ويسكونسن، نيويورك (وكالات)
نشبت أعمال عنف في مدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن الأميركية مساء أمس الأول، إثر مقتل شاب برصاص الشرطة، بالتزامن مع مقتل إمام مسجد ومرافقه، في منطقة «كوينز» في مدينة نيويورك، بعد تعرضهما لإطلاق نار من مسلح مجهول عقب صلاة ظهر أمس الأول.
وهاجم متظاهرون غاضبون سيارات الشرطة وأضرموا النار في عدد كبير من المتاجر في مدينة ميلووكي، بعد ساعات من تمكن الشرطة من قتل مشبوه مسلح حاول الفرار بعد توقيفه مع رفيق له.
وقالت شرطة ميلووكي في بيان: «خلال هذه المطاردة، أطلق أحد عناصر الشرطة النار على مشبوه مسلح بمسدس نصف آلي فأرداه على الفور»، مشيرة إلى أن المشبوه الذي يبلغ من العمر 23 عاماً، هو من أصحاب السوابق، وأن سلاحه قد سرق خلال عملية سلب ونهب في مارس. وقد حاولت الشرطة تفريق 200 متظاهر غاضب على الأقل في المدينة التي تبعد نحو 130 كلم شمال شيكاغو، وقد رمى بعض منهم عناصر الشرطة بالحجارة.
وسمعت أصداء عيارات نارية تبين أنها إطلاق نار في الهواء، ونقل شرطي إلى المستشفى بعد اصابته أصابته بحجر في رأسه.
وأحرقت محطة للمحروقات، ومصرف، ومحل لبيع مستحضرات التجميل، ومتجر لبيع قطع غيار السيارات، كما قالت صحيفة «ميلووكي جورنال سنتينل» المحلية.
وأظهرت صور التقطت من الأعلى بطائرة مروحية متجراً وقد تعرض للنهب جراء الاضطرابات.
وفي غضون ذلك، أعلنت شرطة ميلووكي، اعتقال ثلاثة أشخاص قالت إنها تشتبه في ضلوعهم بالفوضى، داعيةً
البلدية إلى مساعدتها على إعادة فرض الأمن في الجزء الشمالي من المدينة، في حين دعا عمدة ميلووكي توم باريت، وقادة المدينة في مؤتمر صحفي إلى الهدوء.
وأفاد عضو مجلس البلدية خليف رايني، أن إطلاق النار وأعمال العنف أشارت إلى تصاعد التوترات بين السود في ميلووكي وبين الشرطة.
وفي سياق منفصل، قتل إمام مسجد من أصل بنغالي ومرافقه، في مدينة نيويورك، بعد تعرضهما لإطلاق نار من مسلح مجهول، أثناء عودتهما إلى المنزل عقب صلاة ظهر أمس الأول في مسجدٍ في منطقة «كوينز»، حسب ما أعلنته وسائل إعلام محلية أمس الأحد.
ووفق معلومات إخبارية، فإن إمام مسجد الفرقان في المنطقة المذكورة، تعرض لإطلاق نار برصاصة في الرأس، من قبل شخص أبيض طويل القامة.
من جهتها، قالت شرطة نيويورك، في بيان، حول الحادث، إنها أطلقت عملية أمنية لإلقاء القبض على المهاجم وأنها ستحقق لمعرفة دوافع الهجوم.
وقالت الشرطة إن مولانا أكونجي «55 عاماً» ومساعده ثراء الدين «64 عاماً» أصيبا برصاص في الرأس في حي أوزون بارك الشعبي في منطقة كوينز بنيويورك.
وصرح ناطق باسم الشرطة، أنهما نقلا إلى مستشفى جامايكا في الحي، حيث أكد الأطباء وفاة أكونجي وتوفي الرجل الآخر متأثراً بجروحه.
وقالت تيفاني فيليبس المتحدثة باسم إدارة شرطة نيويورك إنه لم يُعرف بشكل فوري الدافع وراء الجريمة كما لم يتم اكتشاف دليل حتى الآن على أن استهداف الرجلين تم بسبب دينهما. لكنها أضافت أن الشرطة لا تستبعد أي احتمال.
وعقد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية «كير»، مؤتمراً صحفياً بعد الحادثة أمام مسجد الفرقان. وقال زيد رمضان رئيس «كير» في نيويورك، إن الواقعة تمثل «تهديداً لكل سكان نيويورك وكل الأميركيين»، وأضاف قائلاً «تعتبر كير نيويورك هذه الواقعة اغتيالا... جاء شخص من خلف إمامي المسجد وأطلق عليهما النار في الرأس كليهما، توفيا في الظهيرة أحدهما على الفور بينما حاول الآخر الصمود لكن دون جدوى للأسف.
قلوبنا مع الأسر ومع الجالية لكن هناك شخصاً يجول في مدينة نيويورك بمسدس قتل للتو شخصين».
بدوره، دان الأزهر الشريف بشدة مقتل إمام المسجد ومساعده، مؤكداً أن «استباحة الدماء أياً كان جنسها أو دينها أو لونها أمرٌ تحرمه كافة الأديان السماوية وترفضه كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية».
وطالب الأزهر بضرورة حماية دور العبادة من أي اعتداء واحترام قدسيتها، مشدداً على أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تؤدي إلى نشر الفتن والكراهية الدينية والعنصرية، وتخلق تربة خصبة للإرهاب لبث الفوضى وتحقيق أجندات مشبوهة.
عدد اليوم
