جزر اليمن.. تلهو مع محبي رياضة الغوص والصيد والرحلات وتحلق مع الطيور المستوطنة

تتميز شواطئ اليمن البحرية ببيئات بحرية متنوعة، بعضها رملي والبعض الآخر صخري، وهي تزخر بالكثير من صور الحياة النباتية والحيوانية، فطيور النورس ونبات المنجروف وحيوانات القواقع والأصداف وأبو جلمبو، والأسماك الملونة، كلها كائنات تراها العين المجردة على الشواطئ. وقد طالبت دراسة حديثة بإصلاح وترميم فنارات الملاحة الدولية والساحلية، وديمومة المحافظة عليها مع إنشاء فنارات في الجزر والصخور التي تقتضي الحاجة إليها مع أجهزة قياس المد والجزر، واعتماد سياسة موحدة للترويج السياحي والاستثماري والتنموي للجزر اليمنية، ودعم مصلحة خفر السواحل بما يمكنها من أداء مهامها على الوجه الأمثل. وتؤكد الدراسات البحرية الموثقة أنَّ الجزر اليمنية تكتنز الكثير من المميزات الشائقة لسياحة الغوص والصيد والرحلات ومراقبة الطيور والسلاحف، وتشمل 130 موقعاً تمتد من شمال جزيرة زقر حتى نقطة الالتقاء بين البحر الأحمر وخليج عدن في جزيرة ميون بباب المندب. بالإضافة إلى تميزها بمناخ إستوائي ملائم وبيئة رملية ذهبية خلابة، ذات درجة عالية من الجمال والصفاء، تجعل من شواطئها أجمل مناطق الاستجمام والاصطياف والاستمتاع والسياحة البيئية. تجميع الجزر وقد خلصت دراسة مسح للجزر اليمنية، نفذها المكتب الفني للحدود، إلى وضع مشروع لتجميع الجزر في نطاق مجموعات وتوحيد تداول مسمياتها والبالغ عددها وفقاً للدراسة (159) جزيرة يمنية واقعة في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن، إضافة إلى الظواهر الطبيعية المنتشرة على أطوال السواحل اليمنية البالغ عددها (44)صخرة و(27) ظهرة، و(69) شعبةً مرجانية. وأطلقت الدراسة على "المجموعة الأولى تسمية (مجموعة جزر بكلان –غراب) وتتكون هذه المجموعة من (45) جزيرة، (8) ظهرات، (12) شعبة مرجانية، وأهمها: بكلان، الفشت، ذو حراب والثانية هي (جزر كمران - تكفاش)، وتتكون من (29) جزيرة، (3) صخور،(5) ظهرات، (28) شعبة مرجانية، وأهم جزر هذه المجموعة: جزيرة كمران. كما أسمت الدراسة جزر رأس الكثيب، غليفقة بالمجموعة الثالثة، وتتكون من(4) جزر، صخرة واحدة، (4) ظهرات، (18) شعبة مرجانية، وأهمها جزيرة الطرفة، أما المجموعه الرابعة فسميت بـ (جزيرة جبل الطير- الزبير السوابع): وتتكون من (13) جزيرة، وظهرة واحدة، وشعبة مرجانية واحدة، وأهمها هذه جزيرتا جبل الطير، والزبير. الدراسة صنفت المجموعة الخامسة باسم (جزر زقر- حنيش) وتتكون من (29) جزيرة وظهرتين، أهم جزرها: جزيرة جبل زقر، وجزيرتي حنيش الكبرى والصغرى والسادسة هي (جزيرة ميون)، وتتكون هذه المجموعة من جزيرة واحدة وصخرة واحدة، (4) ظهرات، (7) شعاب مرجانية، وأهمها جزيرة ميون وسميت المجموعة السابعة بـ (جزر رأس عمران- عدن) ، وتتكون هذه المجموعة من (24) جزيرة، صخرتين، ظهرتين، وأهم جزر هذه المجموعة جزيرة جبل العزيري. أما المجموعة الثامنة فحملت مسمى مجموعة جزر بئر علي "شرما"، وتتكون هذه المجموعة من (8) جزر، (10) صخور، ظهر واحدة، (2) شعبة مرجانية، وأهم جزر هذه المجموعة جزيرة صخة فيما سمي (أرخبيل سقطرى)، باسم المجموعة التاسعة وتتكون من (6) جزر، (7) صخور، شعبة مرجانية واحدة، وأهم جزر الأرخبيل: جزيرة سقطرى، جزيرة عبد الكوري، جزيرة درسة، جزيرة سمحة، كما يضم أرخبيل سقطرى جزر: صيال عبدالكوري، صيال سقطرى. خطة عملية يقول نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي: إننا لا نريد من مشروع إعادة تسميات الجزر تقسيمها ضمن مجموعات، وإنما البحث عن آلية لتوفير أساسيات الحياة في الجزر كإنشاء المهابط للطائرات العمودية ومراسٍ للقوارب، وتوفير فنارة في كل جزيرة، وإصلاح الفنارات الموجودة، والعمل على إيجاد بنية تحتية جاذبة للحياة المعيشية وفق خطة تقوم بها الوزارات والمصالح والهيئات ذات العلاقة كلٌّ فيما يخصه. وحالياً تعمل الجهات الرسمية اليمنية على إبراز فرص الاستثمار السياحي في الجزر باستغلال وتوظيف الموائل الطبيعية المتاحة، والتوظيف النوعي لمجمل مشاريع البنى التحتية. الغوص والسباق حددت الجهات المعنية أهم خيارات الاستثمارات السياحية في الجزر اليمنية بالسياحة الشاطئية، وإقامة المنشآت اللازمة لها، والرياضة البحرية أهمها رياضة الغوص وركوب الأمواج، وسباق القوارب والسباحة، إلى جانب الاستثمارات في السياحة البيئية والبحث العلمي بالاعتماد على ما تمتلكه بيئة اليمن البحرية والبرية من مكونات تتصف بالندرة كمراقبة الطيور والسلاحف، إلى جانب الاستثمارات الثقافية والاستثمارات العابرة التي تعتمد على اجتذاب الأفواج السياحية، استناداً إلى وقوع بعض الجزر اليمنية على مقربة من خط الملاحة الدولي. وتختلف مناخات الجزر باختلاف مواقعها الاستراتيجية وتضاريسها الطبيعية، من حيث المساحة والطبيعة الجغرافية والتشكيلات الجبلية، حيث توجد جزر سهلية رملية منبسطة كجزيرة العاشق الصغير، وغراب وظهرة يكلان، ومنها ما هي ذات مرتفعات ومنخفضات كجزيرتي غراب والطواق، ومن الجزر ما تمتاز بطبيعتها الجبلية ذات التعرجات والأشكال غير المنظمة كجزيرة كمران وبكلان والطير، وجبل عزيز. وأغلب هذه الجزر مهجورة غير مسكونة، لكن هناك جزراً يمنية آهلة بالسكان كجزر كمران وميون وبكلان والفشت وسقطرى وعبد الكوري وسمحة وحنيش، ويمارس سكانها العديد من الأنشطة الاقتصادية، كما تحتضن هذه الجزر العديد من المواقع الأثرية. شعاب مرجانية وبحسب الأبحاث البحرية تمتلك الجزر اليمنية أكثر من 2400 نوع من الشعاب المرجانية، و700 نوع من أسماك الزينة، إلى جانب 500 نوع من الرخويات، و200 نوع من الأسماك، ونحو 113 نوعاً من النباتات البحرية، و292 نوعاً من النباتات البرية، و48 كيلو متراً مربعاً من أشجار المانجروف (الشورى)، ويستوطن هذه الجزر نحو 363 نوعاً من الطيور المستوطنة، تشمل 18 رتبة و61 عائلة و77 صنفاً من أصناف الطيور. تفرد سقطرى ينفرد ارخبيل سقطرى باستيطان الآلاف من هذه النباتات والحيوانات والطيور، وسُجل في الجزيرة حوالي 850 نوعاً من النباتات، منها حوالي 270 نوعاً مستوطناً في الجزيرة، ولا توجد في أي مكان آخر من العالم. ومن بين الأنواع المهمة والقيمة شجرة دم الأخوين. وهناك 10 أنواع من النباتات النادرة والمهددة في اليمن موجودة في سقطرى، مما يستوجب ضرورة الاهتمام والمحافظة عليها، حيث إن 7 أنواع منها مدرجة في كتاب للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN كنباتات نادرة ومهددة. وثمة إمكانية لم تكشف بعد لوجود أحياء بحرية مستوطنة. وقد دللت الدراسات على وجود تنوع كبير في أرخبيل سقطرى للشعاب المرجانية، وانتشار أنواع من المرجان والتي كانت معروفة بكونها مستوطنة في مناطق أخرى. محميات كما توجد في الجــزر اليمنية محميات طبيعية يمكن الحفاظ عليها أهمها محمية كمران الشمالية (غابات الشورى) والغزلان، ومحمية كمران البحرية تحت المياه وتشمل الشعاب المرجانية، ومحمية ميدي، ومحمية خور اللحية، والمحمية العلمية المقترحة وتشمل محمية بين الظهائر على مقربة من جزيرة بكلان والفشت، ومحمية حنيش ومناطق تعشيش السلاحف في جزيرة جبل عزيز وعقبان الكبرى، إلى جانب اقتراح محميات الطيور.