الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تقايض حل المشاكل النووية برفع العقوبات

إيران تقايض حل المشاكل النووية برفع العقوبات
17 ابريل 2012
أحمد سعيد، وكالات (عواصم) - أبدت إيران أمس استعدادها حل كل المشاكل النووية في الجولة المقبلة من المحادثات مع مجموعة دول (5+1) في بغداد بشأن ملفها النووي، إذا بدأت الدول الغربية برفع العقوبات. فيما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن “أي تنازل” لم يقدم لإيران خلال المحادثات بشأن الملف النووي في تركيا. وجدد وزير الخارجية الدنمركي فيلي سوندال الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التأكيد أنه لا مجال لتخفيف العقوبات على إيران حتى تتخذ خطوات للالتزام بالمطالب الخاصة ببرنامجها النووي، بينما وصفت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مباحثات اسطنبول بأنها كانت بناءة ومفيدة، وسط تحذير روسيا من أنها لا تؤيد فرض مزيد من العقوبات على طهران. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس إن إيران مستعدة لحل كل المشاكل النووية خلال الجولة المقبلة من المحادثات مع مجموعة (5+1) إذا بدأ الغرب في رفع العقوبات. وفي مقابلة مع وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء ألمح صالحي أيضا إلى أن إيران يمكن أن تقدم تنازلات بشأن اليورانيوم عالي التخصيب الذي يمثل مبعث قلق رئيسيا للقوى الغربية. ونقل عن صالحي قوله “إذا كان الغرب يريد إجراءات لبناء الثقة فيجب أن يبدأ فيما يتعلق بالعقوبات لأن هذا العمل يمكن أن يسرع من عملية المفاوضات لتصل إلى نتائج”. وأضاف “إذا كانت هناك نوايا حسنة فيمكن أن نمر من هذه العملية بسهولة ونحن مستعدون لحل كل المشاكل سريعا وببساطة وحتى في اجتماع بغداد” في إشارة إلى جولة ثانية من المحادثات مع مجموعة (5+1) مقررة في بغداد يوم 23 مايو. ووصف صالحي اجتماعا مبدئيا مع مجموعة (5+1) في اسطنبول يوم السبت الماضي بأنه إيجابي وبناء. وقال إن إيران ستؤكد دائما على حقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، لكن ربما يكون هناك مجال لحل وسط فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى. وأردف قائلا”التخصيب هو من حق إيران لكننا يمكن أن نتفاوض حول كيفية حصولنا على اليورانيوم الذي له مستويات تخصيب مختلفة”. ومضى يقول “صنع وقود نووي مخصب بنسبة 20% من حقنا ما دام هذا يوفر احتياجاتنا في المفاعلات وليس هناك جدل حول هذه المسألة”، لكنه أضاف “إذا ضمنوا وقدموا لنا مستويات مختلفة من الوقود المخصب الذي نحتاجه فستكون تلك قضية أخرى”. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما رد أمس الأول على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر فيها أن هذه المحادثات قدمت لإيران “علاوة” خمسة أسابيع لمواصلة برنامجها النووي، قائلا “لم نقدم أي تنازل”. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في مدينة قرطاجنة الكولومبية حيث شارك في قمة الأميركيتين “الوقت يمر وكنت واضحا جدا حيال إيران وشركائنا في أننا لن نسمح بأن تستمر هذه المحادثات إلى الأبد”. وأضاف “فكرة أننا قدمنا تنازلا أو حافزا سيعني أن إيران كسبت شيئا ما، بالفعل، ما كسبوه هي العقوبات الأكثر شدة التي تنتظرهم بحلول بضعة أشهر إذا لم يستفيدوا من هذه المحادثات، آمل أنهم سيفعلون ذلك”. وأضاف “سنواصل النظر فيما إذا كنا نحقق تقدما”، مؤكدا أنه مازال يوجد وقت لإجراء محادثات لتخفيف التوترات المحيطة بإيران. من جهته أكد وزير الخارجية الدنمركي فيلي سوندال الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أمس للصحفيين حول احتمال تخفيف العقوبات مع استمرار المفاوضات مع إيران “أعتقد أنه سيكون من الخطر البالغ خلق موقف نقول خلاله للإيرانيين إننا سنرفع جزءا من العقوبات”. وأضاف “إنهم أبطال العالم في إجراء مفاوضات طويلة جدا لا تؤدي لشئ”. من ناحيتها قالت وزارة الخارجية الروسية أمس في بيان إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ناقش المسألة الإيرانية مع مدير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الزائر ياكوف أميدرور، وحذر من فرض مزيد من العقوبات على طهران. وأكد لافروف “عدم قبول احتمال امتلاك إيران لسلاح نووي”، إلا أنه انتقد “أية محاولات خطيرة وغير مفيدة لاستخدام التقارير عن التقدم في التكنولوجيا النووية الإيرانية لتصعيد التوتر بشان إيران بشكل مصطنع وخلق مبرر لممارسة مزيد من الضغوط”. إلى ذلك قالت كاثرين أشتون مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عن مكتبها حول مباحثات اسطنبول “لقد اتفقنا على أن تكون اتفاقية منع الانتشار النووي هي الأساس الذي نعتمد عليه في التعامل الجاد لضمان وفاء إيران بالتزاماتها تحت هذه الاتفاقية، مع الاحترام التام لحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية”. وأضافت “نريد الآن التحرك تجاه حوار جاد دائم يمكن من اتخاذ خطوات عملية عاجلة لبناء الثقة مع إيران ويؤدي إلى وفاء إيران بالتزاماتها الدولية، وسيكون المبدأ الذي نعتمد عليه في هذا هو التحرك خطوة بخطوة، والتعامل بالمثل”. وتوقعت أشتون أن تؤدي اللقاءات المقبلة إلى خطوات محددة للتوصل إلى حل تفاوضي شامل يسترد الثقة الدولية في الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي، وقالت “هذا ما جعلنا نتفق على لقاء قريب في 23 مايو المقبل في بغداد يسبقه اجتماع تحضيري لمندوبينا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©