الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تمر بفترة حافلة بالمستجدات المرتبطة بتقنية المعلومات والاتصالات

الإمارات تمر بفترة حافلة بالمستجدات المرتبطة بتقنية المعلومات والاتصالات
18 ابريل 2012
نسمع في كل يوم يمر علينا، عن العشرات من أسماء الشركات التكنولوجية، العديدة والمختلفة، التي تناولت كل صغيرة وكبيرة في أمور حياتنا، وأثرت بنا مباشرة، وجعلتنا غير قادرين اليوم عن الابتعاد عنها، وعما تأتينا به من تقنيات و اختراعات تكنولوجية، أصبحت رفيقنا الدائم صباحا ومساءً. منها شركات تعودنا على سماع أسمائها واعتدنا عليها، ومنها شركات أخرى، رغم طول وعمق تاريخها، أطلت علينا مؤخراً، بخطوات ثابتة لا ترجع للخلف، من خلال منتجاتها وأجهزتها التكنولوجية، التي تحدت بها العشرات من المنتجات التكنولوجية المتوافرة في الأسواق، وتمكنت من حفر اسمها في عقول وأذهان المستهلكين الباحثين عن كل ما هو جديد ومميز في هذا العالم التكنولوجي غير المنتهي. قبل أعوام كثيرة، كان المستهلك والزبون عند رغبته في شراء منتج إلكتروني معين، يبحث عن المنتجات المصنعة من الشركات اليابانية والألمانية وحتى الروسية... وكان يبتعد تلقائياً عن المنتجات الصينية، وحتى المنتجات الأجنبية المصنعة في الصين. أما اليوم وخلال الأعوام القليلة الماضية، باتت الصين بشركاتها التكنولوجية، والأيدي الماهرة فيها... من أكبر وأقوى الدول المصنعة لكافة المنتجات التقنية والتكنولوجية، والتي تأتينا بها الشركات العالمية الأجنبية والغربية... والذي كان بالأمس لا يطبع ولا يختم على واجهات هذه الأجهزة والمعدات الأجنبية المصنعة في الصين، بات اليوم أحد الأساسيات المطبوعة على معظم وأغلب القطع التكنولوجية المصنعة، صغيرها وكبيرها، وأصبحت عبارة “صنع في الصين”، تزاحم أسماء الشركات العالمية وشعاراتها المطبوعة على أجهزتها. من هي «هواوي»؟ شركة “هواوي” التكنولوجية الصينية، هي من الشركات الرائدة عالمياً في مجال تقديم شبكات الاتصال عن بعد، خصوصاً الجيل الثاني منها، تم إنشاؤها في العام 1988، في مدينة “شينزهن”. تخدم الشركة الآن 31 مشغلاً من بين أفضل 50 مشغلاً من المشغلات في العالم، وتفتخر الشركة بتخطيها حاجز المليار من المستخدمين لها على المستوى العالمي. وتعد بالإضافة إلى خدمات الإنترنت والاتصال السريع التي تقدمها، من الشركات القلائل حول العالم، التي طرحت أول نوع من الهواتف الذكية فائقة السرعة، التي تأتي بمعالج مركزي رباعي النواة، مصنع من قبلها. سباق المعرفة على ضوء متابعته الوثيقة للتطورات الحاصلة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات التي أُطلقت في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الخمس الماضية، يتحدث “إي شيانج”، رئيس شركة “هواوي” في الشرق الأوسط، إلى صحيفة “الاتحاد” حول أحدث الإنجازات في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، وعن المسؤوليات الملقاة على عاتق الجهات المعنية بهذا القطاع فيما يتعلق بتطوير شبكات النطاق العريض مستقبلاً ودورها في دفع عجلة البعد المعرفي. ويوضح قائلاً: قد شهدت خدمات الاتصالات خلال العام الماضي سلسلة من الابتكارات المتواصلة التي عادت بالنفع على مليارات المستخدمين اليوميين لشبكة المعلومات فائقة السرعة. وعلى صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نمرّ بفترة حافلة بالمستجدات حيال أنواع البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، إذ يتم اتخاذ قرارات هامة يومياً بهذا الصدد، الأمر الذي سيؤثر بدوره على المجتمعات في مجال الرعاية الصحية وحماية البيئة والخدمات العامة للعقد القادم وما بعده. ويتضح الدور المؤثر لتقنية المعلومات والاتصالات بحسب شيانج، عند النظر إلى الترابط الوثيق بين تكنولوجيا شبكات النطاق العريض ونظام التعليم الحالي. فنجد أن العديد من شبكات اتصالات النطاق العريض الجديدة، مثل شبكات “توصيل الألياف الضوئية للمنازل” (أو ما يدعى اختصاراً FTTH) وشبكات الجيل الرابع LTE، تعمل على بناء الأسس الضرورية لمواكبة متطلبات المستخدمين في الإمارات للخدمات القائمة على البيانات والاتصالات الصوتية التي من شأنها الارتقاء بمستوى التواصل والتعاون. وبصفتها أداة أساسية لمجتمع قائم على المعرفة، فلا شك أن التحدي الكبير يكمن في تطبيق هذه الخدمات بأسلوب يعطي الأولوية لتضمين التكنولوجيا الرقمية عبر كافة الأطياف الاجتماعية. يؤكد “شيانج”، أن خدمات تقنية المعلومات والاتصالات لم تقتصر على كونها أصبحت أساسية في مجال التعليم، بل أحدثت تحولاً جذرياً في المجتمع الأكاديمي من خلال إتاحة التبادل السريع للمعرفة. فنحن نشهد سنوياً ظهور المزيد من المؤسسات التعليمية الدائمة وبرامج التدريب المهني عن بعد. ولابد للهيئات التعليمية بكافة مستوياتها تبادل ومزامنة مصادرها وموادها التعليمية. وما الوصول عن بعد إلى المصادر العلمية وحلول التعاون الافتراضي مع الزملاء من الدول الأخرى إلا أمثلة قليلة على الأساليب التي مكّنت هذه المؤسسات التعليمية من توسيع خدماتها عبر الوصول إلى شبكات النطاق العريض. السحابة الإلكترونية ومن أبرز العوامل التي منحت هذه الأهمية لتقنية المعلومات والاتصالات، حسب وجهة نظر رئيس شركة هواوي في الشرق الأوسط، هي إطلاق أنظمة متوافقة مع السُّحب الحاسوبية، تجمع بين التخزين والحوسبة حسب الطلب مع احتواء أدوات متفوقة قائمة على الإنترنت. وقد أفادت مؤسسة IDC العالمية للأبحاث مؤخراً بأن السحب الحاسوبية الخاصة –على وجه التحديد- لاقت إقبالاً واسعاً في المنطقة، ويعود ذلك إلى تأثير التكنولوجيا السحابية على التكلفة والفعالية والسرعة في تطبيق التجهيزات. وأن الاستخدام الافتراضي للمعلومات بهذه الطريقة يتطلب السرعة العالية والنطاق الترددي العريض الذي لا يمكن توفيره إلا عبر شبكات النطاق العريض. ومن الملاحظ أن مجموعة بارزة من الدول الرائدة في مجالي المعرفة والاتصالات كالإمارات العربية المتحدة تستعد للاستفادة من هذا التطور، لا سيما أن من شأن شبكات النطاق العريض التغلب على العوائق التقليدية المتعلقة ببعد المسافة والموقع، الأمر الذي يتيح الاتصال الشبكي للمبتكِرين من الشرق والغرب في أي زمان ومكان. فنجد أن مجموعات مرموقة في الدولة مثل “الشبكة الوطنية للأبحاث والتعليم” (عنكبوت) تبذل جهوداً حثيثة لتوظيف اتصالات النطاق العريض في التعليم العالي عن طريق ربط مدارس الدولة شبكياً مع بعضها البعض ومع المؤسسات التعليمية العالمية. كما قامت وزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة عام 2010 بتفعيل مبادرة “بوابة التعليم الإلكتروني” (E-Learning Gateway)، إذ أعلنت العام الماضي أن كافة المدارس الحكومية في الإمارات ستحظى بأنظمة التعليم الإلكتروني بحلول 2016. اتصالات النطاق العريض ويرى “شيانج” فيما يعتقد أنها الحقيقة التي لا مفر لها، أن كافة هذه الجهود ستحتاج إلى دعم من اتصالات النطاق العريض عالية السرعة إذ لا يوجد بدائل أخرى يمكن لها أن تحقق مثل هذه المبادرات الهامة. وانطلاقاً من هذه الحقيقة، تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بخطى حثيثة لتوفير الدعم الأمثل للاتصالات عالية السرعة، حيث تحتل حالياً المركز الثاني بصفتها الدولة الأكثر اتصالاً عبر الألياف الضوئية حسب “المجلس الأوروبي لاتصالات الألياف الضوئية” (FTTH Council Europe). وقد نالت أبوظبي إشادة كواحدة من أوائل العواصم المتصلة عبر الألياف الضوئية في العالم. وفي دراسة “مؤشر الجاهزية الشبكية” (Networked Readiness Index) لعامي 2010 و2011 الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum)، تم تصنيف دولة الإمارات في المركز الثالث على مستوى العالم من حيث الأهمية التي توليها الحكومة لتقنية المعلومات والاتصالات في رؤيتها المستقبلية. وفيما يتم إحداث المزيد من المؤشرات لقياس تأثير اتصالات النطاق العريض على خدمات التعليم الإلكتروني، يعتقد “إي شيانغ” بأن قيمة مثل هذه الأنظمة ستزداد وضوحاً للأطراف المعنية بهذه الاستثمارات. لتحقيق أقصى إمكانات اتصالات النطاق العريض عالية السرعة، يشير “شيانج” إلى أنه لابدّ من تصور التكنولوجيا بكافة أوجهها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تأثير هذه الاتصالات لا يقتصر على الحاسوب فحسب، بل يتعدى ذلك إلى مجالات كثيرة. فبعض التقديرات تشير إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ينمو بنسبة تبلغ 50% بين 2010 و2013، ويشهد الشرق الأوسط واحداً من أعلى معدلات انتشار أجهزة الاتصالات النقالة في العالم بنسبة 200% في دول مثل الإمارات العربية المتحدة، علماً بأن دولة الإمارات تقدم واحدة من خدمات الإنترنت والهاتف الأعلى تكلفة في العالم، رغم سلسلة من التخفيضات في الرسوم على مدى السنوات القليلة الماضية، وتعتبر رسوم اتصالات النطاق العريض في الدولة أعلى تكلفة بكثير من تلك الموجودة في أوروبا وغيرها من الأماكن. ومن شأن اتصالات النطاق العريض عالية السرعة والمنظمة على نحو ملائم أن تُحدث تحولاً في نماذج الأعمال في القطاعين العام والخاص، فضلاً عن تعزيز المشاركة العامة التي ستغيّر السمات الجوهرية للمؤسسات التعليمية والمجتمعات المحيطة بها. وهذا يتطلب التزاماً طويل الأمد بتضمين التكنولوجيا الرقمية من خلال: ? إحداث منظومة اقتصادية متكاملة تدعم الاستثمارات طويلة الأمد اللازمة للبنية التحتية المستقبلية لتقنية المعلومات والاتصالات. ? تحديد الأولويات المشتركة المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية، سواء كانت في مجال التعليم أو حماية البيئة أو الخدمات العامة. ? قياس ودعم مزايا الاتصالات الرقمية من القاعة الدراسية إلى مجلس الإدارة. مجتمع متصل شبكياً فيما يعتبر إنشاء شبكات النطاق العريض أمراً أساسياً لتطوير التعليم، فإن الثمرة الكبرى لذلك هي تحقيق مجتمع متصل شبكياً. وعلى ضوء ذلك، لابد أن يتحول محور السجال المتعلق بشبكات النطاق العريض من “ما إذا كان سيتم إنشاؤها” إلى تحديد الخدمات التي ستتيحها، وما ستحققه هذه الخدمات للناس عبر أنحاء العالم العربي في نهاية المطاف.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©