الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجريب ومحاكاة الواقع أبرز ملامح أفلام الشباب والطلبة

التجريب ومحاكاة الواقع أبرز ملامح أفلام الشباب والطلبة
18 ابريل 2012
في مهرجان الخليج السينمائي الذي اختتم فعالياته الاثنين الماضي في دبي، بدت تجارب الشباب الخليجيين مع السينما متعددة الاتجاهات، رغم بعض الاتفاق في جوانب منها، وتفاوت مستوى التجارب من بلد إلى آخر، سواء كان على مستوى حجم الإنتاج والمشاركة أو نوعيتها. “الاتحاد” التقت بعدد من السينمائيين الخليجيين الشباب الذين شاركوا في المهرجان وذلك لإلقاء الضوء على تجاربهم. عمر شبانة (دبي) - قدم مروان الحمادي فيلما وثائقيا قصيرا “15 دقيقة”، ضمن فئة الطلاب، بعنوان “قطط”، وهو يعالج عبر كاميرا الديجيتال موضوع تربية الحيوانات في البيوت، ويبحث في مخاطرها والأذى الذي يلحق بها أيضا من قبل من يربونها، وعلاقة ذلك بالبيئة. الفيلم الذي يقدمه الحمادي كما يقول يركّز على أربعة أنواع غريبة من القطط التي تعيش في المنازل الإماراتية، فيستكشف نمط معيشتها اليومية، والتفاصيل المرتبطة بتربيتها، وشغف مالكيها بها، والمصاعب والتحديات التي تواجه مالكي هذه الحيوانات البرية. اكتساب الخبرات ويأتي الفيلم كما يؤكد الحمادي ضمن دراسته للإعلام والإعلام التطبيقي تحديدا “كلية التقنية بدبي”، ويتحدث الحمادي عن حصيلته من المشاريع الفيلمية في الجامعة، فيقول إنه أنجز ثلاثة أفلام كانت تنفيذا لمشاريع دراسية، وإن الكلية هي التي توفر كل المستلزمات للطالب لينجز مشروعه، وليس ثمة من معاناة على صعيد التمويل خصوصا لمن نجحت تجارب سابقة له في الكلية، وإذا كان ثمة من مشكلة فهي المتمثلة في غياب التخصص عن الدراسة. طموح الحمادي أن تتاح الفرصة له ولأفلام الشباب الإماراتيين عموما للمشاركة في مهرجانات خارجية، فمثل هذه المشاركات توفر للشباب فرص الاحتكاك واكتساب الخبرات والاضطلاع على ما وصلت إليه السينما، وإمكانية طرح أفكار جديدة وبجرأة كافية لمعالجة أفكار الشباب وهمومهم، بما يعبر عن مواكبة التطور على الساحة، مع تركيز على المجتمع ومشكلاته. أما التجارب السينمائية الأكثر تأثيرا به كونه يعمل في حقل السينما الوثائقية، فيشير إلى تجربة المخرجة نجوم الغانم. «رائحة الجنة» “رائحة الجنة”، مدته 5 دقائق، من تأليف وتصوير ومونتاج وإخراج محمد سويدان، بطولة الفنان منصور الفيلي. وسبق للمخرج أن عمل في مشاريع سينمائية عدة، إضافة إلى فيديوهات موسيقية بصفته كاتبا ومصورا ومخرجا ومديرا فنيا، كما عمل في تصميم الحركة. الفيلم الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية الخليجية لأفلام الطلبة القصيرة، يقول عنه سويدان إنه «مقتبس من قصة حقيقية قرأتها وأعجبتني كثيرا، فقررت تحويلها إلى مادة بصرية لتصل إلى أكبر عدد من الناس. حيث يقوم على فكرة دخول شخص إلى محل صائغ في سوق الذهب في دبي، ويطلب منه أن يلمع له خاتمه، وبينما الصائغ يرى هذا الغريب، فإن الزبائن الآخرين لا يرونه، ويعجبون من انشغال الصائغ عنهم. ثم يقوم الغريب بمنح الصائغ منديلا يشم فيه ريح الجنة». وحول اختياره للعمل وإنتاجه وتمويله يقول سويدان “الفيلم كان مشروع لصف الأفلام القصيرة الذي كنت أدرسه السنة الماضية، وقد كنت اخترت فيلما آخر إلا أنني غيرت رأيي واخترت هذه القصة في اللحظة الأخيرة وقبل أسبوع من موعد التسليم النهائي، وفي ذلك الوقت كان إنجاز الفيلم شبه مستحيل لأننا واجهنا مشاكل في العثور على محل مجوهرات للتصوير، بالإضافة إلى انسحاب معظم الممثلين قبل بدء التصوير بفترة وجيزة. أما بالنسبة للتمويل فمعظم المعدات التي استخدمناها وفرتها لنا كليتنا، وقمت أنا بتغطية باقي التكاليف من خلال مؤسسة “أفلام بارجيل”. أما عن بطل الفيلم فقال سويدان “منذ أن شاهدت فيلما له في مهرجان الخليج السابق وقع اختياري على الفور على الفنان الإماراتي منصور الفيلي للعب الشخصية الرئيسية في الفيلم، ورغم أن الوصول إليه لم يكن سهلا، ورغم انشغالاته وافق على التمثيل فورا دون قراءة السيناريو، فهو يعد أحد الداعمين الرئيسيين لسينما الشباب، و بنسبة لي فأنا أعتبره أبي الروحي في السينما. التجربة العمانية وللسينمائيين العمانيين الشباب همومهم ومشكلاتهم التي تجعل إنتاجهم ضئيلا ومشاركاتهم قليلة وخجولة، فمن عمان يشارك في المهرجان كل من عبد الله خميس والدكتور ميثم الموسوي. يقدم عبدالله خميس فيلم “الفرّاخ” (popcorn من تأليفه وإخراجه، وهو فيلم روائي قصير (11 دقيقة)، ويتناول حياة إنسان من لحظة ميلاده إلى كهولته، رحلة مليئة بالرموز والبراءة والفنتازيا برؤية خاصة. بينما يقدم الموسوي فيلما رومانسيا بعنوان “رنين” تظهر فيه مجموعة من الذكريات. حول السينما في عمان يقول عبد الله خميس إن التجربة السينمائية العمانية ما تزال غضة العود، ويوضح: بدأت السينما في عمان في أواخر الثمانينيات، وما تزال التجارب الناضجة قليلة، وليس في الإمكان الحديث عن أجيال، فجيل الشباب اليوم متواصل مع الجيل الأول، والهموم التي تتناولها تتركز على العودة إلى الجذور وخصوصية المكان جغرافيا وتاريخيا، وفي أفلامنا الشبابية نحاول تقديم الجديد من خلال اطلاعنا على تجارب الآخرين، وللأسف فإن الحياة السينمائية في عمان ليست غنية إلى الدرجة التي تقدم خبرة للشباب المقبلين على عالم السينما. ومثله يتحدث الموسوي عما يسميه محاولة كسر حاجز الاحتراف من قبل الشباب، واستخدام كل الإمكانيات الجديدة من كاميرات ومواد أخرى لتقديم أعمال متميزة. ويضيف: تتميز تجارب الشباب خصوصا بقدر من التجريب الذي يمكن أن يقود إلى التغيير، ولكن يجب أن نشير إلى تداخل في الأجناس السينمائية مثلما هو الحال في الفنون والأدب. «أسوار خفية» بالانتقال إلى السينما في اليمن، يبدو أن ما يقوله بعض اليمنيين يشير إلى غياب شبه كامل للتجارب السينمائية، وفي اللقاء مع المخرج سمير النمري صاحب فيلم “أسوار خفية” الوثائقي التسجيلي “25 دقيقة” يقول: حاولت في هذا الفيلم رصد ما أستطيع من صور العنف والعذاب والخراب التي تحدث في اليمن، صور ما فوق الفنتازيا، وعرض هذه الصور أمام العالم، والمشكلة أن التجارب القليلة في الأفلام اليمنية لا تجد فرصة لعرضها ومشاهدتها، فهناك تهشيم وتهميش للبنية السينمائية، كصناعة ودور عرض وإنتاج، وذلك من قبل جهات كثيرة في المجتمع، ما يجعل السينما غائبة تماما في اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©