نتنياهو يبدد التفاؤل بصفقة الأسرى

بدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس، التفاؤل الذي ساد خلال الساعات الاخيرة، في انجاز صفقة تبادل الاسرى، مع حركة “حماس” وتوقع وزير اسرائيلي بارز احراز تقدم خلال اسابيع. وتواترت انباء عن عقبات تعترض اتمام الصفقة، بينها قضية ترحيل الاسرى، ورفض اسرائيل اطلاق الاسيرين الشهيرين مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” واحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية. وقال قيادي في “الشعبية” ان اسرائيل تطلب ترحيلهما. وقال نتنياهو للصحفيين امس: “لم يتم التوصل لاتفاق بعد ولا أعرف إن كان ذلك سيحدث”. وكان امتناع نتنياهو عن كشف تفاصيل عن سير المفاوضات الجارية بوساطة مصرية وألمانية، قد ساعد في إذكاء التكهنات بشأن حدوث تقدم وشيك. وكان مسؤولون قريبون من المحادثات قد قالوا يوم الإثنين، إن إسرائيل أسقطت اعتراضاتها على إدراج نحو 160 سجينا تريد “حماس” أن يشملهم اتفاق المبادلة، لكن الجانبين رفضا تكهنات ترددت عبر وسائل إعلام عربية بحدوث المبادلة قريبا، ربما يوم الجمعة الذي يوافق أول أيام عيد الأضحى المبارك. وقال نتنياهو: “في حالة الاتفاق على هذا (المبادلة) فلن نحجم عن إجراء نقاش عام. لن تكون هذه مسألة منتهية بل سنسمح للوزراء وللشعب عامة بمناقشة الأمر”. وبحث سبعة من كبار الوزراء الاسرائيليين الاتفاق المقترح سرا. وقال وزير الداخلية ايلي يشاي الذي اعلن ذلك لراديو اسرائيل: “آمل كثيرا ان ينتهي (الاتفاق) قريبا في غضون ما لا يزيد على اسابيع قليلة”. واتهمت “حماس” إسرائيل بالترويج للتكهنات بقرب التوصل لاتفاق بين الجانبين في محاولة لتوليد ضغط شعبي فلسطيني عليها للتعجيل بإبرام اتفاق. وقالت الحركة في بيان إنها تواصل جهودها من خلال الأطراف المشاركة في ملف المبادلة للتغلب على العقبات التي يضعها “العدو الإسرائيلي”. وذكرت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب وافقت على الإفراج عن القياديين البارزين في “كتائب القسام” بالضفة الغربية: إبراهيم حامد وعبدالله البرغوثي ضمن الصفقة، حيث تم الاتفاق على ترحيلهما إلى العاصمة السورية دمشق”. وأكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن عائلة الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أبلغت بأنه سيكون ضمن المفرج عنهم في صفقة التبادل مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة، عن شقيق البرغوثي قوله إنه حسب المعلومات التي وصلت العائلة، فإن مروان والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات سيفرج عنهما في إطار الصفقة وينقلان للضفة الغربية. لكن النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم - الموجود في لندن حالياً- قال إن إسرائيل لن تفرج عن البرغوثي وسعدات في إطار الصفقة. لكن مصدرا مسؤولا بـ”حماس” في دمشق، إن عقدة التفاوض تتمثل في إصرار الجانب الإسرائيلي على نفي بعض الأسرى المنوي الإفراج عنهم للخارج. وأضاف المصدر، في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، “ليس هناك حتى الآن موافقة على الشرط الإسرائيلي من قبل الجانب الفلسطيني”. وأشار المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أن مشكلة عدد الأسرى الذين تنوي إسرائيل الإفراج عنهم قد حلت. وقال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عضو المكتب السياسي أبو أحمد فؤاد المقيم في ضواحي دمشق “نحن وكل فصائل المقاومة نصر على إطلاق القيادي المناضل الفلسطيني أحمد سعدات والقيادي المناضل مروان البرغوثي دون ان يتم ترحيلهما الى خارج الاراضي الفلسطينية.. تفرض اسرائيل شرط ترحيلهما الى الخارج دون تحديد جهة معينة لاستقبالهما”. وطالب القيادي ان يعيشا (البرغوثي وسعدات) في الداخل”. وأكدت أن “حماس” لن تتراجع أبداً عن مطالبتها بالنسبة للاسرى الذين ترفض اسرائيل اطلاقهم، لاسيما أنها أبدت مرونة واضحة في عديد من الملفات، من بينها ملف المبعدين، حيث وافقت على إبعاد عشرات من الأسرى لليمن والسودان وسوريا والعديد منهم للضفة الغربية. ووفقاً للمصادر “فسوف يتم الإفراج عن 450 أسيراً من الذين تصفهم إسرائيل بأن “أيديهم ملطخة بالدماء” وسيتم ترحيل جزء منهم إلى غزة، وجزء آخر لدول عربية مثل سوريا وليبيا والسودان ودول أوروبية مثل إيطاليا، النرويج، إيرلندا واسبانيا”. وطبقاً للمصادر فإن “الوسيط الألماني -الذي تتوسط بلاده في الاتصالات الجارية بين إسرائيل و”حماس” - حصل على موافقة تلك الدول لاستقبال هؤلاء الأسرى”.