إذا نظرنا حولنا نرى أموراً غريبة تحدث في مجتمعنا، واعتقد أن أعظم هذه الأمور ''أننا قابعون في ظلام الجهل بتقليدنا الدائم والمتواصل لغيرنا'' وهذا التقليد من دون تفكير أو تبصر في العواقب ومن دون الاستفادة من التطور الحقيقي الذي يجب علينا اتباعه لتقديم فكرة أو عمل جديد ومتطور· وإليكم بعض المشاهد والأمثلة البسيطة من حياتنا اليومية:
أنت أمام التلفاز·· أصابك الملل طبعاً، وأصبحت تهرب من محطة إلى أخرى ظناً منك أن هذا الملل سوف يتبدد ويرحل بمجرد إيجاد برنامج أو أي مادة مفيدة أو مسلية ولكنك تجد نفسك قد زدت مللاً وتمنيت ودعوت الله لو أنك لم تشترك في هذه الباقة من البرامج· الخلاصة: كل القنوات والمحطات تقدم المضمون نفسه وكأنها نسخة طبق الأصل من بعضها بعضاً ولكن الاختلاف الوحيد في المسمى والشخصيات·!!
إذا تقدم أحد الأشخاص للزواج أهال عليه أهل الفتاة الطلبات التعجيزية وبأمور لا يصدقها العقل وإذا حاول أن يغير أو أن يقلل ويفهم أهلها جاءه الرد الصاعق: ''ما عندنا بنات للزواج، روح دور لك ''وحدة'' تناسب واحداً مثلك··!! فلان مش أحسن منا زوج بنته بكذا وكذا أو أختها تزوجت بمبلغ وقدره (····)!!
تقرأ أو تشاهد في إحدى وسائل الإعلام بأن احد الأشخاص ممن ينتمون إلى مجتمعنا قد حقق نجاحاً باهراً وليس له نظير بسبب أحد اختراعاته العظيمة والنادرة وعندما تشدك حرارة الشوق لمعرفة التفاصيل وأنت سعيد لأن هذا المخترع من مجتمعك وقدم هذا الاختراع العظيم، إذا بك تصدم عندما تتحقق بأنه لم يقدم شيئاً جديداً يذكر وأن هذا الاختراع إنما هو مجرد تجميع وتركيب ولم يقدم فكرة أو شيئاً جديداً يذكر·
الفنان أو الفنانة العربية·· يطرح أو تطرح الفيديو كليب المدمر والفظيع· مدمر لماذا؟ طبعا للقلوب والعقول؟ مجرد تقليد للصرعات الغربية بكل المعاني والحركات ولكن الاختلاف الوحيد اللغة·
عندما تهم لسؤال أحد الأشخاص·· فلان ماذا رتبت للعيد ''عيد الفطر-الأضحى؟'' فيرد عليك·· ''يا الله متى العيد؟ وفي أي يوم؟ تصدق إني نسيت؟! يا أخي مشاغل الدنيا تنسيك حتى نفسك''·
ولكن عندما تكون هناك إحدى المناسبات الغربية تجده أول من استعد لها ويعرف توقيتها بالدقيقة وأين تقام حفلاتها ويكون أحد المتصدرين الأوائل للمشاركة والتحضير لها·
فعلاً مشاهد عجيبة وغريبة في حياتنا·
خالد عبدالله المؤذن الشامسي
عدد اليوم
