسية وهي الفرض والماليندي والصومالي والنغال والويليمز، وتنتمي أصناف الويليمز والماليندي والصومالي إلى مجموعة الكافيندش، بينما ينتمي صنف الفرض إلى مجموعة المايسور، وفي المقابل ينتمي صنف النغال إلى مجموعة الموز الأخضر». ويضيف «يوجد في العالم أصناف عديدة من الموز تتراوح بين 100 و300 صنف تتباين في صفاتها، والصنف الرئيسي الذي تنتشر زراعته حالياً بالسلطنة هو الكافنديش المتقزم، والذي يطلق عليه محلياً مجازاً اسم «الموز المحلي»، وتمتاز نباتات هذا الصنف بمقاومتها النسبية للرياح ومرض بنما الخطير، ولكنها ذات مقاومة ضعيفة للديدان الثعبانية، أما الثمار فهي ذات طعم جيد، خاصة إذا تمت عمليات الحصاد والإنضاج بالطرق العلمية الصحيحة. غير أن بعض مواصفات ثماره من حيث الحجم والشكل والقابلية للعطب السريع أثناء الحركة والترحيل تجعل هذا الصنف أقل منافسة في الأسواق المحلية والخارجية مقارنة مع الأصناف التجارية الأخرى». ويشير المجرفي إلى تكثيف الحكومة لجهودها الرامية لتطوير إنتاج هذا المحصول، فقد أدخلت بعض الأصناف الجديدة للبلاد للاختبار والتقييم، ولا شك أن إدخال هذه الأصناف الحديثة للبلاد يتوقع أن يكون له مردود إيجابي على تطوير إنتاج الموز بالسلطنة لما له من تأثير كبير على توسيع قاعدة المصادر الوراثية للموز بالبلاد، ما يتيح فرصاً أكبر في انتخاب أصناف ذات مواصفات جيدة وملائمة للظروف البيئية بالسلطنة. وعن الجينات الوراثية للموز العماني، يقول «يتم تقييم كل هذه الأصناف والسلالات من حديثة ومحلية واستغلالها الاستغلال الأمثل في تطوير إنتاج هذا المحصول المهم بالسلطنة، ينبغي في المقام الأول العمل على جمعها وحفظها في بنوك (مجمعات) حقلية للجينات الوراثية لمنعها من التآكل الوراثي والضياع من خلال جمع كل أصناف وسلالات الموز المحلية والمســتجلبة الموجودة حالياً بمناطق السـلطنة المختلفة، واستجلاب ما تيسر من الأصناف المعروفة عالمياً بجودتها، ولا توجد حالياً بالسلطنة، وذلك لزيـادة توسيع القاعدة الوراثية للموز بالسـلطنة، علاوة على حفظ كل هذه الأصناف والسلالات في مجمعات حقلية (بنوك حقلية للجينات الوراثية)، بالإضافة إلى اختبار وتقييم المصادر الوراثية المجموعة تحت الظروف البيئية المحلية واستخدامها في انتخاب أصناف وسلالات ذات مواصفات جيدة وملائمة لظروف البيئة العمانية». مشاريع بحثية يقول المجرفي «بدأت وزارة الزراعة مشروعاً بحثياً عام 1997، حيث خصص مكان مناسب له بمزرعة محطة البحوث الزراعية بصلالة، وبدأت المرحلة الأولى بجمع أصناف وسلالات الموز المحلية والمستجلبة الموجودة بمحافظة ظفار وحفظها في المجمع الحقلي على أن تضاف إليها أي أصناف أخرى واعدة يتم الحصول عليها من داخل السلطنة أو خارجها مستقبلاً». ويضيف «هذه العملية تساعد على المحافظة على هذه المصادر الوراثية المهمة من التآكل الوراثي إلى الضياع، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لاختبارها وتقييمها تحت الظروف المحلية وذلك عن طريق جمع معلومات عن نموها الخضري والإنتاج وصفات الثمار، وكذلك المقاومة للآفات الحشرية والمرضية والإجهاد البيئي، وعلى ضوء ذلك التقييم تم الانتخاب والاستنباط للأصناف والسلالات الجيدة التي تناسب الظروف البيئية العمانية، وتم حتى الآن جمع عدد 31 من أصناف وسلالات الموز المختلفة التي تم الحصول عليها بمحافظة ظفار». وعن جودة موز صلالة، يقول «يوجد بمزرعة محطة البحوث الزراعية بصلالة مجمع من هذا النوع، يضم في الوقت الحالي 31 من الأصناف والسلالات المختلفة، تخضع للتقييم، كما تسهم في إيجاد الحزم التقنية اللازمة في مجالات المعاملات الفلاحية المختلفة وتطبيقها بالحقل، ويجب أن تكون تلك الحزم مستنبطة من نتائج وخلاصات دراسات علمية أجريت ت حت الظروف المحيطة نفسها، فضلاً عن التوجه نحو استخدام طرق الري الحديثة بهدف ترشيد استخدام المياه»، مشيراً إلى أن الموز بالسلطنة يعتبر خالياً من كل آفات الموز الخطيرة المعروفة عالمياً، ولكن تشير الدلائل على وجود الموز الناقل لمرض تورد القمة الخطيرة، ما يدق ناقوس الخطر ويتطلب عمل مسح لزراعات الموز بمناطق السلطنة المختلفة للتأكد من عدم وجود مصدر للمرض. ويضيف «تشير بعض التقارير أيضاً إلى وجود إصابات بالديدان الثعبانية على الموز ما يتطلب اتخاذ كل الاحتياجات اللازمة لمكافحة هذه الآفة في مناطق انتشارها باتباع نظام الدورة الزراعية للموز مع محاصيل لا تعول الديدان الثعبانية كالفندال والفجل، بصفة عامة يجب تطبيق قوانين الحجر الزراعي في حالة استجلاب شتلات الموز من خارج السلطنة أو نقلها داخلياً من منطقة لأخرى، حفاظاً على هذه الثروة القومية». ويتابع المجرفي «نعمل على تطوير الزراعة النسيجية واستغلالها في إكثار فسائل الأصناف التي أثبتت جودتها لمقابلة احتياجات منتجي الموز من الفصائل الجيدة، وتحسين معاملات ما بعد الحصاد والتداول وتوفير البنيات الأساسية اللازمة للنشاط التسويقي والتخزين مع التقيد بمواصفات ضبط الجودة الموصى بها للموز، ما يزيد من القدرة التنافسية للسلعة، بالإضافة إلى العمل على إزالة كل العوائق التسويقية بما يحفز المنتج ويشجعه على الاستمرار في عملية الإنتاج وتشجيع الصناعات التي تقوم على ثمار ومخلفات الموز».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©