الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كوريا الجنوبية تخطط للاستغناء عن النفط المستورد

كوريا الجنوبية تخطط للاستغناء عن النفط المستورد
12 سبتمبر 2008 23:39
يبدو أن كوريا الجنوبية أحد أكبر الاقتصادات في العالم اعتماداً على النفط أضحت أكثر جدية بشأن النأي بنفسها عن الإمدادات المستوردة في خطوة ربما تجلب معها مكاسب هائلة على المدى الطويل وتقلل كثيراً من الآلام التي تعاني منها الدولة على المدى القصير· والآن فإن أكثر من 97 في المئة من النفط الكوري يتم شراؤه من السوق المفتوحة كما أن ارتفاع تكاليف واردات النفط الكوري حتى هذا الوقت من العام بمعدل بلغ 60 في المئة قد أصاب الحساب الجاري للدولة بالعجز لأول مرة منذ الأزمة الآسيوية المالية في عام ·1997 وهو الأمر الذي أصبح يمارس ضغوطه أيضاً على عمله ''وون'' الكورية التي فقدت حوالي 11في المئة من قيمتها حتى منتصف يوليو الماضي أمام الدولار بالإضافة إلى المعاناة الأخرى التي تسببت فيها أسعار النفط المرتفعة· وإلى جانب ذلك فإن كوريا الجنوبية لديها اقتصاد يعتمد بالكامل على الطاقة إذ تهيمن عليه الصناعات الثقيلة بمن فيها صناعات السيارات والإلكترونيات والبتروكيماويات· كما ارتفع معدل تملك السيارات في الدولة بحدة مؤخراً وبشكل جعل كوريا تنضم إلى اليابان والصين من أجل السعي المكثف في جميع أنحاء العالم من الموارد النفطية، علماً بأن اليابان قد تعهدت مؤخراً بإنتاج 40 في المئة من احتياجاتها النفطية في الخارج، بحلول العام ·2030 ولكن المشكلة تتمحور في أن حكومة سيؤول ليس بمقدورها مقارعة أي من اليابان أو الصين فيما يختص بنفوذهما في مجال المساعدات والتمويل في الخارج كما أن الدولة ما زالت في مراحلها الأولى فيما يتعلق بتطوير قنوات دبلوماسية قوية مع الدول الغنية بالنفط والغاز الطبيعي· ومن أجل تحفيز وتطوير صناعتها النفطية سارعت الحكومة إلى توفير القروض للشركات الكورية من أجل تطوير الموارد الطبيعية وراء البحار كما قامت مؤخراً بتوفير مبلغ 400 مليون دولار من أجل بناء حفارين في المياه العميقة من قبل شركة سامسونج للصناعات الثقيلة· وكانت الدولة في العام الماضي قد وضعت سياسة لاستقلال الطاقة تعمل على زيادة حصة المنتجين المحللين في تغطية الاستهلاك الكوري للنفط إلى معدل 28 في المئة بحلول العام 2016 مقارنة بسقف لا يزيد على 4 في المئة في عام 2007 وبتكلفه تقدر بنحو 30 مليار دولار· كما تدرس الحكومة الآن تنفيذ مرحلة للمتابعة بحيث تعمل على رفع هذه الحصة إلى 40 في المئة بحلول العام ،2030 حسب ووجن شونج كبير الباحثين في المعهد الكوري لاقتصادات الطاقة في سيؤول· وتعتزم كوريا الجنوبية أيضاً القيام برحلات مكوكية تتضمن كبار رجالات الأعمال والقادة السياسيين إلى الدول المنتجة للنفط بمن فيها تركمنستان على أمل المشاركة في تطوير أكبر ثلاثة حقول نفطية هناك· ولكن أحد أكبر المعوقات التي يمكن أن تعترض الطموحات الكورية في إنتاج النفط في الخارج أصبحت تتمثل في النقص المريع الذي تعاني منه الدولة في إعداد العمالة المدربة في هذه الصناعة، ومن أجل تجاوز هذه المشكلة فإن الحكومة تخطط الآن لتمويل تدريب حوالي 3 آلاف عامل متخصص في تطوير النفط والغاز في غضون فترة السنوات الثماني المقبلة· وكجزء من استراتيجيتها الهادفة لاجتذاب العديد من صفقات تطوير النفط شرعت الحكومة في تبادل الخبرات التجارية في مجالات تكنولوجيا المعلومات وتكرير النفط وتوليد الطاقة بالإضافة إلى بناء السفن مع الدول التي تمتلك أو تحتاج إلى هذه الخبرات· وكما يقول شو هايون السفير الذي عين مؤخراً لشؤون الطاقة والموارد في داخل وزارة التجارة والشؤون الخارجية هنالك العديد من الدول التي ترغب في أن تستنسخ التجربة الكورية لأننا دولة تشهد النمو الاقتصادي والصناعي بوتيرة متسارعة · إلا أن كريستوفر لين المحلل في معهد تطوير السياسات الأمنية في استوكهولم حذر من أن استراتيجية الدبلوماسية الأحادية ربما تفضي إلى نتائج محدودة فقط· ومضى لين يشير إلى أن معظم صفقات الطاقة التي تم إبرامها في شمال شرق آسيا كانت ثنائية ولا تنطوي على آلية تتسق مع أطر التعاون الجماعي المنشود بين كبريات الدول المستهلكة للطاقة في المنطقة، وذلك لأن دول مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية أضحت في أمس الحاجة الى عقد منتدى تعددي يجب أن يتضمن روسيا أيضاً أي المصدر الرئيسي في المنطقة للطاقة· واستطرد لين قائلاً: ''إن التعاون ما بين هذه الدول مجتمعة من شأنه أن يساعد على تنويع وتقليل المخاطر عبر إنشاء العديد من خطوط الأنابيب ونقاط التزود بالوقود''· عن انترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©