الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس لنتنياهو: السلطة الفلسطينية فقدت مبرر وجودها

17 ابريل 2012
عبدالرحيم حسين، وكالات (رام الله) - رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رسالته المنتظر أن يسلمها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه وعضو اللجنة ذاتها صائب عريقات، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة اليوم الثلاثاء، أن السلطة الوطنية الفلسطينية فقدت مبرر وجودها بسبب توسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وسحب سلطات الاحتلال الإسرائيلي صلاحياتها في الأراضي الخاضعة لإشرافها هناك، لكنه نفى التهديد بحلها. ووزع مسؤولون فلسطينيون أمس نسحاً من الرسالة على وكالات الأنباء ووسائل الإعلام في رام الله. وطالب عباس فيها الحكومة الإسرائيلية بقبول مبدأ إقامة الدولتين ضمن حدود 1967، مع “تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل”، وتجميد الاستيطان وتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين وإلغاء جيع القرارات العسكرية التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ عام 2000 وإعادة صلاحيات السلطة الفلسطينية هناك، من أجل استئناف مفاوضات السلام. وقال “نتيجة لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لم يعد للسلطة الفلسطينية أي سلطة وأصبحت دون ولاية حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية والأمنية، أي أن السلطة فقدت مبرر وجودها، ولن تستطيع الوفاء بالتزاماتها إذا ما استمر هذا الوضع”. وأكد أنه لا يجوز أن يبقى الالتزام بالاتفاقات الموقعة والالتزامات الدولية قائماً من قبل الطرف الفلسطيني فقط. وتابع، مخاطباً نتنياهو “ندرك أن العنف والإرهاب سواء ارتكب من قبل الفلسطينيين أو الإسرائيليين لا يشكل الطريق إلى السلام، لذلك أعود وأؤكد التزامنا بسياسة عدم التسامح مع العنف. وفي الوقت نفسه، فإنني آمل تفهمك بأن استمرار بناء الاستيطان ينزع ثقة الفلسطينيين في التزامك بتحقيق حل الدولتين”. وأوضح “المنطق بسيط: إذا كنت تؤيد إقامة دولة فلسطينية، فكيف تبني على أراضيها؟”. ورأى عباس أن إسرائيل تسعي لتكريس احتلال الضفة الغربية والاستيطان فيها، وليس ضمها الضفة الغربية. وقال، في مقابلة مع وكالة “معا” الإخبارية الفلسطينية، “إن إسرائيل لا تريد أن تضم الضفة الغربية، لأنهم لا يريدون ضم سكان الضفة إلى إسرائيل، وإنما تسعى لإبقاء الوضع القائم على ما هو عليه، وهم مرتاحون لهذا الوضع، ولا يريدون حلاً، كما لا يريدون الضم لأن السكان عبء على إسرائيل”. وأضاف “ومع ذلك، تعلن أنها ترغب في حل الدولتين، ولا تفعل أي شيء لإنجاح هذا الحل، وإنما لاستخدامه كشعار أمام الرأي العام”. إلى ذلك، قال عباس في مقابلة نشرتها صحيفة “الأيام” الفلسطينية، “هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى إضعاف السلطة الفلسطينية، لكن موضوع حلها غير وارد”. ورفض عباس اقتراح القيادي الفلسطيني الباز أحمد قريع إعادة طرح فكرة “الدولة الواحدة” ثنائية القومية للفلسطينيين والإسرائيليين بعد رفض حكومة نتنياهو مبدأ “حل الدولتين”. كما رفض ومطالبات حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أُخرى والقيادي في حركة “فتح” الأسير مروان البرغوثي بوقف التنسيق الأمني بين الشرطة الفلسطينية وقوات الاحتلال في الضفة الغربية. وقال عن حل الدولة ثنائية القومية، قائلاً “سمعت أصواتاً كثيرة تقول هذا الكلام، أنا لا أريد أن أحجر على آراء الناس ولكن أنا مع حل الدولتين”. وأضاف “إسرائيل تجعل حل الدولتين غير ممكن من خلال الاستيطان وتحاول بكل وسائلها أن تقضي عليه لكن خيارنا الأول والأخير هو حل الدولتين. بالنتيجة، فإنه مهما فعلت إسرائيل سيبقى حل الدولتين قائما، وكما قلت فان استيطانها يجب أن ينتهي”. ورداً على المطالبات بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، قال عباس “هذا كلام فارغ. عندما يكون لدينا أمن، فهذا لمصلحتنا والتنسيق الأمني ليس لطرف واحد ولكن أيضاً للأرض الفلسطينية”. وأوضح “نحن حريصون على التنسيق الأمني، لأننا نريد أمن المواطن الفلسطيني، وبالتالي فإن ما يقال بهذا الشأن هو برأيي مزايدات رخيصة”. لكن عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” محمد اشتية قال في تصريح صحفي “إن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل هو أحد الخيارات المطروحة، لأنه لا يمكن القبول باستمرار الوضع كما هو عليه الآن.” وأضاف “رجال الأمن لدينا يطبقون القانون ويحافظون على الأمن في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل تستفيد من ذلك. نحن ندفع مقابل الأمن ولا نحصل على مقابل سياسي لذلك”.” في المقابل، عارضت حركتان فلسطينيتان رسالة عباس إلى نتنياهو. وقالت “حماس” إنها “مستغربة ومستهجنة، وتعبر عن إفلاس سياسي لدى السلطة وتحديدا في ظل التعنت الإسرائيلي وما يجري في القدس من تهويد واستيطان واقتلاع وجرائم يومية”. وأضافت أنها “بمثابة مغازلة واستجداء لنتنياهو للعودة إلى المفاوضات التي أثبتت فشلها وألحقت الدمار بالشعب الفلسطيني”. وقالت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بدوره “إن مفاوضات الرسائل المتبادلة مع إسرائيل “بلا طائل كسابقاتها من مفاوضات الاستكشاف والتقريب وعقدين من مطاردة سراب المفاوضات والحلول الثنائية بالمرجعية الأميركية”. وحذرت الجبهة من أن “مفاوضات ودوامة الرسائل المتبادلة ستجمد الوضع الفلسطيني المتردي وتبقي مأزقه المتفاقم في دوائر الانتظار والرهان من جديد على المجهول وحسن نوايا الاحتلال، وعلى مفاوضات ثنائية أظهرت الأحداث والوقائع على الأرض توظيفها ربحاً صافياً للاحتلال الذي يتنكر لشعبنا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©