الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استنساخ فضائي!!

18 ابريل 2012
لم أندهش من اتجاه كثير من المطربات لتقديم برامج مسابقات أو منوعات على الفضائيات، خاصة بعد أن هبط سوق الأغاني في بورصة الفن، وطردت بعض شركات الإنتاج مطربيها من جنتها، نتيجة لقرصنة الأغاني على الإنترنت، وهبوط أسهم بعض المطربين على الساحة وركود سوق الكاسيت، ما عرضها لخسائر فادحة. كل هذا دفع بعض المطربات للركض خلف برنامج أو مسابقة على شاشة الفضائية، بعد أن جلسن على رصيف الغناء بلا عمل.. فبعضهن لا يجدن الأغنية التي تناسبهن لتقديمها للجمهور، وبعضهن الآخر يخشين اختيار أغنية قد تكون ضعيفة ما يسبب صدمة للجمهور، ويقلل من رصيدهن الفني.. والبعض الثالث “راحت عليهن” ولم يعدن يجدن قبولاً لدى جمهور الطرب، نتيجة تقدمهن في السن. والغريب أن جمهور المشاهدين، فيما يبدو، لم يعد يتقبل نجمات الغناء كمقدمات برامج أو مشاركات في مسابقات غنائية، والدليل أن كل مطربة تشارك كمقدمة أو كعضو لجنة تحكيم في برنامج مسابقات، نراها تتعرض لهجوم شرس من جانب الجمهور، وهذا أحياناً نتيجة تجاوزاتها التي تصدم المشاهد، لعدم خبرتها في عالم التقديم، وأحياناً أخرى نتيجة سلوكياتها الغريبة والمشينة التي لم يعتد عليها المشاهد من جانب هذه النجمة أو تلك.. فمقدمات البرامج مثل لطيفة في “هيك بنغني”، وأصالة في “صولا”، ورولا سعد في “رولا شو”، ومايا دياب في “هيك بنغني”، وغيرهن، مثل ميرفت أمين ودلال عبدالعزيز في “ميرفت ودلال”، لم يحققن النجاح المتوقع منهن، خاصة وأنهن اعتمدن على نجوميتهن وأصبحن لا يقدمن ما يرضي ذائقة المشاهد، وبالتالي تظهر البرامج باهتة وبلا طعم أو لون أو رائحة.. فبرنامج “صولا”، مثلاً، قد تعرض لنقد لاذع عبر مواقع التواصل الاجتماعي من جانب الجمهور، فبجانب فكرته المستهلكة في الإخراج والديكورات وأسلوب التصوير، فإنه يعاني من رغبة أصالة الدائمة في مشاركة الضيوف الغناء طوال الوقت، لدرجة أنها تنسى أحياناً أنها مقدمة البرنامج، ونراها تغني أكثر من المطرب الذي تستضيفه، الأمر الذي يفوت على المشاهد فرصة الاستمتاع بمطربه أو مطربته المفضلة، والذي يود أن يستمع إلى جديده، وإلى أسراره في الوسط الفني.. في نفس الوقت يرى البعض أن مخرج البرنامج طارق العريان “زوج الفنانة أصالة”، يترك الأمور تسير على هوى زوجته، حتى تفرض نفسها وصوتها على المشاهد رغماً عنه ورغماً عن الضيف الذي يجلس في انتظار أي فرصة ليغني..! لذا فإن تجربة المطربات والممثلات في التقديم، لا تزيد عن كونها نوعا من الإفلاس الفني، في بعض الأحيان، فالفنانة أو المطربة التي تجد نفسها بلا عمل خلال عدة شهور، نراها تقفز على إحدى الفضائيات لتقديم برنامج أو للمشاركة في مسابقة، وكأن الموضوع تحول إلى نوع من “الاسترزاق” ليس أكثر، بغض النظر عن الاستفزازات التي يتعرض لها المشاهد وهو يجلس في بيته، من جراء مشاهدته لبرامج ضعيفة المحتوى والمضمون، ولا أحد يدري ما الهدف منها..؟ لذا لابد وأن تحترم هؤلاء النجمات هذا المشاهد، ويحترمن ذائقته بتقديم برامج هادفة ومختلفة، بعيداً عن التكرار والاستنساخ الذي طال أغلب برامج الفضائيات، وكأن الأفكار قد نضبت، والإبداع قد أصبح سلعة “ناقصة” في السوق!! soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©