الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إرضاء الناس بالباطل من أكبر المفاسد

إرضاء الناس بالباطل من أكبر المفاسد
12 سبتمبر 2008 23:46
يعد إرضاء الناس بالباطل من أكبر المفاسد التي قد يقع فيها البعض بسبب المغريات التي تغشى الناس ببريقها الزائف مثل المال والمنصب والشهرة والقوة وغير ذلك من زينة الحياة الدنيا ومتاعها الزائل· ويحذر الدكتور محمد داود أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس من هذا السلوك المرفوض دينيا، مشيرا إلى ان كثيرا ما ينساق الناس وراء هذه المغريات طلبا لرضا الناس، وتحقيقا للمصلحة المادية على حساب الشرع ورضا الله تعالى· ويضيف ان الانسان يخطئ عندما يجعل الناس في المقدمة ويحرص على إرضائهم ونيل استحسانهم على حساب الشرع وآدابه، فيقدم على ارتكاب المعاصي والذنوب لمجرد الظهور أمام الناس بمظهر معين فيه مخالفة لشرع الله تعالى، وهذا سلوك ذميم تشير إليه آيات القرآن الكريم ومن ذلك قوله تعالى: ''أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين'' التوبة: الآية 13 وقوله تعالى: ''يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم'' النساء الآية 108 وأضاف ان الحرص على المصالح المادية، ونيل ما تسعى اليه النفس قد يدفع البعض إلى التلون والتقلب مع تيار المصالح، يصفق لكل مسؤول ويتمسح بكل قوي ويتساقط على أعتاب المنافع المادية ولا يراعي الحق أو الشرع، فيضرب بكل ذلك عرض الحائط في سبيل منفعة ورضا الناس· وأكد تحذير الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هذا السلوك بقوله فيما معناه: ''لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا'' رواه الترمذي· والمؤمن الفطن إذا رأى نفسه متحيرة بين الله والناس جاهد نفسه وهواها بالله واستعاذ به وعلم يقينا أن كل ما فاته دون الله تعالى فهو يسير وأن كل ما جاءه سوى الله فهو قليل، ويقوي هذا المعنى ويؤيده ما رواه الطبراني عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ''من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى من أسخطه في رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله''· ويشير إلى أنه عندما نتأمل ونتدبر واقع حياة صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -نجدهم تركوا أموالهم وديارهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانا وكانت النتيجة لموقفهم هذا أن نصرهم الله تعالى وأيدهم وأعزهم بعزته وعطر الله ذكرهم في الدنيا والآخرة وجعلهم مصابيح للناس في كل زمان ومكان· وفي المقابل نجد الملايين من الناس اندثروا في التراب فلا ذكر لهم ولا حظ لهم في الآخرة بل وربما كان بعضهم كالمنافقين موضع لعنة إلى يوم القيامة· والمنهج القرآني يأمر بالتقوى والابتعاد عن الشبهات والخوف من الله تعالى والاستقامة والإخلاص ويقول سبحانه: ''إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون'' الأحقاف الآيتان 13-·14 وقوله سبحانه: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً· ويرزقه من حيث لا يحتسب'' الطلاق الآيتان 2- ·3 فالخوف من الله والعمل بما أمر وتجنب ما نهى عنه يهيئ أسباب الرزق ويجعل للإنسان فرجا من الضيق والكرب· والرسول -صلى الله عليه وسلم يقول: ''اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن''· فالمسلم لا يحيد عن الحق ولا ينكسر امام المحن والشدائد وإنما يصمد ويتماسك ويواجه ويصبر على المكاره ولا يتردد وقال الله تعالى: ''الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل'' آل عمران: الآية ·173 ولا يخفى على وعي المؤمن أثر الذكر في تقوية القلب واستقرار النفس في مواجهة الباطل والبغي والظلم والاجتراء على الحق والحرمات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©