محمود الحضري (دبي) - أكدت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات” أن دولة الإمارات تقود الدول الإسلامية لصياغة مواصفات قياسية موحدة للأغذية الحلال، من خلال ترأسها للجنة عالمية لإعداد مواصفات قياسية لمنتجات الحلال ومستحضرات التجميل والعناية الشخصية.
وقال المهندس محمد صالح بدري مدير عام الهيئة إن الدولة خطت خطوات متقدمة، في مجال تعزيز منتجات الحلال من خلال وجود مواصفات خاصة بالعديد من هذه السلع.
ولفت بدري إلى أن الإمارات تترأس أول لجنة فنية من نوعها بالعالم لإعداد مواصفات قياسية موحدة للأغذية “الحلال”، لمدة ثلاث سنوات قادمة والتي تم تشكيلها من خلال منظمة التعاون الإسلامي.
ونوه بحصول هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات” على أعلى نسبة تصويت مؤخرا، من الدول الأعضاء في معهد المواصفات والمعايير للدول الإسلامية بالجمهورية التركية “إس إم آي آي سي” الذي يتخذ من تركيا مقرا له.
ثقة عالمية
وجاء فوز الإمارات خلال مشاركة وفد الإمارات في منتدى معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية “إس إم آي آي سي”، واجتماعات لجانه الفنية التي عقدت في مدينة إسطنبول التركية على مدى أربعة أيام والتي تم خلالها انتخاب فرح علي الزرعوني مدير إدارة المواصفات بهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس رئيسا للجنة الفنية للأغذية “الحلال”، بعد أن تفوقت على منافسيها من مرشحي الدول الأخرى الأعضاء بمعهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية الخاصة بالأغذية الحلال، حيث حصلت على أصوات تعادل إجمالي الأصوات التي حصل عليها المتنافسون معها لكفاءتها وخبرتها الفنية الكبيرة في هذا المجال.
وأشار بدري إلى أن أهمية توافر واعتماد المواصفات القياسية للأغذية “الحلال” تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي تكمن في أن هذه المنظمة تعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد منظمة الأمم المتحدة، لذلك حرصت الجهات المعنية بالدولة على المساهمة في إعداد وتبني هذه المواصفات.
وأضاف “كان من أهم ثمار هذا العمل الذي شاركت الدولة فيه إصدار أول منظومة متكاملة تشتمل على مواصفات المنتجات الغذائية وسلامتها ومطابقتها لشروط الحلال، وطرق فحصها على مستوى الدول الإسلامية لضمان التطبيق الأمثل بين جميع أعضاء المنظمة في عملية تصدير واستيراد المنتجات الغذائية ورفع درجة الثقة بالشهادات الصادرة عنها، حيث أعدت اللجنة الفنية للأغذية الحلال المواصفات الخاصة بالجهات المانحة لشهادات الحلال ومواصفات اعتماد جهات منح تلك الشهادات”.
وبين أن الفوز يضيف بعدا جديدا للإنجازات التي حققتها الدولة ويعزز الدور الفاعل الذي تقوم به الإمارات على النطاق الدولي، خصوصا أن هذا الفوز تحقق على الرغم من التنافس القوي بين الدول على رئاسة هذه اللجنة إلا أن السمعة الطيبة للإمارات والنهضة التي تشهدها في مختلف المجالات والتطور في مجال المواصفات الذي تشهده الدولة ساهم في الفوز بأغلبية أصوات الدول الأعضاء.
وأضاف أن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بمتطلبات المواصفات الحلال بوجه عام وفي مجال الغذاء الحلال بصفة خاصة، لحماية المستهلكين المسلمين ليس على الصعيد المحلي فحسب وإنما على صعيد العالم الإسلامي والمسلمين في كافة دول العالم.
وأشار إلى أن الواردات من المواد والمنتجات الغذائية تشكل النسبة الأكبر من واردات الدول الإسلامية عموما ودولة الإمارات بصفة خاصة.
وأكد ضرورة توافر مختبرات تحليلية متطورة متقدمة لفحص المنتجات الغذائية “الحلال”، والتأكد من مطابقة مكوناتها ونوعياتها للمواصفة الموحدة للأغذية “الحلال”، مع أهمية توافر واعتماد المواصفات القياسية للأغذية “الحلال “ تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي. وقال”إن المنظومة المتكاملة للمنتجات الغذائية “الحلال” ستفتح آفاقا جديدة للفهم السليم والتطبيق الأمثل لمواصفات الغذاء الحلال التي تشارك في تطبيقها جميع جهات الدولة، سواء جهات منح شهادات المطابقة أو رقابة الأغذية”.
وفي السياق ذاته، نوه بدري برئاسة الإمارات للجنة الفنية لإعداد مواصفات قياسية موحدة لمستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال على مستوى العالم، والأولى من نوعها على مستوى الدول الإسلامية.
وأكد بدري أن هذا الإنجاز لم يكن يتحقق إلا في ظل حرص الحكومة على توفير بنية تحتية صلبة، وإرساء قواعد فنية قوية داعمة لهذا الإنجاز، فضلا عن توافر المختبرات الفنية المعتمدة والتي تلعب الدور الأكبر في إعداد ومراجعة مخرجات عمل اللجان الفنية، وتطبيق النظم الرقابية الفاعلة.
وأكد أن هذا الإنجاز جاء داعما لرؤية دولة الإمارات في أن تكون من أفضل دول العالم بحلول عام 2021، من خلال تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة في كل ما يخص صحة وسلامة المستهلك.
مواصفات قياسية دولية
وأفاد بدري بأن دولة الإمارات أصبحت حلقة واصلة بين دول المنطقة والعالم الإسلامي من جهة وبين منظمة التقييس الدولية الأيزو من جهة أخرى، من خلال نتائج ومخرجات عمل هذه اللجنة نظرا لحداثة موضوع مستحضرات التجميل الحلال ليس على مستوى المنطقة وحسب، وإنما على المستوى الدولي أيضا واعتبار هذا العمل لبنة أساسية للارتكاز عليها في إصدار مواصفات قياسية دولية. وأكد المهندس محمد صالح بدري أن انتخاب دولة الإمارات لرئاسة اللجنة الفنية لمستحضرات التجميل الحلال، يأتي تماشيا مع توجه الهيئة في إعداد المواصفات القياسية الإماراتية واللوائح الفنية الإلزامية في مجال مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، بناء على متطلبات تشريعات دول الاتحاد الأوروبي من خلال أعمال اللجنة الفنية الوطنية لمستحضرات التجميل والعناية الشخصية، وبمشاركة مختلف الجهات المعنية بالدولة بكل من القطاعين الحكومي والخاص، والذي توجها توقيع اتفاقية التفاهم بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس وجمعية العطور العربية لإعداد مسودة اللائحة الفنية لأول مواصفات قياسية خاصة بالعطور من خلال توجه الهيئة لإعداد مواصفات فنية لمستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال.
منتجات العطور
ونوه بأن الإمارات من أوائل الدول التي أعدت أول لائحة لمنتجات العطور بمختلف أنواعها لتطبيقها في الأسواق.
ولفت إلى إعداد معايير ومواصفات موحّدة على مستوى الدولة لصناعة العطور بمشاركة خبراء ومختصين وممثلين عن الشركات العاملة في هذا القطاع، لوضع مواصفات ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية تختص بمتطلبات السلامة والجودة والمقاييس الخاصة بأوزان وأحجام العطور، بحيث تضمن المواصفات الجديدة توافر معايير تصنيعية مرتفعة تدعم المنتج المحلي الإماراتي في الأسواق التنافسية العالمية وتسهم بشكل فاعل في حماية المستهلك، من خلال الحصول على منتجات عطرية ذات مواصفات معتمدة تدعم مكانة الإمارات في تجارة وصناعة العطور في المنطقة.
عدد اليوم
