الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي يريد تعديل مهمته من «وسيط» إلى «مبعوث» للأمم المتحدة

الإبراهيمي يريد تعديل مهمته من «وسيط» إلى «مبعوث» للأمم المتحدة
18 ابريل 2013 00:44
عواصم (وكالات) - أكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي الأممي إلى سوريا يتطلع إلى تعديل دوره كوسيط دولي للسلام في الصراع السوري ليصبح مبعوثاً للأمم المتحدة دون أي ارتباط رسمي بالجامعة، موضحين أنه «يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة للاعتراف بالمعارضة السورية» الأمر الذي قوض دوره كوسيط محايد. من جهته، حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن الغرب سيدفع ثمن «تمويله لتنظيم القاعدة» في سوريا، وذلك في «قلب أوروبا وقلب الولايات المتحدة»، في مقابلة مع قناة «الإخبارية» الحكومية بثت مساء أمس وحمل فيها على الأردن، مشدداً بقوله إنه «لا خيار له إلا الانتصار» في الحرب الدائرة في بلاده منذ سنتين، وإلا فإن «سوريا ستنتهي». في الأثناء، أفادت مصادر في المعارضة السورية بأنها تعتزم التقدم بطلب للحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة أسوة بجامعة الدول العربية، بينما ذكرت أنباء أن قطر ستطرح مسودة قرار على الجمعية العامة يرحب بالائتلاف السوري المعارض بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري. بالتوازي، توقع غسان هيتو رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أن يكون مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» المقرر في إسطنبول بعد غد السبت، «داعماً للحكومة المؤقتة»، وبشكل خاص بعد الزيارة الأخيرة لوفد المعارضة إلى لندن، وعقده لقاءات مع الدول المانحة ممثلة بمجموعة الثماني، «حيث كان هناك كلام جيد ومبشر». وبالتوازي، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في اسطنبول أمس أن مجموعة «أصدقاء سوريا» تلعب دوراً «سلبياً» في النزاع، قائلاً في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو «إن اتباع الحل العسكري لإنهاء الأزمة السورية، سيزيد نفوذ (الإرهابيين)، محذراً من وجود خلايا تابعة لتنظيم «القاعدة» في المنطقة. وأكد الدبلوماسيون الذين طلبوا حجب أسمائهم لرويترز في وقت متأخر أمس الأول، أن الإبراهيمي يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة العربية التي قوضت دوره كوسيط محايد. وقال أحد الدبلوماسيين «الممثل الخاص المشترك يشعر بأن نهج الجامعة جعل من الصعب عليه أداء مهمته». وأضاف «يشعر بأنه سيكون من الأفضل أن يكون ارتباطه بالأمم المتحدة فحسب في هذه المرحلة لضمان حياده». وأكد دبلوماسي آخر في المنظمة هذه التصريحات. وكانت ترددت منذ أسابيع شائعات مفادها أن الإبراهيمي قد يستقيل لكن دبلوماسيين قالوا إنه يفضل أن يواصل المشاركة في جهود السلام في سوريا، من خلال الأمم المتحدة التي يعمل معها منذ عقود. ومن المقرر أن يقدم الإبراهيمي تقريراً إلى مجلس الأمن غداً الجمعة بشأن الوضع في سوريا التي تشهد صراعاً راح ضحيته أكثر من 70 ألف نسمة، حسب تقديرات الأمم المتحدة. وأوضح أحد الدبلوماسيين «نحن نتوقع أن يعرض الإبراهيمي تقريراً كئيباً آخر». وعلقت الجامعة عضوية سوريا ودعت زعيما المعارضة معاذ الخطيب وغسان هيتو لحضور القمة العربية في الدوحة الشهر الماضي. وافتتح الائتلاف المعارض أول سفارة له الشهر الماضي في قطر في صفعة دبلوماسية للرئيس بشار الأسد، وفي وقت سابق من الشهر الحالي صرح الأسد بأن الجامعة العربية ذاتها تفتقر للشرعية. وبحسب مقتطفات من مقابلة مع قناة الإخبارية السورية نشرت على صفحة رئاسة الجمهورية السورية على موقع فيسبوك، يقول الأسد مستعرضاً رؤيته للأزمة التي لا تزال أمام أفق مسدود، «كما مول الغرب (القاعدة) في أفغانستان في بدايته، ودفع الثمن غالياً لاحقاً... الآن يدعمها في سوريا وفي ليبيا وفي أماكن أخرى، وسيدفع الثمن لاحقاً في قلب أوروبا وفي قلب الولايات المتحدة». ويبدو أن الأسد كان يشير إلى تعهد بالولاء أعلنته «جبهة النصرة» المتطرفة، لتنظيم «القاعدة». ويصف النظام السوري المعارضة بأنها «جماعات إرهابية» ممولة من الخارج. وجدد الأسد موقفه لجهة المضي في القتال ورفض التفاوض حول التنحي، قائلًا «لا يوجد خيار لدينا سوى الانتصار. إن لم ننتصر، فسوريا ستنتهي، ولا أعتقد أن هذا الخيار مقبول بالنسبة إلى أي مواطن في سوريا». وأضاف «الحقيقة أن ما يحصل هو حرب. وأقول دائماً لا للخضوع لا للتبعية لا للاستسلام». وتناول الأسد في المقابلة دور الأردن في النزاع السوري، بحسب الصفحة الرئاسية، قائلاً «من غير الممكن أن نصدق أن آلاف (المسلحين) يدخلون مع عتادهم إلى سوريا في وقت كان الأردن قادراً على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحاً بسيطاً للمقاومة في فلسطين» قائلا ان الحريق سيتمد إلى الأردن. واتهمت دمشق عمان بالسماح لمسلحين يتدربون على الأراضي الأردنية، بدخول الأراضي السورية لمقاتلة الجيش. وأشاد الأسد بعائلات الأشخاص الذين قتلوا في أعمال العنف بسبب شجاعتهم، وقال إنه يستمد التفاؤل من هذه الشجاعة. وجاءت المقابلة مع الأسد، بحسب ما أعلنت قناة الإخبارية بمناسبة جلاء آخر جندي فرنسي عن سوريا عام 1946 وانتهاء فترة الانتداب. وبالمناسبة نفسها، أعلن الأسد أمس الأول، عفواً يشمل الجرائم المرتكبة قبل 16 أبريل 2013 وخفضاً للعقوبات، مع استثناءات تشمل خصوصاً «الجرائم الإرهابية» بحسب تعريف النظام لها. وشكك المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو بهذا العفو، وقال إنه «لا يعفيه من الاستجابة لطلبات المجتمع الدولي ووقف أعمال العنف». على الإثر، طالبت وزارة الخارجية السورية الحكومة الفرنسية بالكف عن التدخل بشؤونها الداخلية، مشيرة إلى أن الشعب السوري لن يسمح لفرنسا «بأن تعود إلى بلده من خلال دعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة وتآمرها على سفك دماء السوريين». وفي اسطنبول، قال لافروف لصحفيين في ختام لقاء مع نظيره التركي «في الوقت الحاضر نعتبر أن هذه العملية (أصدقاء الشعب السوري)، تسهم بطريقة سلبية في اتفاقات جنيف» حول مبادئ مرحلة انتقالية في سوريا. وتفصل خطة جنيف التي تبنتها نهاية يونيو 2012 مجموعة الاتصال الدولية حول سوريا (الدول الكبرى والجامعة العربية وتركيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي)، المراحل التي تسمح بعملية سياسية انتقالية في سوريا تشارك فيها كافة الأطراف المعنية، دون أن تأتي على ذكر مصير الأسد. وأضاف لافروف «عندما يكون أحد الأطراف معزولا في آلية وضعت لتسوية أزمة، لا توجد القواعد اللازمة للحوار». وحذر لافروف مجدداً أمس، من أي تدخل عسكري في سوريا، معتبراً أن ذلك سيعزز موقع المجموعات القريبة من «القاعدة» داخل المعارضة السورية. وأشار لافروف إلى وجود أنصار للحل العسكري في صفوف المعارضة وفي دمشق على حد سواء، مضيفاً أن موسكو تحث القيادة السورية على تنفيذ وعودها بمراعاة بيان جنيف. وقال «إذا تركنا الوضع لمن يراهن على الحل العسكري، فإن الفظائع ستزداد بالإضافة إلى توسيع دائرة نفوذ الإرهابيين». وبدوره، اعتبر داود أوغلو أن الأزمة السورية هي «نتيجة العنف الذي يمارسه نظام الأسد بحق شعبه»، مضيفا أن الأزمة تؤثر سلباً على تركيا. وأكد أوغلو أن أنقرة اتخذت كل ما بوسعها من خطوات وستواصل بذل الجهود على المسار السوري، مشدداً على ضرورة تلبية تطلعات السوريين. وقال إن تركيا حاولت في بداية الأزمة إقناع الأسد بألا يستخدم القوة ضد شعبه، لكنه رفض ذلك. ودعا داود أوغلو المجتمع الدولي إلى تبني موقف موحد وتضامن بشأن سوريا. وقال إن اجتماع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري»، في اسطنبول بعد غد السبت، يرمي إلى إيجاد سبل ممكنة لتسوية الوضع في سوريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©