الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحقيقات بوسطن تكشف استخدام «طنجرتي ضغط» في التفجيرين

تحقيقات بوسطن تكشف استخدام «طنجرتي ضغط» في التفجيرين
18 ابريل 2013 13:21
انشغلت السلطات الأميركية أمس برسائل مريبة تحتوي على مادة الريسين السامة إحداها موجهة إلى الرئيس باراك أوباما والثانية موجهة إلى السناتور الجمهوري روجر ويكر في واشنطن، وذلك في وقت واصل المحققون في الانفجارين اللذين وقعا أثناء ماراثون بوسطن الاثنين الماضي البحث عن أدلة لمعرفة حقيقة ما حدث، وسط معلومات عن أن القنبلتين اللتين استخدمتا خبئتا في طنجرتين للطهي تعملان بالضغط، فيما نسبت شبكة “سي إن إن” إلى مصادر أمنية قولها “إنه تم اعتقال أحد المشتبه بهم في تفجيري الماراثون، كما تم تحديد مشتبه به ثان”. لكن مصادر في الحكومة الأميركية وسلطات تنفيذ القانون نفت وجود أي اعتقالات حتى الآن في التحقيق في التفجيرين. وقالت “لم يتم اعتقال أي شخص، ولا أحد قيد الاحتجاز أيضا”. وأكد مكتب التحقيق الفدرالي “إف بي آي” احتواء رسالتين مشبوهتين مرسلتين لاوباما وويكر على مادة الريسين السامة، إلا أنه استبعد علاقتهما بانفجاري بوسطن. وقال في بيان “التحقيق في الرسالتين مستمر وربما يتم تسلم مزيد من الرسائل.. لا يوجد مؤشر لأي علاقة لما حدث في بوسطن”. وأضاف “أن جهاز الخدمة السرية عزل سريعاً المظروف الذي كان موجها إلى الرئيس، بعد أن أظهرت اختبارات أولية وجود الريسين على مرشحات في منشأة حكومية لفحص البريد”. وأخلت شرطة الكونجرس أجزاء من مبنييْ راسل وهارت الإداريين التابعين لمجلس الشيوخ فيما يتصل بمخاوف من طرد ورسائل مريبة. وقال المتحدث باسم شرطة الكونجرس “إن المسؤولين يفحصون طرداً مريباً في مبنى هارت ومظاريف مريبة في مبنى راسل ويستجوبون شخصا في هذا الشأن”. لافتاً إلى اعتراض السلطات في وقت سابق الرسالة الموجهة إلى السناتور ويكر والتي أظهرت فحوص أولية أنها تحتوي على مادة الريسين وهي عبارة عن مسحوق ابيض لمادة شديدة السمية يمكن أن يؤدي استنشاقها إلى اختلالات في الجهاز التنفسي. وكان مسؤول الإدارة والأمن في مجلس الشيوخ تيرانس جينر قال في رسالة إلكترونية داخلية “إن مركز معالجة بريد مكاتب النواب في واشنطن تلقى رسالة موجهة إلى ويكر رصد فيها الريسين بعد التحليل”، وأضاف “أن الرسالة وضعت في البريد في ممفيس بولاية تينيسي من دون عنوان المرسل، ولم يثر المغلف أي شبهة”. لافتاً إلى أن السلطات لم ترصد أي بريد مشبوه آخر. بينما قال رئيس كتلة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد “إن السم تم اكتشافه خلال عملية تفتيش روتينية في مبنى منفصل في الكابيتول (مقر الكونجرس)”، مؤكداً أن الرسالة المسمومة لم تصل إلى مكتب ويكر. إلى ذلك، أعلن البيت الابيض أن أوباما سيتوجه اليوم الخميس إلى بوسطن للمشاركة في موكب ديني مخصص لضحايا التفجيرين اللذين استهدفا الماراثون الاثنين وأوقعا ثلاثة قتلى و176 جريحاً. وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني في بيان “سيسافر الرئيس إلى بوسطن لإلقاء كلمة خلال حفل ديني مخصص لاولئك الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح خطرة”. وكان أوباما وصف تفجير بوسطن بأنه “عمل إرهابي”، مؤكداً أن السلطات لا تعلم حتى الآن ما إذا كان مرتكبو هذا “العمل الدنيء والجبان” أجانب أم أميركيين، داعياً مواطنيه إلى التيقظ. من جهتها، ذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية أنه تم إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في تفجيري ماراثون بوسطن، وذلك بعد أن كانت صحيفة “بوسطن جلوب” ذكرت في وقت سابق أنه تم تحديد مشتبه به في التفجيرين ظهر في شريط فيديو وهو يحمل حقيبة سوداء اللون بالقرب من موقع التفجير الثاني، ثم يترك كيسا ويبتعد. وقالت “سي إن إن” إنه تم تحديد مشتبه به ثان في لقطات فيديو بأحد الأسواق القريبة من الموقع. وأوضحت شرطة بوسطن أنه تقرر تأجيل مؤتمر صحفي لمكتب التحقيقات الاتحادي “إف بي آي” في هذا الشأن. لكن مصادر في الحكومة الأميركية وسلطات تنفيذ القانون نفت وجود أي اعتقالات حتى الآن في التحقيق في التفجيرين. وقالت “لم يتم اعتقال أي شخص، ولا أحد قيد الاحتجاز أيضا”. وكان تردد أن هناك شبهات حول شخص أو أشخاص كانوا يحملون حقائب ثقيلة أو حقائب ظهر مصنوعة من النيلون الداكن. ورغم أن المحققين لم يخلصوا بعد إلى ما إذا كان منفذ الهجوم هو جماعة أو أفراد وما إذا كانوا أجانب أو أميركيين إلا أنهم جمعوا أدلة من مسرح الجريمة ضيقت إلى حد ما زاوية بحثهم. وقال مسؤول كبير في أجهزة إنفاذ القانون عن التحقيقات “إن القنبلتين اللتين استخدمتا البارود كمادة ناسفة كانتا مليئتين بكريات صلبة ومسامير وشظايا أخرى لزيادة عدد الإصابات”. وأضاف “يعتقد المحققون أن القنبلتين خبئتا في حلل للطهي تعمل بالضغط”. وقال ريتشارد ديسلوريرز مسؤول مكتب التحقيقات الاتحادي في بوسطن “إن الأدلة التي عثر عليها سيتم تجميعها في مختبرات المكتب في كوانتيكو بفرجينيا ومن بينها قطع من النيلون الأسود يمكن أن تكون قطعاً من حقائب ظهر وقطعا من كريات صلبة ومسامير وربما ما يمكن أن يكون بقايا جهاز من الحلل التي تعمل بالضغط”. وأظهرت صور التقطت لمسرح الهجوم ونشرتها قوة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب في بوسطن بقايا جهاز للتفجير ضم قطعاً ملتوية من وعاء معدني وأسلاكاً وبطارية وما يبدو كلوحة صغيرة لدائرة كهربائية. وقال ريتشارد دي لورييه المكلف من “أف.بي.آي” بالإشراف على التحقيقات “إن المتفجرات كانت داخل طنجرتي ضغط مع مسامير وكرات معدنية وموضوعة بحقيبة من قماش أسود غليظ من النوع الذي يتم حمله على الظهر”، وأضاف “الطنجرتين سعتهما 1,6 رطل أي 725 جراماً بالكاد تسع دجاجة عادية، والتفجير كان نوعاً من طبخة متفجرات منزلية صغيرة، لذلك لم يقتل إلا القليل، برغم وقوعه وسط حشد كبير من المتجمهرين”. وقال العميل الخاص المكلف من مكتب مراقبة الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في بوسطن جين ماركيز “إن التدقيق في مسرح التفجيرين سيستغرق عدة أيام”. وأكدت الشرطة أن المنطقة خضعت للتمشيط مرتين قبل السباق ولم يعثر على أي متفجرات. وأفاد عمال أجهزة الطوارئ والأطباء الذين عالجوا الضحايا أن العبوتين على ما يبدو أطلقتا المسامير والخردق وقطع معدنية ما أدى إلى جروح في الجزء الأسفل من الجسم على الأخص وأجبر على بتر أطراف بعض الجرحى. وغالبا ما تنصح إرشادات صنع العبوات التي توردها المنتديات المتشددة على الإنترنت بما فيها تلك الصادرة عن “القاعدة” في اليمن باستخدام طناجر الضغط بحسب موقع “سايت” الاستخباراتي الذي يراقب الرسائل التي تتبادلها الجماعات المتطرفة. وعام 2010 صدر العدد الأول من مجلة بالإنجليزية يصدرها تنظيم “القاعدة في شبه جزيرة العرب”، وشمل مقالاً يوضح كيفية صنع عبوة من طنجرة ضغط وقطع معدنية. والمقال الذي حمل عنوان “اصنع عبوة في مطبخ والدتك” حمل صورة حقيبة ظهر تحوي المتفجرة. من ناحيته، قال ريتشارد دي لورييه المكلف بإدارة التحقيق في انفجاري بوسطن إنه لم تعلن أي منظمة مسؤوليتها عن الانفجارين اللذين وقعا أثناء ماراثون بوسطن وأن مكتب التحقيقات الاتحادي ليس لديه حالياً معلومات قاطعة عن مشتبه بهم. وأضاف “لم يعلن أحد المسؤولية حتى الآن.. لايزال نطاق المشتبه بهم والدوافع واسعاً.. لا نملك أي معلومات قاطعة فيما يتعلق بمشتبه به أو مشتبه بهم.. قد يكون شخصاً وقد يكون أشخاصاً”. وقالت وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو إنه لا دليل على أن انفجارات القنابل في بوسطن جزء من مؤامرة أكبر. واضافت “أنه لتوخي مزيد من الحذر” ستبقي السلطات على الإجراءات الامنية المشددة -مرئية وغير مرئية- سارية في مراكز حركة النقل”. وحثت الأميركيين على البقاء حذرين والإبلاغ سريعاً عن أي علامات على نشاط مريب لمسؤولي إنفاذ القانون المحليين. وتجمع سكان بوسطن مساء امس الأول وسط الأغاني والدموع والصلوات في مختلف أنحاء المدينة، لتكريم ضحايا الانفجارين اللذين استهدفا ماراثون المدينة الشهير الاثنين الماضي. ومن بين القتلى الثلاثة تأثر السكان بشكل خاص لمقتل فتى في الثامنة من العمر يدعى مارتن ريتشارد، بعد أن ركض لمعانقة والده الذي كان اجتاز لتوه خط النهاية في الماراثون. وقتلت في التفجيرين أيضا كريستي كامبل التي تبلغ 29 عاما وتدير مطعما. وقال والدها للصحافة المحلية إنها كانت ترافق صديقتها الأقرب لتصوير رفيق الأخيرة عند وصوله إلى خط النهاية في الماراثون. وأفادت والدتها بصوت محطم بأنه قيل لها في البدء إن ابنتها نجت. لكن عند وصولها إلى المستشفى علمت أن صديقة ابنتها هي التي نجت. وصرحت “لا نستطيع التصديق أن هذا حدث. لا معنى لكل ذلك”. فيما قالت جامعة بوسطن امس إن احد القتلى الثلاثة طالب دراسات عليا بها. وذكرت القنصلية الصينية في نيويورك في بيان أن الضحية هو صيني لم يكشف عن هويته بناء على رغبة أسرته.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©