الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الطفولة تمنح درجة الشرف للمخرج المتميز

الطفولة تمنح درجة الشرف للمخرج المتميز
18 ابريل 2013 00:41
جهاد هديب (الاتحاد) ـ ثمانية أفلام ضمن فئة أفلام الأطفال هي حصيلة ما جرى عرضه ضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي التي انتهت أمس من بين مائة وتسعة وستين فيلما. تبدو هذه النسبة ضئيلة جدا، بل ضئيلة إلى حدّ غير معقول، لكنها الوجه الآخر لعملة هذا الافتراض تقول إنها ممتازة جدا وذلك لأنه ما من مهرجان سينمائي عربي يتذكر في خضّم حضور النجوم والتنافس على الجوائز أن هناك اطفالا جديرين بحصة من هذا المهرجان كي لا نقول بمهرجان مستقل بذاته، إذ يبدو هذا الأمر حلما صعب المنال في اللحظة الراهنة، هكذا يحسب للمهرجان سعيه لاستدراج هذه الفئة من الجمهور التي هي مستقبل السينما أيضا. أما عربيا، حيث خلت الأفلام الثمانية من أي فيلم عربي يتوجّه للطفل، فربما يلفت تكرارُ تقديم عروض خاصة ضمن فئة أفلام الأطفال أصحابَ القرار والمنتجين وصنّاع السينما إلى ضرورة الانتباه إلى هذه السينما الخاصة والخطيرة على مستقبل السينما لاحقا. في أية حال، فقد عرضت الأفلام التالية: “أنا، وزوجتي، وبقرتنا” من إخراج آزاده معزي، و”ارتباط” من إخراج أولي كريستوفر هاجا، و”الاختراع” من إخراج جيوفاني جرنادا، و”الغطاء النيوني لكيوتا الصغير” من إخراج ساتسوكي أوكاوا، و”الانطلاق” من إخراج ساندرا ويلتي، و”الفتاة من غوري” من إخراج إيكا بابياشفيلي، و”بالمييداريوم” من إخراج جيرمي كلابين، واخيرا “سناب” من إخراج توماس ج. مورفي. إن الملاحظة الأولى التي تستوقف المرء حول هذا النوع من الأفلام وبحسب ما عُرض في المهرجان هي حضور شخصية المخرج في الفيلم، خاصة التحريك أو الرسوم المتحركة أو الأنيميشن، مخرجا ومؤلفا وكاتبا للسيناريو بل وصوتا في بعض الأحيان، إنها أفلام تحمل توقيعه فقط. إلا أن هذا الأمر يتكرر بشكل أقل في أفلام الأطفال الروائية. غير أن ما يفسّر ذلك هو ارتفاع التكاليف الانتاجية لأفلام الأطفال عموما وأفلام التحريك منها على وجه التحديد، فالدقيقة الواحدة منها تكلف مبلغا قد يبدو مدوّخا للبعض، لذلك فهي نوع من الأفلام التي تُحسب تكاليفه في بعض الأحيان بالثانية، وذلك على الرغم من الاستفادة الكبيرة من التقنيات والتطورات التي حدثت مؤخرا في سياق الإخراج والمونتاج. أما الملاحظة الأخرى فتتمثل في الاستغراق في مخيلة الطفولة وإعداد حكايا الأفلام من خيالاتها وأحلامها بكل ما فيها من فانتازيا إنما على نحو ينأى عن التعقيد ويبتعد عن التسطيح، ربما يكون “الفتاة من غوري” إخراج: إيكا بابياشفيلي من جورجيا هو الاستثناء في هذا السياق، فهو يتحدث عن الطفلة اللاجئة تاماري، التي هي طالبة جديدة في أحد الصفوف الدراسيّة، وقد جلست بجوار طفل روسيّ يقوم بتدمير أروع ما لديها، إلا أنّه سرعان ما يندم على فعلته، ويفكّر بتقديم شيء مميّز لها. وعلى مستوى التمثيل، الطفلين إيليا سابياشفيلي، نانوكا موسيشفيلي. المثير للاهتمام هنا أن هذه السينما قدمّت في إطار سينما الطفولة فيلما دراميا اجتماعيا غنيا بمعاني كثيرة إلى حدّ يمكن وصفه بأنه موقف من العالم من خلال عيون طفلين. تبقى الملاحظة الأخيرة والتي تتمثل في أن هذا النوع من السينما هو مستقل تماما، إذ من غير الممكن أن يقتصر المرء على وجود رؤية إخراجية لدى مخرج متميز ليصنع فيلما خاصا بالأطفال، فالأطفال هنا يشاركون المخرج وممثليه الخيال والرؤية والحكاية وإن لم ترُق لهم فما من شيء يجبرهم على تقبله، فهم مَنْ يقررون النجاح أو الفشل، ولن يكون أحدهما إلا كاملا. الطفولة إما أن تمنح درجة الشرف أو تدير ظهرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©