الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الله نور السماوات والأرض.. يهدي إلى الطريق المستقيم

24 يونيو 2017 21:03
القاهرة (الاتحاد) الأمثال تقرب المعاني المعقولة من المعاني المحسوسة، وتقرب المفاهيم، فتستبين، ولولا ذلك لكانت عصية على الفهم والإدراك، ومن الأمثال التي ضربها سبحانه ليعقلها العالمون من عباده، قوله عز وجل: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ...)، «سورة النور: الآية 35». هذا المثل بيان أن الهدى الذي جاء به هذا الدين، إنما هو بمثابة النور الذي يضيء الطريق، وهو المنهج الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور، ضربه ربنا تبارك وتعالى لعباده كمثل نور مصباح، يستمد وقوده من زيت شجرة الزيتون المشهورة بالعطاء والخير، والمصباح موضوع في زجاجة شفافة منيرة، تعكس ضوء المصباح، حتى يبدو كأنه نور كوكب منير من كواكب السماء، والزجاجة موضوعة في كوة صغيرة في جدار، تقيه الريح، وتصفي نوره، فتحصره وتجمعه، فيبدو قوياً متألقاً. والمشكاة كوّة غير نافذة، وتُتخذ في جدار البيت لوضع بعض الأثاث ومنها المصباح وغيره، وربما تكون الكوّة مشرفة على ساحة الدار وتجعل بينها زجاجة، لتحفظ المصباح من الرياح، ولتضيء الساحة والغرفة معاً. والمصباح السراج، ويتألف من وعاء للزيت، وفتيل يشتعل، منصوبة عليه زجاجة، وآلة التحكم بالفتيل، وأفخر أنواع الزيوت هو المأخوذ من شجرة الزيتون المغروسة في مكان تشرق عليه الشمس من كل الجوانب، حيث تكون في غاية الصفاء وسريعة الاشتعال. والله نور السماوات والأرض، هادي أهل السموات والأرض، إلى الحق وإلى طريق مستقيم، فالمراد بالنور الهداية إلى العلم والعمل، ويدل على ذلك قوله سبحانه في آخر الآية، ?يهدي الله لنوره من يشاء، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. قال أُبيُّ بن كعب، المصباح هو النور، وهو القرآن، والإيمان الذي في صدر المؤمن، هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية، كأنها كوكب دري، منسوبة إلى الدُّر في صفاء لونه وبياضه، وشُبهت الزجاجة بكوكب منير مضيء، فهي بذاتها شفافة رائقة منيرة، تعكس نور المصباح كأحسن ما يكون النور، ويوقد من شجرة مباركة هي شجرة الزيتون. ووجه هذا المثل، وتطبيقه على حالة المؤمن، ونور الله في قلبه، وذلك بمنزلة صفاء الزجاجة الدرية، فيجتمع له نور الفطرة، والإيمان والعلم، وصفاء المعرفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©