الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال يعيشون حياة الأجداد في «أيام الشارقة التراثية»

أطفال يعيشون حياة الأجداد في «أيام الشارقة التراثية»
18 ابريل 2012
في ظل أجواء مرحة وشيقة من الترفيه العائلي، وضمن احتفالات مهرجان "عقد من التراث"، تستقبل أيام الشارقة التراثية في هذه الأيام أعدادا غفيرة من جمهور الزائرين العرب والأجانب الذين يفدون على قريتها من جميع مدن الدولة، مستقطبة الأسر وأطفالها بشكل خاص، لتحقق لهم المتعة الممزوجة بالفائدة، من خلال توفيرها جملة من الفعاليات المتنوعة والبرامج الهادفة التي تعكس التراث الحضاري والإنساني لسكان المنطقة. من خلال سياق تفاعلي مؤثر يشكل حراكا ثقافيا وشعبيا متجددا ومتطورا عام بعد عام. احتضنت أيام الشارقة التراثية في هذا الموسم العديد من النشاطات المتميزة، والتي شكلت نقاط جذب واهتمام للصغار من مختلف الأعمار، موفرة لهم مساحات واسعة ومفتوحة في الهواء الطلق، ومزودة إياها بالأراجيح التقليدية والدواليب الهوائية والألعاب الخشبية الأخرى التي كانت حاضرة في بيئة أهل الإمارات، من خلال محاكة طبيعية لهذا الجانب المجتمعي الذي يمس النمط البسيط لحياة الأسرة الإماراتية القديمة. حرص دائم تقول الزائرة مريم الكعبي “أنا واحدة من زوار القرية التراثية الدائمين، حيث أحرص على زيارة هذا المهرجان السنوي بشكل دوري ولعدة مرات، مصطحبة معي أولادي الصغار بملابسهم المحلية الجميلة، ليقضوا وقتا مرحا وممتعا من اللعب والترفيه، وهم يتنقلون بين أروقة المكان، متعرفين في الوقت ذاته على جوانب مهمة من تراث وتاريخ بلدنا العريق، مستكشفين ماضي الآباء والأجداد، وزمن حياة الأولين وأنماط حياتهم ومعيشتهم بكل ما تتضمنه من أصالة، وبساطة وجمال”. وتتابع “في رأيي أن اصطحاب الأبناء ومن أي فئة عمرية كانت لزيارة هذا الحدث التراثي أمرا مهما جدا، لأن كل حيثيات المكان تثير طبيعة الفضول المعرفي لدى الأطفال وتحفز عقولهم الصغيرة على الاكتشاف والتفكير والمقارنة، لأنهم ببساطة يجدوا أنفسهم في زمن آخر، ليشهدوا على نماذج مختلفة من البيئة الساحلية والزراعية والجبلية، مع المهن التقليدية والحرف اليدوية....ألخ، وكثيرا ما يستوقفني أحد أبنائي متسائلا إما عن هذا أو ذاك، متعطشين للمعلومة والفائدة حول كل ما يختص بتاريخ وتراث الإمارات”. ويشير سعيد الظهوري لتواجد الأطفال في قرية التراث، فيقول “ألاحظ تزايدا مطردا وملحوظا لأعداد الأطفال الزائرين لأيام الشارقة التراثية موسم بعد آخر، وأعلله شخصيا نظرا بالزخم الكبير الذي تتضمنه فعاليات المهرجان وبرامجه المختلفة، حيث نرصد جميعا مدى التنوع والتميز الذي تتطور بها هذه النشاطات الشيقة، خاصة تلك التي تهتم بالشطر الأسري وتجمع الأطفال مع أولياء أمورهم ضمن إطار ترفيهي واحد، كما أن تنظيم المرسم الحر وفعاليات الدمى التراثية ونشاط قراءة الحكايات والقصص الخرافية القديمة تستقطب أذهان الصغار وتشد انتباههم إلى حد بعيد، وتعزز لديهم حب الاطلاع والمعرفة”. صور بديعة تظهر نادية الحوسني، موظفة، سرورها باهتمام الأطفال بمهرجان التراث وحضورهم المشهود في كل أرجاء القرية، وتقول “وجودهم مفرح وحضورهم ملحوظ، وهم يشكلون صورا بديعة وإضافة مهمة على مجمل المهرجان، إذ يتوافدون بوجوههم البريئة وملامحهم المبتسمة وهم متشحين بأزياء تراثية ملونة ليكملوا الصورة الجميلة للمكان، وكأنهم جزء حي من منظومة التراث، معبرين بمظهرهم العفوي البسيط عن مراحل زمنية مضت من عمر الإمارات عاكسين الوجه الحقيقي لأسلوب الحياة آنذاك”. وتكمل عنها ابنتها الصغيرة ميرة الكلام، لتقول “آتي إلى هنا مع أمي في نهاية الأسبوع، وأنا مرتدية ثوبي العربي ومجوهراتي الذهبية ويدي مزخرفة بالحناء وكأني ذاهبة إلى العيد، لتصورني أمي عند عريشة الدمى وخيمة البدو، ثم نزور السوق الشعبي لنشتري البخور والعطور والجلابيات، ونتمشى في درب الطيبات لنأكل اللقيمات والحلوى، فأتوجه بعدها للعب مع بقية البنات في ساحة القرية، حيث نتزحلق ونتأرجح ونمرح ونلعب”. وتتحدث أم علي عن حرصها على زيارة ساحة التراث مع أفراد العائلة، فتقول “تتيح لنا هذه المناسبة فرصة رائعة لمتعة الترفيه العائلي، إذ نهتم كأسرة إماراتية بالحضور مع الأبناء والبنات لزيارة أرجاء هذا المعلم التراثي الجميل، فنتعرف معا على تطور فعاليته وتنوع برامجه، متطلعين على المفردات التراثية والتاريخية لمنطقة الخليج، ومستمتعين بموسيقى الفرق الشعبية والرقصات الفلكلورية التي تتفاعل مع حماس وتشجيع الجمهور، فنعيش جميعا أجواء احتفالية حافلة بالتشويق، ونقضي يوما مميزا بكل المقاييس”. تجربة لا تنسى يصف علي (16 سنة) زيارته لقرية التراث حيث تقام فعاليات في إطار أيام الشارقة الثراثية، قائلا «كنت في البداية مترددا وغير مهتما كثيرا بالحضور فأنا أفضل قضاء عطلتي في مراكز التسوق وصالات السينما، ولكن جئت بعد إصرار العائلة ولم أندم على ذلك، فلقد أعجبتني التجربة وتفاجأت بروعة المكان وخصوصيته، واكتشفت معلومات وأشياء في منتهى الغرابة عن حضارة بلدي الإمارات، كما استمتعت بزيارة الدكاكين القديمة والتمشية بين الفرجان الضيقة والتنقل بين العرائش والبيوت، وتعرفت على الأسلحة القديمة والبنادق والتفك، وحملت على معصمي صقرا حقيقيا وتصورت معه، كما صعد أخي الصغير على ظهر الجمل، فقضينا جميعا وقتا ممتعا ويوما مميزا لا شك بأنه سيبقى عالقا في ذهني لسنوات قادمة».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©