الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النسوار» مرض يباع للشباب بثلاثة دراهم فقط

«النسوار» مرض يباع للشباب بثلاثة دراهم فقط
25 يونيو 2010 21:26
هي مادة مخدرة خضراء هشة، يلفها متعاطوها بقطعة صغيرة من منديل ورقي ويضعونها ما بين اللثة والأسنان، لتذوب في الفم وتمنحهم نشوة وقتية تغيبهم (نوعاً ما) عن الواقع، إنها النسوار أو السويكة، المادة الخطيرة المنتشرة بين أبنائنا في المدارس، والتي بكل أسف تباع في معظم بقالات الضواحي والمناطق الشعبية لأي شخص يريد. البحث عن خيوط انتشار النسوار بين المراهقين لم يكن سهلاً أبداً، كثيرون امتنعوا عن الحديث، لكن الغريب أن شراء النسوار كان أبسط بكثير مما اعتقدت، سألنا البائع عن النسوار، أجاب : 3 دراهم ومد يده لكيس معلق أسفل الطاولة، يحوي عدداً كبيراً من الأكياس الصغيرة التي تضم النسوار، «قطف» واحدة من العنقود وأعطانيها وهو يتسلم الدراهم الثلاثة! شقيقي ذو الستة عشر عاماً كان رفيق المغامرة، دخلنا معا المحل، هو اشترى النسوار وأنا أراقب الموقف، كان من الضروري الحسم ما إذا كانت هذه المادة تباع لمن هم أقل من الثامنة عشرة، وهذا ما كان، سأل شقيقي عن مادة أخرى منتشرة بين الشباب، «الشيني كيني» لكن البائع قال: لن تجدوها إلا في بني ياس، ثم انبرى يصف المكان لشقيقي. خالد الذي اشترى النسوار، قال: أقرف ممن يضعون هذه المادة، إن رائحتها كريهة ويعرف مدمنها بسهولة، فهو يبدو كمن اصيب بورم صغير في لثته. يتابع: يضع معظم طلبة المدرسة هذه المادة، إنها مثل السيجارة، من يجربها مرتين أو ثلاثاً يعتادها، لكني ألاحظ أنها تنتشر بين الفاشلين دراسياً، وأولئك الذين يعيشون أوضاعاً عائلية صعبة. يعدد خالد الأماكن التي تبيعها في المنطقة، يقول : توجد في البقالات القديمة، في المطاعم الهندية القديمة، وفي معظم محال تصليح الدراجات الهوائية «السياكل». آسيوي المصدر يعتقد ف. س (عمره 16 عاماً و طالب في الثاني الثانوي ) أن النسوار يأتي من أفغانستان وباكستان، يقول: أغلب باعة النسوار هم من هذه الجنسيات الآسيوية، هم يستعملونه كثيراً، والمواد المخدرة منتشرة بينهم، لديهم « البان» و» السويكة»، وأشياء يستنشقونها أيضاً. إنهم يصنعون هذه المادة بطرق سيئة، هي أوراق شجر لا أعرف ما هو، يعجن ويداس بالأقدام، ويعبأ في أكياس كبيرة، وأعتقد أنه يصل البلاد «تهريب»، لكنه حين يصل يقطع لقطع صغيرة تباع بالوزن، ولا أظن أنها تباع بأكثر من خمس دراهم. يتابع «ف»: أعرف أن بيع النسوار ممنوع، لكني لا أعرف أي جهة أبلغ إن وجدت محلاً يبيع نسواراً، كذلك أنا أتجنب المشاكل ولا أحب أن أسببها لأي شخص حتى لو كنت أعلم أن ما يفعله مخالفاً للقانون. معرفة مبكرة تعرف «ح. م» ( عمره 15 عاماً ويدرس في الصف الثالث الإعدادي) على النسوار قبل سنتين، يقول: رسبت في الصف الثاني الإعدادي، وعنفني والدي كثيراً، كما أن أخوتي وباقي أهلي تعاملوا معي كفاشل في كل شيء، إلا ابن عمي الذي كان «يركب» نسوار، أعطاني بعضاً منها، «ركبته» وارتحت قليلاً، صحيح أحسست بالحرقة في فمي واللسع في لساني، وأني أرغب دائماً في «البصق» لكن بشكل عام منحتني شعوراً مريحاً وخدراً جيداً! يعتقد «ح.م» أن النسوار مادة عادية مثل السجائر، ويقول: لا أظن أنها أسوأ من السجائر، إن من يعتاد على النسوار يضع منها دوماً، أنا «أركب» كل ساعتين، وأضعها في المدرسة أحياناً كي أشعر بأن وقت الدراسة يمر بسرعة! منتج «أرقى» من مستهلكي النسور أيضاً «ف.ع» (عمره 15 عاماً ويدرس في الأول الثانوي) كان يستهلك النسوار قبل أن يتعرف إلى مادة «الشيني كيني»، يقول: مادة الشيني كيني مثل النسوار لكنها «أرقى»! كونها تأتي مغلفة في أكياس شبيهه بأكياس الشاي، وفي علب معقمة ( كما يقول) وتباع أغلى ببعض الدراهم عن النسوار. توضع الشيني كيني أسفل الشفة العليا، بينما يوضع النسوار بجوار الشفة السفلى على جانب الحلق، وهي تعفيني من التصاق رائحة المادة الكريهة بيدي لأنها مغلفة، بينما كان النسوار يترك أثراً من الرائحة على اليدين. يشرح «ف. ع» معاناته في الحصول على الشيني كيني، يقول: كان الحصول على الشيني كيني سهلًا، وكنت أشتريه من البقالة، لكن منذ شهرين أو ثلاثة بدأت المادة في الاختفاء من السوق، وأصبحت أجدها بصعوبة، خاصة أني لا أستطيع الابتعاد كثيراً عن « الفريج». الجهات المسؤولة من شرطة أبوظبي يقول العقيد مكتوم الشريفي مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية: لا يعتبر انتشار النسوار من المشاكل الكبيرة، فهذه المادة لا تندرج تحت بند المواد المخدرة، وهي تشبه التبغ في مفعولها ومكوناتها لذا لا توجد مادة قانونية فعلية تجرم النسوار وحيازته، لكن منع الاتجار فيه وبيعه منذ عدة سنوات. وعادة لا يتم تجريم بيع النسوار بسبب النسوار في حد ذاته، لكن لمخالفته الأوامر السامية القاضية بالبيع، كما أن من يبيعه عادة هم من العمال الذين يخالفون قرارات الإقامة وهنا يكون الإبعاد هو العقاب الأمثل. وفي عام 2009 ضبطت الشرطة 15 حالة بيع نسوار، بينما لم تضبط منذ بداية هذا العام سوى حالتين فقط. وعن دور البلدية في محاربة هذا النوع من التجارة، قال مصدر مسؤول في بلدية أبوظبي: تحرص بلدية أبوظبي على عدم تسويق هذا النوع من المنتجات عبر المحال الخاضعة للتفتيش والترخيص من إدارة الصحة العامة. وهي تتجاوب بسرعة مع أي شكوى عن بيع مثل هذه المواد للأطفال، علماً بأن الشكوى الوحيدة التي تلقاها قسم الصحة العامة هذا العام كانت من منطقة الشهامة بأبوظبي وتم التعامل معها. تتم مصادرة النسوار في حال وجوده في محال الخياطة أو أي من النشاطات التجارية غير البقالات والمطاعم التي تخضع لإشراف جهاز الرقابة الغذائية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©