الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيد الفطر.. فرحة واحدة طقوسها متباينة

عيد الفطر.. فرحة واحدة طقوسها متباينة
26 يونيو 2017 12:12
القاهرة (الاتحاد) عيد الفطر المبارك، أحد مظاهر الفرحة في حياة المسلمين في شتى بقاع العالم، حيث يأتي تتويجاً لصيام شهر رمضان المعظم، وتغمر المباهج والزينة والنور الأمة الإسلامية، احتفاء بإتمام فريضة الصوم، فقد أباح الله تعالى للمسلمين الفرح والاحتفال، يتنزهون ويلعبون، ويتبادلون التهاني، بعيداً عن الابتذال والسفور، وكان المسلمون قد بدؤوا الاحتفال بعيد الفطر المبارك في السنة الثانية للهجرة للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي. وتختلف مظاهر العيد بين المسلمين حول العالم من بلد لآخر، فلكل شعب عادات وتقاليد تختلف عن الشعوب الأخرى، فهناك خصوصية على اختلاف أنماط البشر، على الرغم من تشابه المظاهر في الدول العربية والإسلامية في التصرفات والطقوس، إلّا أنّ كلّ دولة تنفرد بما يميّزها، وقد تختلف الأشكال والألوان وقد تتباين اللغات والألسنة ولكن تبقى القلوب موحدة تجمعها شريعة الله. وتعد العيدية من أهم مظاهر الاحتفال بالنسبة للأطفال في عيد الفطر، حيث يقوم الكبار بإعطائها للصغار وهي مبلغ من المال، وهي عادة قديمة توارثها الآباء والأحفاد، لتضفي على العيد بهجة خاصة. مظاهر من مصر تعد مصر من الشعوب ذات الخصوصية في مظاهرها الاحتفالية بالعيد ومنها انتقلت إلى العديد من شعوب العالم، ففي العصر الفاطمي كان الاحتفال بتوزيع الحلوى على موظفي الدولة وإقامة الموائد الضخمة التي تحوي كل ما لذ وطاب، وقد أنشئ مطبخ مخصوص لصناعة الحلوى أطلق عليه «دار الفطرة» في عهد الخليفة العزيز بالله وهو أول من بنى هذه الدار. ومن أشهر الأكلات أيام العيد الكعك والفطير والسمك المملح والمكسرات، والبعض يفضل أطباقاً من اللحوم، ومعظم المحلات تغلق أبوابها خلال أيام العيد ويكون الأطفال أكثر فرحاً بالعيد، فهو عندهم يعنى الملابس الجديدة وركوب المراجيح وأكل الكعك وزيارة الأماكن الترفيهية كالحدائق والسينما والملاهي والالتقاء بالأصدقاء وزيارة الأقارب وتبادل التهاني، وتحرص الملاهي والحدائق على توفير وسائل اللعب وفى مقدمتها المراجيح. ويعتقد الكثيرون أن كعك العيد بدأ في مصر مع بداية العصر الفاطمي، ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد أنه بدأ قبل ذلك بكثير، فقد عرفه المصريون منذ عهد الفراعنة، حيث اعتاد القدماء تقديمه على هيئة قرص الشمس، وكانت زوجات الملوك يقدمن الكعك للكهنة الحارسين لهرم خوفو. أما في التاريخ الإسلامي فيرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين قبل العصر الفاطمي حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها «كل واشكر» ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين. وتتزين الأحياء الشعبية بمظاهر العيد، وتكتسي فرحة لا مثيل لها في البلدان، تضج الشوارع والميادين بالتكبيرات والتواشيح، حيث يؤدي الناس صلاة العيد في الساحات الكبرى والمساجد العريقة. ملابس وأطعمة في المغرب يرتدي المسلمون الزي التقليدي، وهو «الجلباب الأبيض والبلغة»، وترسم النساء نقوش الحنّاء على أيديهن وأرجلهن، وفيما يتعلّق بالأطعمة التي تحضّر في أيام العيد، فإنها تختلف من منطقة لأخرى، ولكن أشهرها هي أكلة «التقلية». وتبرز الملابس الجديدة، حيث يتميز المغربيون بحرصهم الشديد على شرائها في العيد، خاصة للأطفال، حيث تحولت هذه العادة وكأنها من التعاليم الدينية وتنشط حركة البيع والشراء في اليومين الأخيرين من رمضان. وتعكف بعض الأسر قبل حلول العيد على إعداد أنواع خاصة من الحلوى والفطائر استعداداً لتلك المناسبة التي تزداد فيها الزيارات بين العائلات والأقارب. وفي سوريا تتجلى مظاهر تبادل الزيارات بين الأهل والمعارف، حيث يقوم كبار العائلة بزيارة أفرادها وتهنئتهم بالعيد، إضافة إلى أن هناك بعض الأكلات التي يشتهر بها السوريون في العيد مثل الكعك والفطائر المحشوة بالزبد والسكر. والعيد في تونس يبدأ قبل عدّة أيام، حيث يتم تجهيز الملابس، والحلويات لاستقبال أيام العيد، فتمتلئ الأسواق، ويذهب الناس رجالاً ونساء لتجهيز أنفسهم، والتجمل حتى يظهروا في أجمل منظر، ويذهب التونسيون لزيارة المقابر، واستمراراً لما كان يقوم به في شهر رمضان فإنّ المُسحِّر (بو طبيلة) ينشر الفرح في الأحياء. وللعيد في تونس أكلات معينة، أبرزها «الشرمولة» والتي تشتهر في منطقة صفاقس «وهي عبارة عن سمك مملح، ومكوّنات مختلفة، ومن أنواع الأكلات الأخرى «المشكلة»، وهي نوعية مميزة من الحلويات. ألعاب وولائم أول مظاهر الاحتفال بالعيد في العراق إقامة الألعاب للأطفال، يلهون بالمراجيح والفرارات، والدواليب الهوائية، وتشرع النساء، والمحلات في تحضير حلويات العيد، من الصنوف الشعبية، ومن أبرزها «الكليجة»، وتقدم مع الشاي، وحلويات عراقية أخرى كالمن والسلوى، أو الحلقوم، أو المسقول. وفى سلطنة عمان اعتاد الناس على الذهاب إلى المتنزهات والحدائق بغرض الترفيه ولكى يلعب الأطفال ويمرحوا بهذه المناسبة السعيدة، وفى ولاية عبرى يحرص أهلها على صلة الأرحام بإقامة الولائم الجماعية وإحياء الموروثات الشعبية بإقامة الأهازيج والفنون وسباقات للخيل والهجن والحفلات الفنية ولكل يوم في الولاية خصوصية، ففي ثالث أيام العيد يتم إعداد وجبة المشاكيك، ويخصص يوم آخر لوجبة الشواء بوصفها من سمات العيد، وهي أشهر الوجبات المفضلة لديهم. وتبدأ مظاهر العيد في المملكة العربية السعودية قبل العيد، حيث تتوافد الأسرة على الأسواق لشراء حاجاتها من ألبسة وأطعمة وغيرها، وتنتشر عادة في الكثير من الأسر، الاجتماعات الخاصة في الاستراحات، التي تقع في المدن أو في أطرافها، حيث يتم استئجار «استراحة» يتجمع فيها أعضاء الأسرة الكبيرة، والتي تضم الجد والأولاد والأحفاد، حيث تقام الولائم، يتبعها اللعب من الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسعة. ويحرص الفلسطينيون على الاحتفال بالعيد وتبادل الزيارات ومواساة بعضهم البعض، وكثيراً ما تمنع الحواجز الأمنية التي تضعها قوات الاحتلال من تزاور الأهل، وقد تحدث بعض الاشتباكات وإطلاق نيران، ورغم ذلك يلهو الأطفال في الشوارع غير عابئين بما قد يحدث فرحين بالعيد. زكاة وإجازة في ليلة العيد يتدافع التايلانديون قبل صلاة العيد لدفع زكاة الفطر في مسجد ما ميانج، ويتجهون وقت مبكر لأداء صلاة العيد، ثم يتوجهون لزيارة الأقرباء والأصدقاء ويستقبلون جيرانهم من غير المسلمين في بيوتهم. وفي الصين، يرتدي المسلمون ملابس زاهية ويتوجهون للمساجد للصلاة والاستماع لتلاوة القرآن والتفسير، كما يزورون القبور للترحم على الموتى ووضع الأرز والقمح عليها، ثم يتبادلون التحية والسلام، وفي منطقة تينجشيا ذاتية الحكم يأخذ الموظفون المسلمون إجازة ليوم واحد. ويعتبر عيد الفطر إجازة رسمية للمسلمين وغيرهم في الكثير من مناطق الصين، كما يخرجون إلى الميادين مرتدين ملابس جديدة، كما تقام المهرجانات في المدن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©