الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم «القيامة».. يقوم الناس من الموت للحساب

26 يونيو 2017 12:12
محمد أحمد (القاهرة) يوم القيامة.. هو الاسم العام المتداول لذلك اليوم، وفيه يقوم جميع البشر، ليتلقوا الجزاء والحساب من الله سبحانه وتعالى، فكل منهم يجزى بحسب أعماله. أخبر الله تعالى عن يوم القيامة وأهواله في كثير من السور، فقال: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ)، «سورة النساء: الآية 87»، وقال تعالى: (... وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً...)، «سورة الإسراء: الآية 97». وغير ذلك من الآيات التي تدل على شدة هول الأمر وفظاعته، لذلك يكون المؤمن الذي بُشر بالجنة في قبره خائفاً وجِلا في الموقف، حتى الأنبياء والمرسلون الذين يكونون في ظل الرحمن يوم القيامة يخافون من هول المشهد، ويفزع الناس إليهم ليطلبوا من الله أن يفصل بينهم ويقضي، أما المؤمن يأخذ كتابه بيمينه لا يعلم مصير سيئاته، وهل سترجح على حسناته أم لا، وإن رجحت فإنه لا يدري ما يكون حاله على الصراط، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قائماً على الصراط، ويقول: «رب سلم سلم، وذلك حتى تعجز أعمال العباد، ويجيء الرجل ولا يستطيع السير إلا زحفا»، وبعد الصراط ينتظر الناس القصاص على قنطرة المظالم. يقول الإمام متولي الشعراوي، إن الله يخبرنا بحقيقة أنه لا إله آخر سواه، ولا تشريع يرسم صلاح البشر إلا تشريعه وسترجعون إليه، وليس هناك إله يقول افعل ولا تفعل، وآخر يقول بالعكس، لإنه إله واحد، والأمر منه هو الصالح للإنسان، والنهي هو الذي يجب على العاقل أن يتجنبه، فليس إله آخر يرد أمره سبحانه وتعالى، أما كلمة «يجمع» فتعني أنه يخرجنا مع بعضنا من قبورنا جميعا، ويحشرنا أمامه، وأيضا تعني «ليجمعنكم» ليحشرنكم من قبوركم لتلقي جزاء يوم القيامة. ويوم القيامة هو اليوم الذي قال فيه سبحانه: (يَوْمَ يَقُومُ لنَّاسُ لِرَبِّ لْعَالَمِين)، «سورة المطففين: الآية 6»، وهو آخر مظهر من مظاهر دنيا الناس أنهم حين يموتون ينامون، وهذا ما نراه، وبعد ذلك يدخل إلى القبر ولا نعرف كيف يأتي قائماً من نومه. والحشْر، القيام من القبر والجمع للحساب، وتعجب بعض الصحابة في قوله: «عَلَى وُجُوهِهِمْ»، فسألوا الرسول: وكيف يسير الإنسان على وجهه؟، فقال: «إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يُمشيهم على وجوههم». وفضلاً عن مشيهم على الوجوه فهم عُمْي لا يرون شيئاً، ولا يهتدون، صُمٌّ لا يسمعون نداء، بُكْمٌ لا يقدرون على الكلام، يفاجؤون بهول البعث، وقد سدت عليهم جميع منافذ الإدراك، فهم في قلب هذا الهول والضجيج، حائرون لا يدرون شيئاً، ولا يدركون ما يحدث من حولهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©