الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحياة ساحة للرماية.. علينا تحديدأهدافنا والسعي إلى إصابتها بدقة

الحياة ساحة للرماية.. علينا تحديدأهدافنا والسعي إلى إصابتها بدقة
25 يونيو 2010 21:25
من خلفية بوليسية، شخصية جيوم جيرييه ترسم سياسات جديدة لنادي كاراكال للرماية بتصميم لتأليف فريق للرماية العملية والديناميكية التي تختلف عن الرماية على هدف محدّد ثابت لعدة مرات. التقينا به، وكان قد بدأ العمل منذ نحو أربعة أسابيع منتقلاً من فرنسا حيث كان ملازماً في وحدة حماية الشخصيات المهمة جداً، وعضواً في فريق «سبعة من عشرة» للرماية (Les 7 du 10) والذي نال عدة جوائز في مباريات الشرطة للرماية كما في المباريات العالمية للكونفدرالية الدولية للرماية الديناميكية. تسعة عشر عاماً من ممارسة الرماية، وهو اليوم في سن الثامنة والثلاثين، بداية في الجيش الفرنسي حيث كان في فوج المظلّات، ومن ثم في البوليس. وبات مدرّباً في عام 1997، وبالتوازي مع تدريب الآخرين تابع جيوم ممارسة هوايته التي تحولت إلى مهنة له، وهي الرماية الديناميكية وتعتبر أكثر من سواها من أنواع الرماية رياضة بحدّ ذاتها. جاء جيوم في زيارة بدعوة من شركة كاراكال الدولية واطلع على صناعتها للأسلحة الفردية وعلى النادي التابع لها، في يناير الماضي، وبعد التباحث قدم إلى أبوظبي ليدير النادي وفق استراتيجية جديدة وضعها لتطويره، مشدداً على أن من أدار النادي سابقاً حقق نتائج ملموسة وتقدماً في جذب الاهتمام نحو الرماية، وبالتالي عليه أن يكمل المشوار ويقدم كمدير جديد شيئاً جديداً ومهماً للنادي. ما يأمل في تحقيقه جيوم، هو تأليف فريق للرماية الديناميكية، والتي تختلف عن الرماية التي تمارس في النادي من حيث الحركة لدى الرماية وتعدّد الأهداف، وهو يعتبرها رياضة ممتعة من الممكن تلقي تعليماتها النظرية في النادي مع بعض التدريبات الخفيفة إلى أن تؤمن المساحة المناسبة لممارستها في مكان أوسع... ويضحك قائلاً «إننا في الصحراء وهل من مكان أنسب من الصحراء للتدرّب على الرماية الديناميكية؟» مشيراً إلى أن بالوسع جعل المكان الخارجي المطلوب، داخلياً نوعاً ما، بحيث تقام قاعة ضخمة مكيّفة أو خيمة كبيرة تخصص لهذه الرياضة. ويقول «على الرامي في الرماية الديناميكية التحرك والتصويب وإطلاق الرصاص، وقد تلقيت وعداً من شركة كاراكال بالدعم من أجل أن نبدأ ونحقق ما نصبو إليه، وبدورهم أكدوا لي أن ثمة شخصيات مهمة تدعم هذه الرياضة». وثمة فرق يشرح عنه جيوم بين الرماية وقوفاً على هدف محدد وبين الرماية الديناميكية، فبالإضافة إلى الحركة عند الرماية في الثانية، فثمة حاجة للسرعة في التحرك والرماية بدقة، وبالتالي لا تحتاج إلى تكتيكيات كما الرماية الأولى. الرماية الديناميكية تحتاج إلى جسد لا يعوّق سرعة الحركة، ولكنها لا تحتاج أن يكون الرامي رياضياً محترفاً، مع العلم أن جيوم يبدو رياضياً وهو يتدرّب «بعض الشيء» كما يقول. لذا، فإن هذه الرياضة لا تميز بين رجال ونساء، إذ أنه ليس بالضرورة أن يكون الجسد قوياً أو أن يكون المرء رياضياً، ولكن التدريب على الرماية بشكل مستمر هو سرّ النجاح. ويضيف عن أنواع الرماية أنها «تحتاج أكثر ما تحتاج إليه إلى التحضير الذهني، وبطبيعة الحال نعلّم كيف يمسكون بالمسدس وكيف يضعون اليدين على الزناد وكيف يجب عدم إدخال الإصبع لإطلاق الرصاصة قبل التصويب جيداً، ولدى الإطلاق فقط كنوع من أنواع الحماية والأمان، كما نعلّم أسس التصويب، وبالطبع يجب أن يكون الشخص واقفاً بطريقة جيدة كي لا يفقد توازنه. ويرى أن كل ما سبق من تعليمات وتدريبات كفيلة بأن تحضّر المتدرّب كي يكون رامياً جيداً. ويضيف أنه من المهمّ جداً التدرب على الرماية بشكل مكثّف لتحقيق النتائج المرجوة، لأن السيطرة على الجسد (التوازن) والتركيز والتصويب، كلّ هذا يحتاج إلى ضبط أربع حواس لدينا، لأن إطلاق الرصاص ليس كما يبدو للبعض مجرد مسك الزناد والإطلاق، فثمة ضجة ستصدر عن احتراق البارود وثمة تأثير على كل الجسم عندما تنطلق الرصاصة، وثمة رجفة ودخان يشتمّه مطلق الرصاص، ويبقى أن إطلاق الرصاص والتصويب على هدف، يعتبر تحدياً جيداً وهو تحدي السيطرة على زناد المسدس. الاقتراب من الكمال يقول جيرييه «من خلال خبرتي في الرماية والتدريب، رأيت أن الكثيرين من النساء والرجال يحبّون الرماية بسبب التحدي، وربما السيدات في هذا المجال أكثر من الرجال، فهن يقبلن على التحدي، والرماية فن بحدّ ذاته، فن الهدوء والتركيز وأن تكون سيّد نفسك وتركّز... فتتبخّر كل المشاكل الشخصية والمهنية في وقت الرماية، وهي وسيلة جيدة لإفراغ الرأس من همومه بشكل من الأشكال». وعن مستوى الرامين والراميات في نادي كاراكال، خصوصاً المواظبين منهم على التدرّب في النادي، يقول جيوم «لست أول من استلم إدارة النادي، وثمة من قدم قبلي وعمل منذ إنشاء النادي في عام 2008، وبالتالي فقد دربوا وأشرفوا على تدريب الناس هنا، وبوسعي القول عن نفسي إنني أريد تحقيق ما بوسعي تحقيقه لأنني- بصراحة - أهوى هذه الرياضة وأهوى الرماية، وفي الرماية ليس هناك حدّ تصلين إليه وتكتفين، إنما تسعين دوماً لتحقيق خطوات متقدمة عمّا وصلتي إليه. هذه هي النقطة الأساسية لأن ما تودين القيام به في مجال الرماية هو ما تودين القيام به في حياتك.. أي الاقتراب من الكمال في هذه الرياضة وبإتقان تام لما تقومين به. يودّ المرء التصويب والرماية على الهدف، في وسط الهدف أو إلى يمينه، أو إلى يساره هو ما يدفع به للتركيز من أجل تحقيق هدفه». ويتحدث عن أعضاء النادي والمتدربين فيه من نساء ورجال إماراتيين، ليشير إلى أن مستواهم جيد جداً وإلى أنهم يلتزمون بالتدرّب بشكل كبير. ويلاحظ أن المرأة تبرع أكثر من الرجل في أجواء الهدوء وبعيداً عن الضغط، فيما يتكيف الرجال أكثر مع عدة أنواع من الأجواء. ويضيف أنه في المنافسات، يجب أن يتحلى المشاركون بروح التنافس وبالتالي عليهم أن يكونوا أكثر حديّة (عدوانية).. وهذا ما يبرع به الرجال أكثر من النساء. غياب الفروق النوعية يؤكد محدثنا أن في الرماية، ليس ثمة فرق في النوع، إذ بوسع أياً كان أن يكون رامياً جيداً. ويسوق ذلك إلى الحديث عن الرماية الديناميكية أو العملية (Practical Shooting)، حيث إن لكل إمرئ، رجلاً كان أو امرأة، نقاط ضعف ونقاط قوة، تظهر في الرماية الديناميكية وقد يواجه الرجال مشكلة في بعض النقاط والنساء أيضاً.. فالأهمّ هو التحضير الذهني والجسدي والتدرب على الرماية والخبرة في الرماية والسعي للتقدّم فيها. أما في المنافسات، وثمة بطولات سنوية للرماية يقوم بها مجلس أبوظبي الرياضي وديوان الرئاسة، ويرى جيوم أنه لا يتوقع إن كان الفائز سيكون امرأة أو رجل، إنما أن يكون الفائز الرامي الأفضل، فالرماية بالنسبة إليه لا تحدّد من هو القوي ومن هو الضعيف، إنما من هو الرامي (ة) الأفضل (الفضلى). فريق قيد التشكيل عن كاراكال كشركة، يشير إلى أنها تصنع وطنياً مسدسات إماراتية، وثمة مسدسي «كاراكال إف» و»كاراكال سي»، وهي جيدة للرماية في النادي، إنما ليست مخصصة للرماية الديناميكية، حيث المسافات والتحرك للإطلاق يقتضي بعض التغييرات، ويرى أن تأليف فريق كاراكال أمر يعود إلى الشركة أن تقرره، ولكنّه توقع أنه سيتألف فريق عن النادي بشكل أو بآخر بطبيعة الحال، يمثل النادي في البطولات الدولية. ويشير إلى أن هناك فرقاً وطنية حول العالم في الرماية الديناميكية، ولم يتألف فريق إماراتي بعد، متأملاً أن يكون تأليف هذا الفريق منطلقاً من نادي كاراكال، ومعتبراً هذا الأمر من ضمن استراتيجيته كمدير للنادي. وينوي جيوم، كما يقول، تنظيم رمايات مسلّية فيها متعة وتنافس في الوقت ذاته، وهي الرماية على الدبابيس بحيث يوضع خمسة منها على مدى 7 أو 10 أمتار، وعلى الرامي أن يوقع أكبر عدد ممكن منها بتوقيت محدّد. ويشير إلى أنه صحيح ليس هناك مؤسسة دولية لهذا النوع من الرماية، إنما هي نوع معروف كثيراً حول العالم، ومعروفة بكونها مسلية جداً، لذا فمن المخطط تنظيمها كل خميس في المساء بعد أسبوع العمل وقبل التوجه ربما للسهر وتناول العشاء. ويخلص جيوم للتأكيد على أهمية التدريب في الرماية، مشدداً على أن الرماية، وخصوصاً الرماية الديناميكية، ليست كركوب الـ «جيت سكي» في البحر، إنما تحتاج إلى تدريب وتعلّم في البداية عن الأساسيات والقوانين وأساليب الأمان، والتنافس فيها ضروري لأنه يحسّن من الأداء في الوقت نفسه، ومن هنا الرماية الديناميكية كما سوق السيارة لن يصبح فيها أحد الأفضل منذ البداية، عليك التنافس لتحسين أدائك بشكل مستمر وبعدها قد يحقّق الفوز.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©