السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبل» في قفص الاتهام بسبب ملف التخزين التلقائي في أجهزة «أي فون» و«آي باد»

«أبل» في قفص الاتهام بسبب ملف التخزين التلقائي في أجهزة «أي فون» و«آي باد»
21 ابريل 2011 20:40
كشف باحثان أن أجهزة «آي فون» و«ىي باد» تحفظ سجلاً خاصاً بكل مستخدم يرصُد مكان وجوده وتحركاته، أين ومتى. وأفادا أن هذه البيانات تُحفظ بطريقة تلقائية في ملف غير قابل للتشفير. وقد ابتكر الخبيران في الأمن المعلوماتي ألاسدير ألان وبيتي ووردن برنامجاً يسمح لكل مستخدم آي فون أو آي باد بالاطلاع على مقدار ما يعرفه جهازه عنه فيما يخص تحركاته. ولا يوجد أي دليل على أن محتويات هذه الملفات تُنقل بالكامل إلى شركة «أبل»، لكن الخرائط الذي أنتجها هذا البرنامج أظهرت تفاصيل مخيفة عن تحركات صاحب الجهاز ليس الآنية فقط، وإنما تلك التي تعود لبضع أشهر خلت. يقول بعض المستخدمين إن هذا الخبر لم يكن له وقْع المفاجأة على مسامعهم وأن تعطيل عمل تطبيق «تحديد الأماكن» يمنع حدوث هذا الأمر، لكن آخرين عبروا عن استيائهم من أن تتحول هذه الأجهزة الحديثة إلى أجهزة لرصد وتعقب تحركاتهم وتتبع خطواتهم دون علم منهم. قال الباحث ألان في موقع الناشر التكنولوجي «أورييلي» “حتى قبل وصول نظام تشغيل آي أو إس 4”، كان هذا الجهاز يُخزن قائمةً طويلةً بأماكن وجود المستخدم وتحركاته مصحوبةً بتواريخها وأوقاتها». وقد قدم ألان وبيتي ووردن خبر اكتشافهما أمس الأول خلال مؤتمر «وير 2.0/ Where 2.0”. وقد غطت صحيفة «ذا جاردين» هذا الاكتشاف وما توازى معه من تصريحات وتعليقات وردود. إلا أن شركة «أبل»، المعنية الأولى بالأمر، لم تُقدم أي تصريح أو تعليق فوري عن الموضوع. وفي ديسمبر الماضي، أظهرت نتائج تحقيق ذي صلة أن العديد من تطبيقات الهواتف الذكية الأكثر شعبيةً تتمتع بخصائص تذهب أبعد من هذا بكثير. وأظهر اختبار أُجري على 101 تطبيق برمجي أن 56 من هذه التطبيقات تُرسل بيانات جهاز الهوية الفريد الخاص بكل مستخدم إلى شركات أخرى دون إخطار المستخدم أو الحصول على إذنه أو موافقته المسبقة، بينما وجدوا أن 47 من هذه التطبيقات تبعث معلومات عن أماكن وجود المستخدم وتحركاته. ومن بين الشركات التي تتلقى بانتظام هذه البيانات- حسب نتائج التحقيق- شركة «أبل» و»جوجل»، بالإضافة إلى شبكات عالمية للإعلان والتسويق. غير قابل للتشفير كان السيناتور عن ولاية مينيسوتا أل فرانكين قد طالب الكونجرس الأميركي أكثر من مرة بإجراء تحقيق عن قضايا انتهاك الإنترنت لخصوصية مستخدميه، كانت آخرها الرسالة التي بعثها مؤخراً إلى الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» ستيف جوبز، والتي ضمنها نتائج تقرير الخبيرين ألان وبيتي. وأورد أل فرانكين في رسالته أن «وجود هذه المعلومات والبيانات مخزنةً في ملف غير قابل للتشفير يُثير تساؤلات حقيقية عن قضايا الخصوصية الشخصية”. وختم رسالته بطرح العديد من الأسئلة حول هذا الأمر، من بينها ما إذا كانت شركة «أبل» قد أعطت أو سربت هذه البيانات الشخصية لأي جهة. ولا تُلقي نتائج الدراسة التي تقدم بها ألان وبيتي الضوء عن تطبيقات برمجية بحد ذاتها، لكنها تُركز على البيانات الشخصية التي يتم تجميعها عند الاستخدام الجماعي. ويقول الباحثان إن هذه البيانات تُخزن كل مرة يقوم فيها المستخدم بتحديث بيانات جهازه أو إدخال تطبيق جديد إليه، بل وحتى عند تغييره الجهاز. فكل «آي فون» يعمل بنظام تشغيل «آي أو إس» الأحدث من «أبل»، أو بجهاز «آي باد 3 جي» مُزود بخاصية التخزين التلقائي للبيانات. ويضيف الباحثان أن ملف التخزين التلقائي لهذه البيانات يُمكن نقله لأي حاسوب يتزامن تشغيله مع تشغيل آي فون أو آي باد، وبالتالي فإنه من السهل جداً على أي شخص يستخدم هذا الحاسوب أو الجهاز نفسه العثور على ملف التخزين والاطلاع على محتوياته. أغراض تسويقية يتصور البعض أنْ لا أحد لديه الوقت أو يهتم بالاطلاع على بيانات الآخرين، لكن قد يكون الشخص سيئ الحظ ويُستهدف من قبل عدو له أو منافس، أو حتى جهة استخباراتية أو أشخاص مشبوهين. فعندما يعلم هؤلاء أنه يوجد في كل جهاز آي فون أو آي باد ملف غير قابل للتشفير يُخزن جميع التحركات التي قام بها المستخدم بصحبة جهازه طيلة أشهر سابقة بالمكان والزمان، فحتماً سيسعون إلى الحصول عليها من أجل استغلالها لصالحهم. والسؤال المطروح هنا هو لماذا يتم تخزين هذه البيانات في الأصل؟ فإذا افترضنا أن هذا التطبيق البرمجي بدأ منذ إطلاق تشغيل آي فون بنظام «آي أو إس» سنة 2007، فإن الدافع الأكثر ترجيحاً الذي يتبادر للذهن هو خدمة جهات التسويق والإعلان التي يهمها كثيراً معرفة منطقة وجود مستخدم هذه الأجهزة لمعرفة قدرته الشرائية وبالتالي المنتجات التي يهتم بشرائها دون غيرها، لكن قد تكون هناك دوافع أخرى. تطبيق تحديد المكان يقول الخبيران ألاسدير ألان وبيتي ووردن إنهما لم يطلعا بعد عن كثب على عملية نقل هذه البيانات لشركة «أبل»، لكن «أبل» سبق لها وأن أفادت أنها تستخدم بيانات تحديد مكان وجود المستخدم لأغراض تسويقية وإعلانية بحتة، مضيفةً أنه يمكن تعطيل عمل هذا التطبيق البرمجي من خلال تعطيل عمل تطبيق «خدمات تحديد المكان». ومن جهة أخرى، يقول ألان وبيتي إنهما لم يجدا البيانات ذاتها على أجهزة «أندرويد» من شركة «جوجل»، لكن «جوجل» بدورها سبق لها وأعلنت أنها تجمع بيانات تحديد المكان لأغراض تسويقية ولجمع إحصاءات أكثر دقة عن المنتجات الأكثر طلباً من المستهلكين التي تتوصل إليها من خلال تحليل خرائط «جوجل». حقوق المستهلك تجدر الإشارة إلى أن شركات تزويد العملاء بالخدمات «اللاسلكية» لطالما جمعت معلومات مماثلة وذات صلة بمكان وجود مستخدم الجهاز اللاسلكي لتتبع مسار الاتصالات وتحديد قيمة فواتيرها بدقة. لكن تخزينها لهذه البيانات واستخدامها كان يتم بطريقة آمنة ودون تعريضها للظهور على ملايين الآلات والأجهزة. وأفاد الباحثان أنهما وجدا هذه البيانات أثناء بحثهما عن كيفية تخطيط جرافيك يعرض بيانات الأجهزة المتحركة. وقد كتبا في معرض شرحهما «في البدء، لم نكن متأكدين بشأن كم البيانات الموجودة هناك، لكن بعد تعميقنا البحث ووضعنا تقديرات تصورية عن حجم البيانات المستخرجة، تجلى لنا بوضوح وجود كم هائل ومخيف من التفاصيل التي تُسجل وترصد كافة تحركاتنا». وقال ألان وبيتي إن شركة «ابل» لم تقدم أي تعليق أو جواب عن الاستفسارات التي توجها بها إليها حول هذا الموضوع. وختما تقريرهما بالقول «لقد كنا من أشد المعجبين بمنتجات «أبل»، ولا نجد في الحقيقة أية متعة أو تشف في الحديث عن هذه الأمور، لكننا وجدنا من الأمانة طرحها للنقاش العام باعتبارها تدخل ضمن حقوق المستهلك وما دام فيها انتهاك لخصوصيته». عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©