الكونجرس ينتقد استراتيجية أوباما في أفغانستان

رحب عدد من نواب الكونجرس الأميركي أمس بتعيين الجنرال ديفيد بترايوس على رأس القوات الحليفة في أفغانستان بعد إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال. فيما أعلنت حركة طالبان عزمها على مواصلة القتال حتى رحيل آخر الجنود الأجانب، في وقت بات يونيو منذ الآن الشهر الأكثر دموية في صفوف قوات الأطلسي. واغتنم بعض نوات الكونجرس الفرصة لتوجيه انتقادات إلى الاستراتيجية الأميركية. ويفترض أن تعقد جلسة الاستماع للجنرال بترايوس في مجلس الشيوخ الثلاثاء المقبل على أبعد تقدير، بحسب كارل ليفن رئيس لجنة الدفاع. من جانبها، أعلنت حركة طالبان أمس عزمها على مواصلة القتال حتى رحيل الجنود الأجانب، في وقت بات يونيو منذ الآن الشهر الأكثر دموية في صفوف قوات الأطلسي. وأكد المتحدث باسم طالبان عدم إكتراث حركة التمرد لمن يعين قائداً للقوات الدولية في أفغانستان. وقال ليفن “سنحاول أن تكون المسألة سريعة”، معرباً عن الأمل في تثبيت تعيينه في مجلس الشيوخ قبل العطلة البرلمانية المقبلة المتوقعة في الخامس من يوليو. واعتبر السناتور الديموقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في بيان أن قرار الرئيس “تعيين الجنرال بترايوس في أرض المعركة يشكل ليس استمرارية فلسفية وحسب، وانما أيضاً كفاءات دبلوماسية جرى اختبارها”. ورأى السناتور المستقل جو ليبرمان أن الرئيس “وجد بكل بساطة الشخص الأفضل ليحل محل الجنرال ماكريستال”. وأعرب الجمهوري جون كورنين عن “ثقته في أن الجنرال بترايوس سيقود قواتنا نحو النصر”، وأشاد في الوقت نفسه بالصفات العسكرية لماكريستال. واغتنم عدد من أعضاء الكونجرس الآخرين هذه المناسبة لإعلان تحفظاتهم حيال الاستراتيجية الاميركية الحالية. وأعلن السناتور الجمهوري كيت بوند أن الجنرال بترايوس “مميز”، لكنه أعرب عن سخطه بشأن مشاريع الانسحاب الأميركي الذي تريده إدارة أوباما اعتباراً من 2011. وقال بوند “إن أوباما يعين الجنرال بترايوس من أجل فشل”. ودعا النائب الديموقراطي المناهض للحرب دينيس كوسينيتش من جهته إلى انسحاب القوات الأميركية من افغانستان بعد إقالة ماكريستال. وقال في بيان “إن الجنرال بترايوس خدم بلاده بطريقة مشرفة، لكن لا يمكننا أن نأمل في مخرج مختلف مع جنرال جديد والاستراتيجية نفسها”، مضيفاً “إن الطريقة الوحيدة لإصلاح هذه الكارثة هي الخروج من أفغانستان”.واعتبر كوسينيتش “ان الاستراتيجية لمكافحة التمرد تتفسخ. إن عقيدة مكافحة التمرد انهارت تماماً مثل شبكة القيادة. ان ادارة كرزاي مهشمة بسبب الفساد”. واعتبر ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ أن على الرئيس باراك أوباما أن يعيد تشكيل الجانب المدني من الوجود في أفغانستان وإلا خسرت الولايات المتحدة الحرب، واصفين أداء الدبلوماسيين الأميركيين هناك بـ”الخلل الكامل”. ووجه السناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام والسناتور المستقل جو ليبرمان انتقادات قاسية للدبلوماسيين الأميركيين في كابول، دون أن يصلوا الى حد المطالبة باستقالة السفير كارل ايكنبيري. وقال ليندسي جراهام إن “الجانب المدني يعاني بنظري من خلل وظيفي كامل. يجب تغيير العلاقات بين القادة المدنيين الاميركيين والرئيس كرزاي وتحسينها”. وتابع محذراً “أدعو الرئيس إلى اعتبار ذلك فرصة لتعيين أشخاص جدد على الارض لا يحملون خلفيات قديمة. وإن لم نحدث تغييراً سريعاً، فسوف نخسر حرباً لا نحتمل أن نخسرها”. وأثنى غراهام وزميلاه على قرار اوباما تعيين بترايوس لكنهم حذروا من أن أي قصور في الدبلوماسية سيعوق قيادة حرب تتراجع شعبيتها بشكل متواصل. من جانبها، أعلنت حركة طالبان أمس عزمها على مواصلة القتال حتى رحيل الجنود الأجانب، في وقت بات يونيو منذ الآن الشهر الأكثر دموية في صفوف قوات الأطلسي. وأكد المتحدث باسم طالبان عدم إكتراث الحركة لمن يعين قائداً للقوات الدولية في أفغانستان. وقال يوسف أحمدي في اتصال هاتفي من مكان مجهول “لا يهمنا من هو القائد، أكان ماكريستال أم بترايوس. موقفنا واضح.. سوف نقاتل المحتلين حتى رحيلهم”. وأقال الرئيس باراك اوباما ماكريستال أمس الأول اثر مقالة صحفية وجه فيها مع بعض مساعديه انتقادات ساخرة الى مسؤولين كبار في الادارة الأميركية. وصعدت حركة طالبان عملياتها الى حد بعيد خلال السنوات الثلاث الأخيرة رغم انتشار القوات الدولية التي تتلقى تعزيزات قدرها 30 ألف عسكري أميركي اقرها أوباما، سترفع عديدها من 142 ألف عنصر حالياً إلى أكثر من 150 ألفا بحلول أغسطس. مولن يؤيد اختيار بترايوس واشنطن (رويترز) - قال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية إنه يؤيد تماما قرار تغيير القائد العسكري الأميركي في أفغانستان وحذر من أن الأشهر المقبلة ستكون ملأى بالتحديات. وقال مولن “أنا أؤيد قرار الرئيس بشدة”، مشيراً إلى قرار الرئيس باراك أوباما إعفاء الجنرال ستانلي مكريستال وتعيين الجنرال ديفيد بترايوس مكانه قائداً للقوات الأميركية في أفغانستان. وقال مولن لجمهور من المستمعين في واشنطن عندما سئل عن العملية القادمة لتأمين مدينة قندهار بجنوب أفغانستان: “هذا وقت عصيب عصيب.. إنه تحد معقد بدرجة غير عادية”.