الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الجابري والفيلي يبحثان في واقع الكتاب ومؤلفه

الجابري والفيلي يبحثان في واقع الكتاب ومؤلفه
17 ابريل 2012
سلمان كاصد (أبوظبي)- نظم مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام أمس الأول في مقره بأبوظبي محاضرة بعنوان “الكاتب والكتاب” احتفاء باليوم العالمي للكتاب، الذي يصادف يوم الثالث والعشرين من أبريل من كل عام، قدمها الباحثان الدكتور سيف بن راشد الجابري والدكتور نجيب عبدالوهاب أحمد الفيلي. وحضر المحاضرة السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية بديوان الرئاسة وسعيد الشامسي مساعد وزير الخارجية وحبيب الصايغ المدير العام لمركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، كما شهدها عدد من المثقفين والأكاديميين والصحفيين. وفي تقديمه للمحاضرين قال الإعلامي حامد المعشري” تأتي هذه المحاضرة تقديراً لأهمية الكتاب والكاتب في يوم عالمي يحتفي به القراء بالكتاب كونه منهل العلم والمعرفة”، وأكد المعشري أن هذا اليوم ما هو إلا مناسبة للدعوة إلى القراءة، وبذلك يستضيف مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام الدكتور سيف بن راشد الجابري مدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي كونه أحد الداعين إلى التعايش والحوار من خلال مشاركاته في العديد من الندوات والمؤتمرات، ليقدم لنا رؤيته في علاقة الكاتب بكتابه، كما يستضيف المركز الدكتور نجيب عبدالوهاب الفيلي أستاذ الحقوق في جامعة الإمارات والباحث والإعلامي والذي أسهم بعد تخرجه من جامعة اكستر في إنجلترا بالبحث في أصول المخطوط العربي والحفاظ عليه وتجميعه وتقديمه إلى القارئ بحلّة جديدة. ثم استهل الدكتور سيف الجابري المحاضرة بالحديث عن أهمية القراءة كونها غذاء العقول ونهضة الشعوب وزاد الروح ومن أثمن الكنوز واستشهد بقول الشاعر: ما الفخر إلا لأهل العلم إنهمُ على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء وقال “الكاتب والكتاب شطران متصلان لا ينفصلان متكاملان لا يستغني أحدهما عن الآخر، فالكتاب دليل وجود الكاتب والكاتب ينبغي ألا يترك علمه ما لم يدونه في كتاب”. وقال “لذا فإننا لا نعجب إذا وجدنا كثيراً من القراء يقتنون كتباً ويبادرون لشراء أي كتاب إذا اقترن اسمه باسم مؤلف معين، لأن لهذا المؤلف حياة أخرى في ذهن القارئ وقلبه، ولذا فهو مدفوع دفعاً إلى البحث عن كل ما خطته يد هذا الكاتب أو ذاك ولم يحتجه احتياجاً مباشراً”. وتطرق سيف الجابري إلى الغاية من التصنيف كون الكتاب هو بحسب تعريف الجابري “زبدة حياة المؤلف وتجاربه، ولهذا لا يموت المؤلف وإن خرجت روحه من جسده”. وحدد الجابري الغايات وهي أولاً حفظ العلوم والمعارف واستشهد بقول الشاعر: العلم صيد والكتابة قيده قيّد صيودك بالحبال الواثقة ثم تحدث عن التدوين في التاريخ الإسلامي للقرآن الكريم والحديث النبوي، وثانياً نشر العلوم وتعميم نفعها حيث قال الشاعر: يؤلفه مؤلفه ويمضي ويمسي مثل تربته ترابا ولكن روحه في الطرس تبقى تكلمنا متى نقرأ كتاباً ترافقنا كما قد كان قبلاً ويبقى مثلما كنا صحابا يقال الكتب خالدة وهذا مقال للحقيقة قد أصابا ومن جهته تحدث نجيب الفيلي عن مكارم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بشأن إعلاء الكتاب والبحث عن المخطوطات العربية واستكمال تحقيقها وتصنيفها وأشار الباحث إلى فضائل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله للدفع بأهمية العلم والمعرفة والتأليف وحقوق المؤلف ورفعة الكتاب. وتطرق الفيلي إلى تجربته في التحقيق في مراحل من حياته المعرفية عندما كان يعمل في مركز جمعة الماجد للبحوث والمخطوطات والجهود في البحث عن المخطوطات العربية التي وصلت بحسب تعبير فؤاد سسكين كما نقل عنه الباحث “إلى ما يزيد على العشرين مليون مخطوطة عربية في أقاصي العالم المختلفة”. وأشار إلى ما يحتويه المغرب العربي من مخطوطات نادرة، وجهود المغفور له الشيخ زايد رحمه الله واتصاله بالملك الحسن الثاني ملك المغرب لفتح كنوز المخطوطات التي يمتلكها المغرب أمام الباحثين الإماراتيين. وقال الباحث “بهذه الخطوة الجبارة استطاع الباحثون الإماراتيون تصوير عشرة آلاف مخطوط جمعت في خمسة وعشرين مجلداً لم تلمسها يد ولم ترها عين ولم يرها النور من قبل حيث. وأسهب الباحث في الحديث عن علاقة الكاتب بالكتاب كون الأخير يحمل أسلوب كاتبه، وروى الفيلي قصصاً عن المفكرين ورواد الفكر العربي. وتقدم الباحث مع زميله الجابري باقتراح تدارك ما بقي من تراثنا العربي خوفاً من ضياعه وأن يصيبه مكروه مثلما أصاب بغداد في 656هـ يوم استباحها هولاكو فضاعت نفائسها، ودعا مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام إلى تبني هذا المشروع خدمة للمعرفة والتراث. واقترع أولاً تصوير المستطاع من المخطوطات وحفظها في أبوظبي وتكون فرصة علمية تقوم بمسح الخزائن العربية والاستعانة بأهل الخبرة وجمع كتب العالم العربي في أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©