الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عثمان بن أرطغول.. أول سلاطين الدولة العثمانية

24 يونيو 2017 21:07
القاهرة (الاتحاد) عثمان بن أرطغول بن سليمان شاه، مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها، قائد إسلامي هدفه وغايته الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته، مندفعا بإيمانه نحو تحقيقه، اتصف بالشجاعة والاتزان، لم تطغ قوته على عدالته، ولا سلطانه على رحمته، ولم يعامل رعيته بالظلم أو البطش، ملتزما بالعهود، فلم يمر مسلم داخل قلعة «أولوباد» البيزنطية بعد فتحها واستسلام أميرها للجيش العثماني، التزاما بعهده معه، تعلم على يد أحد العلماء وتزوج من ابنته «مال خاتون». شهد مولد عثمان بن أرطغول عام 656ه ببلدة «سوغوت» غزو المغول لبغداد وسقوط الخلافة العباسية، فنشأ في أجواء مضطربة والأمة الإسلامية في حالة ضعف، واضطهاد وتسلط من عدو صليبي عتيد، فراوده حلم استعادة أمجاد المسلمين وزوال مآسيهم، ورغبة في الجهاد والصعود نحو العزة والنصر والتمكين ونشر الإسلام، فلازم أباه في جهاده ضد الصليبيين مما اكسبه خبرة وقيادة. تولى عثمان قيادة القبيلة التركمانية في غرب الأناضول بعد وفاة والده الذي كان متحالفا مع أمير «القرمان» علاء الدين سلجوقي ضد العدو البيزنطي، والاستيطان في إمارته، ولجأ الأمير علاء الدين إلى إمبراطور بيزنطة بعد أن أغار عليه المغول ومات هناك، فأصبحت الإمارة ملتهبة بالمشاكل والخلافات، وطمع المغول والصليبيون الذين أرادوا تصفية الوجود الإسلامي الجديد، فاستأثر عثمان بجميع الأراضي التي كان يستحوذ عليها علاء الدين وعمل على تمكين الدولة العثمانية، وقاد جيشه في حروب عنيفة ضد الصليبيين، وبدأ بمُهاجمة ثغورهم، وفتح عدة حُصون، وأخذ في التوسع لإمارته فضم قلعة «قره جه حصار» التي تحالفت مع الروم ودارت معركةً طاحنة قُتل فيها «ساوجي بك» أخو عُثمان، وانتصر المسلمون ودخلوا القلعة، وقُتل «بيلاطس» قائد القوات البيزنطية، وسار عثمان إلى شمال صقاريا وفتح قلعتي «كوينوك»، و«ينيجه طاراقلي»، و«بيله جك»، و«يار حصار»، واتخذ مدينة «يكي شهر» قاعدة له، وأعلن قيام الدولة الإسلامية الجديدة ولقب نفسه باديشاه آل عثمان. سيّر عثمان جيشا لقتال المغول، فحاربهم وانتصر عليهم وفتح أهم حصونهم «بورصة» وأسلم حاكمها أفرينوس فمنحه عثمان لقب «بيك» وأصبح من قادة العثمانيين البارزين. توفي عثمان بن أرطغول عام 726 ه، بعد فترة مرض، ودفن في «سوغوت»، وخلفه ابنه أورخان، وترك له وصية أصبحت منهاجا سارت عليه الدولة العثمانية، قائلاً له: «يا بني إنني أنتقل إلى جوار ربي، وأنا فخور بك بأنك ستكون عادلًا في الرعيَّة، مجاهدًا في سبيل الله، لنشر دين الإسلام.. يا بني أُوصيك بعلماء الأُمَّة، وانزل على مشورتهم.. يا بني إيَّاك أن تفعل أمرًا لا يُرضي الله وإذا صَعُب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة، فإنهم سيدلُّونك على الخير.. واعلم يا بني أن طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله، وأن مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وأننا لسنا طلاب جاهٍ ولا دنيا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©