الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحنظل نبتة صامدة في صحارى الإمارات

الحنظل نبتة صامدة في صحارى الإمارات
25 يونيو 2010 21:45
ما زالت نبتة الحنظل، التي ضرب العرب الأمثال بمرارتها، حتى قيل «أمرّ من الحنظل»، صامدة حتى اليوم بل إنها تنمو وتترعرع في صحراء الخليج العربي كالإمارات والسعودية والكويت والعراق، وخاصة في فصل الصيف. ينمو الحنظل الأكثر مرارة ويزهر في هذه الأيام، لكن ثمة نوع آخر منه ينمو في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو أقل مرارة من حنظل المناطق الصحراوية، ففي حال زرع إلى جانب نباتات أخرى أو أضيفت لبذوره مواد أو بذور عشبة أخرى، فإن مرارته تنكسر وينقلب مذاقه ليصبح مائلا إلى الحلاوة، إلا أنه يفقد في هذه الحالة خصائصه الطبية مع محافظته على خصائصه الغذائية، لأن بعض اشتراطات الأدوية تتطلب توفر المرارة وجزء من السُمّية. ويصف ابن منظور في كتابه «لسان العرب» نبات الحنظل بقوله: «إنه نبات حولي زاحف من العائلة القرعية يفترش الأرض وأوراقه خشنة مرّة تخرج من تحتها خيوط تلتفت على النباتات والأوراق القريبة منه لتتثبت بالأرض، أما أزهاره فصفراء فيها عدة بتلات وثماره الخضراء مرة أيضا شكلها كروي كما البرتقالة، لكن لها شكل البطيخ حين يصبح جاهزاً لقطفه في الخريف. والحنظل نبات معمر وزاحف سيقانه زاحفة على الأرض بطول مترين، ويمتد بشكل زوايا خشنة الملمس مع شعيرات حادة، وأوراقه مثلثة الشكل ذات فصوص ريشية خشنة الملمس. ومن أسمائه الأخرى «العلقم» و»الشرّي». وتجد العرب في الحنظل بعض الفوائد الغذائية، فقشرته ولبّه يحتويان على أنسجة وألياف تحمي جدران المعدة، شأن معظم النباتات القرعية، كما يأكلون حب الحنظل ويسمونه «الهبيد». وروى المنذري «إن الهبيد هو شحم الحنظل يستخرج منه ويجعل في الماء والسكر ويترك فيه أياما، ثم يضرب ضربا شديدا ليخرج وقد نقصت مرارته، ثم ينشر في الشمس ويطحن، يضاف إليه السكر أو الملح ليعجن مع طحين القمح وبعض المبهرات التي تكسر شدة مرارته نوعا ما ولا تلغي قيمته الغذائية وتسمى «العصيدى». وقد وجد ابن سينا مجموعة خصائص طبية في الحنظل، ذكرها بقوله: «تتجلى خصائص الحنظل في كونه معالجا للأمراض الجلدية والبثور، وآلام المفاصل وعرق النسا، كما أنه يسهل عملية قلع الأسنان، ويسهل خروج البلغم وينفع في أمراض الكلى والمثانة، كذلك فهو ينفع لحالات كتم المعدة وعسر الهضم». أما المهندس الزراعي محمد الخياط، فيشير إلى أن فوائد الحنظل لا تقتصر على الإنسان، بل تشمل فوائده بعض الكائنات الحية كالحيوانات والنباتات، حيث يمدّ النباتات والأعشاب القريبة منه بالقوة والطاقة للنمو، على عكس المتعارف عليه في حالات أخرى تلتف فيها النباتات على نباتات أخرى فتخنقها وتعطّل نموها. كما تأكل قشره الإبل وتتلذذ بمذاقه في شهور الصيف، وتقرض جرذان الصحراء لبه وتنقر الطيور حباته، فتقتات عليه جميعها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©