السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الدان» اليمني في مهب الريح

«الدان» اليمني في مهب الريح
25 يونيو 2010 01:17
“وبأجفانه رنا نحوي وصوب سهامه واعتنى وصاب قلبي” هكذا تقول كلمات أغنية يمنية شهيرة حول الحب من أول نظرة وبلحن شعري يصلح دون شك للإمتاع في كثير من أمسيات صنعاء الطويلة. ويجلس مغن يحمل العود لينشد وسط سامعيه الذين اجتمعوا بعد الغداء للترويح عن أنفسهم وتمضية ساعات في مضغ “القات” المنشط وهو مخدر ذائع بشدة ومصرح به في اليمن. والأغنية واحدة من مجموعة تضم أغاني تقليدية بالعاصمة اليمنية صنعاء، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في 2003 أنها “تحفة فنية للتراث الإنساني الشفهي وغير المادي”. وقال رفيق العكوري من مركز التراث الموسيقي اليمني، إن اليمن اتجه منذ ذلك الحين إلى تسجيل وحفظ التراث الموسيقي لصنعاء وتم تسجيل أكثر من 300 لحن صنعاني مع كلمات الأغاني. وقاد العكوري المشروع. وقال العكوري “يقول مواطنو صنعاء إن الإلحان صعبة وصعبة التعلم. لكنها جميلة خاصة الكلمات”. وغالباً ما تكون جلسات مضغ القات هي أجواء غناء الشعر التقليدي اليمني؛ والذي يعود إلى القرن الرابع عشر ويخشى كثيرون أن يندثر مع رغبة قلة من الشباب اليمني في إتقان فن يتطلب جهداً. ويمكن للمستمعين في مثل هذه الجلسات أن يكونوا جمهوراً متفاعلاً فينشدون مع المغني ويصفقون بإيقاعات معقدة لكنهم في بعض الأحيان يكتفون بالجلوس والاستماع إلى القصص التي تروى بالغناء. والمجتمع اليمني المسلم والمحافظ بشدة بطيء في الانفتاح على بقية العالم. ويعيش نحو 70% من اليمنيين البالغ عددهم 23 مليون شخص في الريف الذي يتكون أغلبه من سلاسل جبال وعرة وصحراء. وحال انعدام الاستقرار والفساد دون وجود استثمارات أجنبية كبيرة خارج صناعة النفط المتراجعة في اليمن كما لم تترك العولمة أثراً كبيراً على اليمن الذي يعيش أكثر من 40 % من سكانه بأقل من دولارين في اليوم. وأصبحت الأذواق تدريجياً أكثر تنوعاً وحققت الموسيقى الغربية أو الموسيقى العربية الحديثة شعبية. واندثرت بالفعل بعض آلات الموسيقى التقليدية اليمنية مثل “الطربي” أي العود اليمني التقليدي و”الصحن” وهي آلة إيقاعية على شكل طبق معدني أصبحت على وشك الاندثار. وقال عبد الباسط الحارثي وهو لاعب كمان وقائد الفرقة الموسيقية الوطنية اليمنية “للأسف يجري هذا الجيل الآن وراء الفيديو كليب والأغاني الصريحة فحسب.. لا يوجد من ينقل تراثهم إليهم. والنتيجة هي اختفاء ثقافة”. ولا يدير الشباب اليمني كله ظهره للتراث الموسيقي لبلاده حتى وإن كان كثيرون الآن يتحركون أساساً بدافع من المصالح التجارية ويبحثون عن كسب رزقهم بالعزف في حفلات الزفاف وغيرها من المناسبات. وقال عماد السويدي (25 عاماً) الذي يعمل في محل لبيع الآلات الموسيقية ويعزف العود “يفعل الكثير من الفنانين ذلك الآن ليحققوا دخلاً لكن هناك بعض المتحمسين”. ويقول السويدي إن معظم أصدقائه يفضلون الموسيقى الحديثة لكنهم يخشون من أن يؤدي ضياع التراث الموسيقي اليمني بالتدريج إلى فقدان الهوية. وأضاف “بالطبع يساورني قلق بشأن هذا الأمر. إذا لم يكن لديك ماض فلا حاضر لك”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©