السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشكلية الروسية

الشكلية الروسية
25 يونيو 2017 00:15
الشّكليّة formalism هي الاهتمام بالشكل، أي بالمظاهر التركيبية للعمل الأدبي. وكان الشكلانيون الروس يعتبرون أن الأدب مجال متميز بشكله، وأنه مجال منفصل بسبب هذا الشكل عن سائر مجالات السلوك الإنساني، ومن ثم كانوا ينظرون إليه باعتباره فناً لغوياً في المقام الأول لا باعتباره مرآة للمجتمع أو ميداناً للتصارع بين الأفكار، ومن ثم صبوا اهتمامهم على الشعر لا على الشاعر، أي على الأعمال الأدبية نفسها، لا على جذورها أو آثارها. ركزوا على «الملامح المميزة» distinctive features للأدب، أي على الوسائل الفنية وحيل الصنعة التي يختص بها الأدب، وعن هذا يقول جاكوبسون إن موضوع الدراسة الأدبية «ليس الأدب ككل، ولكن خصائصه الأدبية، أي أدبيّته، ومعناها تلك السمات التي إذا توافرت في عمل ما أصبح أدباً». وقالوا إن اللغة في الأدب، وخصوصاً في الشعر، ليست مجرد وعاء أو وسيلة لتوصيل المعنى إلى القارئ، أي للتواصل، لكنها هي نفسها شيئاً له وجوده المستقل، بل مصدراً مستقلاً للمتعة. وفي معرض تعريفهم لـ «الأدبية» أو «الطابع الأدبي» للأدب، هاجم الشكليون (وخصوصاً شكلوفسكي) النظرية العريقة التي تزعم أن استعمال الصور الاستعارية هو أهم سمات الأدب الخيالي، قائلين إن العبرة ليست بالصور، بل بالطريقة التي تستخدم بها، فإذا كان الهدف من الاستعارة في النشر العلمي أو التعليمي هو تقريب الفكرة إلى أذهان القراء، فإن هدفها في الفنون الأدبية عكس ذلك، إذ إنها لا تترجم الغريب إلى المألوف، بل تقدم المألوف في سياق جديد وغير متوقع، وقد أخضع الشكليون هذه الافتراضات المنهجية للاختبارات التطبيقية، فأجروا دراسات عميقة للإيقاع والأسلوب والبناء السردي. كان مدخل الشكليين إلى دراسة الأدب أبعد ما يكون عن التركيز على مذهب «الدلالة الاجتماعية» وفكرة «الرسالة»، وهو المذهب الذي ساد كثيراً من النقد الأدبي الروسي في القرن التاسع عشر. وربما كان هذا الاتجاه المبالغ فيه إلى الاحتفال بالشكل الفني، هو السبب في هجوم النظام السياسي في العشرينيات على دعاته، حيث أصبحت الشكلية في روسيا صنواً للعزوف عن قضايا الإنسان، ونوعاً من الهروبية المرتبطة بقيم المجتمع البرجوازي. بتصرف عن كتاب المصطلحات الأدبية الحديثة تأليف: د. محمد عناني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©