الحريري وسفير السودان يبحثان احتواء تداعيات «حادثة الأوزاعي»

ما زالت تداعيات الاعتداء على مجموعة من العمال السودانيين في محلة الأوزاعي مدخل بيروت الجنوبي تتفاعل، وقام السفير السوداني في لبنان إدريس سليمان بزيارة إلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لمتابعة ملابسات هذا الحادث. وبعد اللقاء قال سليمان: “تباحثنا في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، فالعلاقات الرسمية بين بلدينا جيدة، وهي تتطور يوماً بعد يوم، وكذلك بالنسبة إلى العلاقات الشعبية والتقدير الذي يحظى به الشعب السوداني والمواطن السوداني من قبل الشعب اللبناني بفئاته كافة، كما تعرضنا إلى الحادثة الفردية المنعزلة التي حدثت مؤخراً لبعض السودانيين في منطقة الأوزاعي، وقد كان الرئيس الحريري واضحاً وصريحاً في تعبيره عما يكنه الشعب اللبناني للشعب السوداني من محبة واحترام وتقدير، واعتزاز الحكومة اللبنانية بعلاقاتها مع الحكومة السودانية، مؤكداً أن واجبنا جميعاً في أن ندفع بهذه العلاقات الوطيدة والأخوية والقديمة إلى الأمام، وقد اتفقنا سوياً بشكل تام على هذه المسألة، كذلك كرر الرئيس الحريري على ما أكده قبله المسؤولون اللبنانيون من أن هناك تحقيقاً يجري في هذه الحادثة، التي لا نريد أن تتسبب في أي ارتدادات سلبية، ونعتقد أنها فردية ومنعزلة ولا تعبر عن العلاقات لا بين البلدين ولا بين الحكومتين ولا بين الشعبين، فهذه العلاقات أزلية ووطيدة وأخوية وهي قائمة على المحبة والاحترام والتقدير، نحن نؤكد هذه المعاني حتى لا تستغل بعض الأقلام هذه الحادثة في محاولة للترويج للشعوبية أو للنزاعات بين الشعبين التي لا طائل من ورائها”. وأضاف: “اللقاء كان ودياً ومثمراً ومفيداً، وقد تطرقنا خلاله إلى مشاكل العمالة السودانية في لبنان، واتفقنا على عدد من الخطوات لتحسين أوضاع هذه العمالة، ونحن سوف نتباحث مع وزارة العمل في اتفاقية لتبادل العمالة بما يحفظ حقوق العمالة من الجانبين وتسهيلها في كلا البلدين”. وكان ناشطون حقوقيون وصحفيون سودانيون تجمعوا أمس الأول أمام مقر السفارة اللبنانية في الخرطوم للاحتجاج على ما وصفوه بسوء معاملة اللاجئين السودانيين في لبنان. في الوقت نفسه طالب السفير اللبناني لدى السودان أحمد شماط باعتذار من الخرطوم بخصوص لافتات الاحتجاج التي رسمت فيها علامة “خطأ” على العلم اللبناني وبخصوص الدعوة لمقاطعة المنتجات والمؤسسات اللبنانية. وقال شماط في بيان قصير أمام المحتجين والصحفيين على باب السفارة “العلاقات بيننا وبين السودان تاريخية. لا يمكن أن تعامل الأرزة (شعار لبنان) بهذه الطريقة. هذه إهانة لبلد وإهانة لدولة وهذا كلام غير صحيح لا نقبله”. من جهة اخرى يتوجه رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى تونس اليوم الجمعة في زيارة رسمية تدوم يومين يلتقي خلالها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والوزير التونسي الأول محمد الغنوشي وعدداً من كبار المسؤولين التونسيين.وذكر بيان مقتضب لمكتب الحريري الإعلامي أن المحادثات ستتناول مجريات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وسبل تقوية العلاقات الثنائية بين لبنان وتونس، إضافة إلى التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان والمساعي العربية والدولية لفك الحصار المضروب على قطاع غزة الفلسطيني. وكان الرئيس الحريري قد تلقى عشية زيارته إلى تونس اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تم خلاله البحث في تطبيق القرار الدولي 1701، والجهود الرامية إلى حمل إسرائيل على الانسحاب من بلدة الغجر اللبنانية الحدودية. ووفق بيان منفصل لمكتب الحريري، فإن رئيس مجلس الوزراء اللبناني طلب من الأمين العام للأمم المتحدة ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لإنهاء احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة. ولفت البيان إلى أن الحديث الهاتفي بين الرجلين تناول في جانب منه استعراض الجهود الدولية الرامية إلى فك الحصار عن قطاع غزة في فلسطين، وعلمت “الاتحاد” في هذا الصدد من مصادر مقربة من الحريري أن الأمين العام للأمم المتحدة طلب من رئيس حكومة لبنان إلغاء رحلات السفينتين “مريم” و”ناجي العلي” للعمل على فك الحصار عن غزة، في ظل تسريبات إسرائيلية تفيد بأن قوات الاحتلال عازمة على مصادرة محتويات السفينتين واعتقال المشاركين في حملة فك الحصار عن غزة.