محمد أحمد (القاهرة)
الملائكة مخلوقات سماوية عظيمة، عاقلة متكلمة، مَجبولون على طاعة الله، يتشكلون بالصور الحسنة، خلقوا من نور، مسكنهم السماوات، رسل الله تعالى يتلقَّون رسالاته وينفذون ما كُلِّفوا به، ويُبلغون ما حُملوا منها إلى غيرهم، قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، «سورة فاطر: الآية 1».
يقول العلماء إن الله نزه الملائكة عن المعاصي والآثام، فلا يصدر منهم إلا الطاعة والخضوع التام، وكبر عليهم أن يُعصى الخالق، فأحبوا أهل الطاعة وكرهوا أهل المعصية. يعبدون الله حق عبادته باختيار منهم، مدحهم الله بأعلى صفة وهي العبودية. قال تعالى: (... بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ)، «سورة الأنبياء: الآية 26»، اشتهر منهم ثلاثة، قال ابن القيم عنهم: ورؤسائهم الأملاك الثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل، فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد مماتهم.
والملائكة يشهدون أنه لا إله إلا الله ويخضعون لأوامره، ويؤمنون بأسمائه وصفاته وأن له الأسماء الحسنى والصفات العليا، قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، «سورة آل عمران: الآية 18»، يشهدون على صدق الوحي، قال تعالى: (لَّ?كِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ...)، «سورة النساء: الآية 166».
يؤدي الملائكة الصلاة سواء مع أنفسهم أو مع المؤمنين، جاء عن جبريل عليه السلام بأنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما عن صلاتهم مع المؤمنين فتكون في تأمينهم في الصلاة وحضورهم صلاة الجمعة لسماع الخِطبَة لقول النبي: «إذا أمن الإمام فأمنوا فإن وافق تأمينه الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه»، كذلك يسجلون أسماء المبكرين للصلاة.وقال الملائكة عن أنفسهم: (... وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ...)، «سورة البقرة: الآية 30».
ويخبر الله عز وجل عن ملائكته بأنهم يحملون العرش، يسبحون بحمده وينزهونه عن النقائص، ويسألونه أن يغفر للمؤمنين، في قوله تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)، «سورة غافر: الآية 7».
من صفاتهم خوفهم من الله عز وجل، قال تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، «سورة النحل: الآيات 49 - 50».
عدد اليوم
