الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أحلام سنة رابعة» تكشف التناقض بين الحلم والواقع في حياة 3 طالبات

«أحلام سنة رابعة» تكشف التناقض بين الحلم والواقع في حياة 3 طالبات
17 ابريل 2012
أكرم اليوسف (الشارقة)- تواصلت مساء أمس الأول فعاليات مهرجان الامارات للمسرح الجامعي بعرض “أحلام سنة رابعة” لفرقة جامعة الإمارات (بنات) على خشبة مسرح قاعة المدينة الجامعية، تأليف مرعي الحليان، وإخراج الطالبة منى المحمودي تحت أشراف المخرج حسن رجب. وتدور أحداث هذه المسرحية في السكن الداخلي للبنات في إحدى الجامعات، حيث جئن ثلاث طالبات من بيئات مختلفة، وجمعهن مكان واحد، فجعل منهن عائلة صغيرة، وهاهن الآن وقد أوشكن على الانتهاء من دراستهن، ومن الحياة الطلابية المتحررة من عبء مسؤوليات الحياة، ولكن بعد فترة قليلة سينخرطن في الحياة الاجتماعية والمهنية، إنهن الآن يقفن على التخوم التي تفصل بين الأحلام الفردية لكل واحدة منهن عندما جاءت إلى الجامعة، وبين أحلام الأهل والمجتمع اللذين ينتظران منهن الكثير بعد تخرجهن. ثلاث طالبات يحزمن الآن حقائب الزمن الجميل، ويطوين شراع أحلامهن الوردية، استعدادا للمغادرة إلى محطة جديدة هي محطة الحياة نفسها ذلك المجهول الحافل بالقلق والمفاجآت والمسؤوليات. “عائشة” قامت بدورها أمواج سعيد، الطالبة التي جاءت من بيئة قروية فكانت الجامعة بالنسبة لها فضاء رحباً تحلق أحلامها فيه، وتفكر في تطوير قريتها، إلا أنها الآن تعيش قلق العودة إلى نفس تلك القرية دون أن تحقق هذه الأحلام، و”فاطمة” قامت بدورها آمنة النقبي، الفتاة التي طلقت في ليلة كتب كِتابها نفسه، فكانت دراستها في كلية الآداب معينا لها على تجاوز مشكلتها التي تركت عندها شرخا واسعا في مفهومها للعلاقة الزوجية والموقف من الرجل بشكل عام، وهي الآن تخشى من جديد الزواج وضغط المجتمع، و”لطيفة” قامت بدورها مريم محمد، التي رتبت حياتها منذ البداية على التخرج من الجامعة والانخراط في وظيفة تتيح لها راتبا تقاعديا يحقق لها حياة هادئة، الشخصيات الثلاث هذه، تعيش “نجلاء” قامت بدورها خلود البديوي، وهي طالبة في السنة الأولى من حياتها الجامعية، ومن خلالها تنعكس حياة الطالبات الأخريات، فيتنازع في دواخلها الأمل واليأس، الإصرار على تحقيق أحلامها، والإحباط مما تراه أمامها من معاناة زميلاتها، إنها كما المرآة التي وضعتها المخرجة في مركز الخشبة لتعكس لنا من خلالها ذلك الصراع التراجيدى لدواخل الطالبات، صراع انبثق أساسا من التناقض بين الحلم والواقع. ورغم أن “أحلام سنة رابعة” هو العمل المسرحي الأول، إلا أن منى الحمودي استطاعت أن تمسك بشكل جيد خيوط الحدث الدرامي، وأن تفجر طاقات الممثلات اللواتي يقفن أيضا لأول مرة على خشبة المسرح، ويبدو أن تقارب العمر والأفكار والحياة المشتركة كطالبات كان له دور كبير في الأداء الذي اتسم بالعفوية والصدق، وهما أمران لايكف الممثل المحترف عن البحث عنهما طيلة حياته، ليحقق الإقناع المطلوب. كما كان من الواضح أيضا أن فرقة طلابية من بنات الجامعة ماكانت لتنجح هكذا لولا روح العمل الجماعي التي ظهرت واضحة، وخصوصا أن الطالبات خضعن لإنجاز هذه المسرحية إلى ورشة بقيادة حسن رجب. وحتى لاينحو العرض نحو تراجيدية مؤلمة ومحبطة، فقد أدخلت المخرجة خطا آخر تجسد في شلة “ البلاك بيري” وهن: “سلوى” قامت بدورها رحمة الكمالي، و”عليا” قامت بدورها خيرات المزروعي، و”خلود” قامت بدورها آمنة السلامي، فأضفت هذه الشلة على العرض جانبا كوميديا، دون أن توجه لهذا النموذج أي إدانات، ذلك أن شلة البلاك بيري هم أيضا نماذج موجودة فعلا لكن عبثهن ليس إلا مظهرا شكليا وبريئا. تجلت جماليات العرض في الديكور الرمزي الذي اتجه نحو الرمزية والبساطة رغم واقعيته، فلم تكن هناك قطع كبيرة تعيق حركة الممثلات بقدر ماصمم الفضاء المسرحي ليكون إيحائيا أكثر من كونه استعماليا، وخاصة النافذة التي شكلت خط الحلم بين الداخل (السكن الجامعي)، والخارج ( الحياة الواقعية)، ورغم ذكاء الفكرة في استخدام المرآة إلا انه كان من الممكن توظيفها بشكل درامي كبير في الأداء الخارجي، والداخلي للممثلات، وخصوصا أن هناك علاقة دائمة، ووثيقة بين المرآة والمرأة، إلا أن الإخراج اكتفى بالحد الأدنى لهذا التوظيف، كما كان من الممكن تصعيد الدلالة بشكل أكبر في لو وجهت المرآة نحو الصالة لينعكس الجمهور من خلالها، وخصوصا جمهور الطالبات الكبير الذي انعكس بشكل تفاعل رائع بينه وبين المنصة، وهو أمر بالغ الأهمية في نجاح أي عرض مسرحي. ورغم وجود العديد من الملاحظات فإن ذلك لاينقص من قيمة هذا العرض المتميز لمخرجة وممثلات يواجهن الجمهور لأول مرة في حياتهن، وأمامهن فرصة واسعة لصقل المواهب والخبرات. الشيء الملفت أيضا في هذا العرض هو أن كل من أنجزه كان من الطالبات: الإضاءة والصوت (سارة القحطاني)، الماكياج (سندس محمد أبو عواد، وسلسبيل محمد ابو عواد)، المرج المساعد (مريم الظاهري)، ومساعد مخرج ثاني ( ريم الظاهري) الندوة التطبيقية للعرض كانت تحت إدارة فاطمة أل بشر، وحضرها المؤلف مرعي الحليان، ومخرجة العرض منى الحمودي، وأبرز النقاش استقبالا متميزا للعرض من قبل الحضور والمتخصصين، الذين أثنوا على الإخراج والأداء والنص، مع الإشارة إلى بعض الهنات التقنية، كما كشف الحليان عن جانب من معاناته كمؤلف يكتب لطالبات، وكيف حل هذه المشكلة، فيما تحدثت المخرجة عن ظروف إنتاج هذا العمل وأسباب نجاحه. يعرض اليوم يعرض في السابعة من مساء اليوم على خشبة مسرح جامعة الشارقة مسرحية “من ذاكرة الغربة والرحيل” لفرقة جامعة الشارقة تأليف الراحل سالم الحتاوي أعداد وأخراج باسم أبو داوود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©