لندن (وكالات) - اصطف الآلاف في شوارع لندن أمس لوداع مارجريت تاتشر، أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في بريطانيا. وصفقت الحشود بينما كان نعش تاتشر يمر على طول طريق الموكب البالغة 1,9 كيلومتر بين قصر ويستمينستر وكاتدرائية سانت بول. ووضع نعش المرأة الحديدية على عربة مدفع تجرها 6 خيول سوداء ويلفه علم بريطانيا، وأحاط به جنود خدموا في صراع جزر فوكفلاند ضد الأرجنتين عام 1982.
وقادت فرقة موسيقية الموكب الجنائزي بينما اصطف أكثر من 700 من العسكريين على الطريق. وسار الموكب في شوارع لندن على وقع مقطوعات جنائزية وجنود يسيرون بوتيرة 70 خطوة في الدقيقة. وتم إسكات أجراس ساعة بيج بن احتراماً، ودوت 19 طلقة مدفع في سانت بول مع اقتراب الموكب.
ووصل النعش المغطى بباقة من الزهور البيضاء على ركيزة مدفع إلى صحن كنيسة القديس بولس سانت بول في لندن، يحمله 8 عسكريين يمثلون مختلف أسلحة الجيش.
وحضر القداس الجنائزي 2300 مدعو من 170 دولة، في مقدمتهم الملكة إليزابيث الثانية. وكان من بينهم سياسيون بارزون ينتمون للعهد الذي تولت تاتشر خلاله منصبها، ومن الحكومة البريطانية الحالية، إضافة إلى خلفائها جون ميجور وتوني بلير وجوردون براون ورئيس الوزراء المحافظ الحالي ديفيد كاميرون.
كما شارك في الجنازة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر ومخترع الإنترنت تيم برينرز لي.
ولم ترسل روسيا والأرجنتين أي موفد، واعتذر السياسيان البارزان في الحرب الباردة الرئيس السوفييتي الأخير ميخائيل جورباتشيوف وموحد ألمانيا هلموت كول لأسباب صحية. وأعرب معلقون إعلاميون بريطانيون عن مفاجأتهم لغياب كل الرؤساء الأميركيين السابقين رغم العلاقة الأميركية البريطانية المميزة والعزيزة على قلب «السيدة تي».
وتفادى أسقف لندن ريتشارد شارترز في كلمته التعليق على التاريخ السياسي لتاتشر قائلا «هناك مكان مهم لمناقشة السياسات والتراث ولتقييم تأثير القرارات السياسية على حياة الافراد والمجتمعات» وأضاف «لقد أجرى البرلمان مناقشة صريحة الأسبوع الماضي لكن هنا واليوم لا الوقت ولا المكان يسمحان بذلك». وستدفن تاتشر في مراسم خاصة بحضور عائلتها.
عدد اليوم
