الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

4 أبيات غزلية تدخل راشد الرميثي عالم الشعر

4 أبيات غزلية تدخل راشد الرميثي عالم الشعر
18 ابريل 2012
استضافت “الاتحاد” الشاعر راشد الرميثي، أول إماراتي يفوز ببيرق “شاعر المليون” بعد خمس سنوات من انطلاق المسابقة. وسرد الرميثي حكايته مع الشعر وجوانب خفية من شخصيته لا يعرفها كثيرون، بدءاً من أبوظبي حيث المنشأ والمقام، إلى العاصمة البريطانية رافعاً راية العلم حيث التحق بأرقى الجامعات لدراسة إدارة الأعمال، ثم العودة إلى الوطن ليحمل راية لا تقل ألقاً وإشراقاً عن راية العلم، وهي راية “شاعر المليون”، مصحوبة باللقب الغالي الذي أهداه لأهله ومحبيه في الإمارات. وأكد أن الجائزة التي فاز بها في المسابقة ستذهب في أعمال الخير، وربما يستقطع جزءاً منها ليقيم مشروعاً خاصاً به. إرهاصات صاحب بيرق “شاعر المليون 5”، راشد الرميثي الشعرية الأولى بدأت في المرحلة الثانوية عبر أربعة أبيات غزلية أنشدها في حبيبة مجهولة، كون قلبه لم يكن عرف الحب بعد، فكانت الأبيات تعبيراً عن عواطف فترة المراهقة، غير أنها بشّرته بوجود موهبة شعرية يجب الاعتناء بها وطرحها على الجمهور في إطار متميز ومختلف، وهو ما أكدته الإشادات التي نالها حين ألقى قصيدة في أحد المنتديات الشعرية التي أقامها خاله سفير الدولة في سويسرا والشاعر سعادة محمد عتيق الرميثي، ولاقت القصيدة إعجاباً لم يكن يتوقعه من الحضور وهو ما شجعه على المضي قدماً في مسيرته الشعرية، وبعد ذلك توالت المشاركات في “أصبوحات” شعرية نال فيها جوائز ودروعاً وشهادات تذكارية، أصبح بمقتضاها عضواً فاعلاً في المجتمع الشعري الإماراتي. مواهب عائلية أكد الرميثي أن حبه للغة العربية والشعر بنوعيه النبطي والفصيح، وتأثره بالبيئة العائلية كان لهما فضل كبير في تعلقه بعالم القصائد والأشعار، حيث يوجد أفراد كثيرون في محيط الأسرة يمتلكون الموهبة الشعرية، وأشهرهم الجدان عتيق ومحمد بن جمعة الرميثي، وهما من الشعراء المعروفين في الإمارات ومنطقة الخليج ولهما باع واسع في الشعر النبطي. وبالحديث عن مسابقة شاعر المليون ولحظات القلق التي ساورته في الإخفاق والخروج منها، نفى الرميثي وجود أي مشاعر للقلق خلال مراحل المسابقة وأكد “كان جل تركيزي في إيصال صورة مشرفة عن الشاعر الإماراتي في هذا المحفل الأدبي الثقافي الكبير، ولذلك لم يخالجني أي شعور بالقلق، بل كان حب المتابعين ووجودي بين الأهل في الإمارات ملازمين لي ويمنحانني الثقة بالنفس، والتطلع لتحقيق هدف الوصول للبيرق والحصول على اللقب”. وعلّق الرميثي على مستوى الشعراء المشاركين في النسخة الأخيرة من “شاعر المليون”، قائلا إنه ليس هناك معيار محدد لتقييم الشاعر وإنما كل واحد له أسلوبه وطريقته في مخاطبة ذائقة معينة من عشاق الشعر. وأضاف “أعتقد أن جميع نسخ شاعر المليون تعج بشعراء متميزين ومتفردين في أسلوبهم، والأهم من مسألة التحديات والمنافسات أن البرنامج أظهر عدداً كبيراً من الشعراء في الساحة ووجد قبولاً كبيراً، رغم عدم حصولهم على جوائز أو مراكز متقدمة، وأكبر دليل هو خروج الشاعر الكويتي الموهوب بدر المحيني من المسابقة، ومع ذلك أصبح هناك مريدون ومحبون لما يقدمه هذا الفنان الشاعر، الذي لم يكن معروفاً من قبل على الساحة الشعرية، ومن ثم كان ظهوره وأمثاله على منصة الشعر العربي وتحقيق التواصل المباشر مع الجمهور هدفاً أسمى لدى البرنامج، استطاع منظموه تحقيقه في أقصر مدة”. وفيما يتعلق بمستوى الشعراء الإماراتيين، قال الرميثي إن صعود اثنين من أربعة إلى الحلقة النهائية يعتبر إنجازاً طيباً للشعراء الإماراتيين، خاصة أن كلاً منهم كان له أسلوبه المختلف والمتميز عن الآخر. وقال “حتى من خرجوا في المراحل الأولى صار لهم صيت وجمهور في الدولة، وخدمهم البرنامج مثل ما خدمني أنا وأخي أحمد بن هياي المنصوري، فكان مستوى الشعراء الإماراتيين ماميزاً بإجماع الآراء، والأجمل في هذا الإطار أنهم جميعاً كانوا من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً. ولعل انتهاء المسابقة بحصد الإمارات للمركزين الأول والثاني أبلغ دليل على قوة مشاركة الشعراء الإماراتيين وبصمتهم المتميزة في شاعر المليون”. ملاحظات قيمة أوضح الرميثي أن إذاعة المسابقة عبر الفضائيات أعطتها زخماً غير اعتيادي عبر إتاحة الفرصة لعشرات الآلاف لمتابعة الشعراء على منصة شاطئ الراحة، وبالتالي فإن الاهتمام الإعلامي ببرنامج ومسابقة شاعر المليون يعتبر عاملاً رئيسياً في إنجاح هذا البرنامج، ومنحه هذا الانتشار الواسع بين الشعراء والجمهور في العالم العربي. ومن المواقف الطريفة التي يذكرها الرميثي خلال مراحل المسابقة، أن الحلقات التي تأهل فيها بالتصويت كان ينجح معه السعودي سيف السهلي، وفي الحلقة الأخيرة عندما وجده يقف إلى جواره قبل إعلان النتيجة بلحظات خاطبه الرميثي مازحاً: “أنت ورايا ورايا”، فما كان من السهلي إلا أن ابتسم وأجاب ضاحكاً “الله لا يفرق بيننا”، وتبعها إعلان النتيجة، غير أنه فرق بينهما بالفعل بحصول الرميثي على المركز الأول والسهلي على المرتبة الثالثة. وحول علاقة لجنة التحكيم بالشعراء وانعكاس ذلك على مجريات المسابقة، أكد الرميثي أن حيادية اللجنة أسهمت في إعلاء شأن المسابقة وإكسابها مصداقية عالية، من خلال ما تعطيه من ملاحظات قيمة وذات مصداقية للشعراء خدمتهم خلال مراحل سير البرنامج وهو ما ظهر من خلال محاوراته مع زملائه الشعراء، كون وجود عديد من أعين لجنة التحكيم على النصوص والشعراء أدى إلى ارتقاء مستوى الشعراء، وساعدهم على إدراك أشياء لم يكونوا ينتبهون إليها في بعض النصوص. أكبر المكاسب عن الشعراء والعلاقات بينهم خلال المسابقة، ذكر الرميثي أن علاقته بزملائه الشعراء كانت من أكبر مكاسب البرنامج. وأضاف “شعرت بأني اندمجت مع أغلب الشعراء، فالبرنامج أتاح فرصة التواصل بين شعراء الخليج وتبادلنا المعرفة والخبرات وتعلمنا كثيراً من بعضنا بعضاً، وأنا على يقين بأن التواصل سيكون مستمراً بإذن الله خلال الفترات القادمة، وأنا أوجه لهم التحية على طيب الأوقات التي قضيتها معهم خلال شاعر المليون وأعتقد أنها من أجمل الأوقات التي عشتها مع عالم الشعر والشعراء”. وحول قيمة شاعر المليون في ساحة الشعر العربي، أكد الرميثي أن هذه القيمة ظهرت بجلاء منذ الموسم الأول، حيث أعاد البرنامج إنعاش الحركة الأدبية سواء لدى الشعراء أو المتذوقين، بحيث صار هناك أتباع ومريدون للبرنامج ومتأهبون لمتابعة حلقاته، وأخذ الشعر يعود هواية مرة أخرى لدى كثير من الناس بعد الهجمة التكنولوجية التي طالت كل مناحي الحياة، ورغم انتقادات البعض للبرنامج، فهو في النهاية يتيح فرصة للشعراء، وللشاعر أن يحسن استخدام هذا المنبر أو يسيء استخدامه. ولفت إلى دور مسابقة شاعر المليون في الترويج للشعر النبطي بشكل متميز خارج حدود منطقة الخليج، حيث كان محصوراً في هذه المنطقة، ولكن بعد البرنامج بدأ الاهتمام بهذا اللون الشعري يتزايد، وهو ما نراه من محاولة الكثيرين من أنحاء العالم العربي المشاركة في المسابقة، من دول بعيدة عن الخليج مثل مصر وتونس والمغرب وموريتانيا والعراق واليمن. وعن مشروعاته الشعرية بعد هذه المرحلة، شدد صاحب البيرق على أنه لا بد لأي شاعر أن يحسب خطواته بحذر، لأنه من ناحية الأداء الشعري من الطبيعي أن يحافظ عليه ولكن ما يجب التركيز عليه، أن تكون المشاركات القادمة ذات قيمة مضافة له وللمجتمع الشعري وليس مجرد الظهور في الساحات والمنتديات. وفي سياق متصل، أوضح الرميثي أنه لا يميل إلى لون أو غرض شعري محدد، ويسعى إلى تنوع الأغراض في الألوان الشعرية التي يستطيع أن يضيف لها، فلا ينحاز إلى لون معين، ولكنه يبحث عن المنحى الذي يستطيع أن يضيف إليه جديداً من ناحية الأفكار والتعابير الشعرية ولا يكرر ما قاله السابقون. الوجه الآخر بالانتقال إلى الوجه الآخر من شخصية الرميثي، قال إن لكل إنسان مواقف أو مرجعيات أو ناساً أثروا في تكوينه، وبالنسبة له يأتي الوالد في المرتبة الأولى كونه أكثر شخص تأثر به، وذلك لتقارب الهوايات. وتابع “والدي لم يتجاوز الرابعة والأربعين وهذا ما يجعلني أشعر بأن أفكارنا وتوجهاتنا متشابهة إلى حد كبير وأرى أنه خير مثال أقتدي به في الحياة الشخصية والعملية، لما يتميز به من سمات التعامل مع الأمور بتوازن، والقدرة على معاملة الناس بخلق حسن كما أوصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم”. وعن علاقته بأولاده ميرة، وأحمد، قال ضاحكاً “أنا أب حنون جداً وألاعبهما باستمرار طالما كنت في البيت وإذا مرض أحدهما لا قدر الله لا يهدأ لي بال حتى يعافيه الله، وهو ما حدث أثناء المرحلة قبل الأخيرة من المسابقة، حيث كان أحمد يعاني من التهاب في الغدة ويرقد في المستشفى، وكنت أخرج من البرنامج مباشرة إلى المستشفى للاطمئنان عليه”. وعن لقب شاعر المليون وما أضافه له على الصعيد الشخصي والمجتمعي، أكد أن المشاركة في البرنامج والفوز أضافا له الكثير وصار لديه معارف طيبون في المجتمع، وصار هناك تواصل مع جهات كثيرة سواء على مستوى الأشخاص أو المؤسسات، وهذا نتيجة طبيعية لحجم وصدى شاعر المليون في الإمارات والمنطقة. علاقة متوازنة وصف علاقته بالأصدقاء والناس بأنها متوازنة، مستحيل أن يعيش الإنسان في عزلة دائماً، ويصعب عليه أيضاً أن يعيش مع الناس باستمرار، ويجب أن يقسم وقته بين العمل والأسرة والأصدقاء وأوقات قليلة يختلي فيها بذاته، والاختلاء بالذات مطلوب لمراجعة النفس والأفكار، خاصة بالنسبة لأهل الشعر، الذين يعتمدون في أدواتهم على ما تجيش به نفوسهم في لحظات الاختلاء. وذكر أن أفضل الأماكن التي يحبها الأماكن الطبيعية، وهو ما يدفعه دوماً إلى الذهاب للمزرعة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، ولا يحبذ الذهاب إلى المراكز التجارية وغيرها من أماكن التجمعات إلا للضرورة، وفي السفر يستهدف الأماكن التي تتميز بالطبيعة والتي توجد فيها الجبال والأنهار، فحينما يذهب لباريس يذهب إلى المناطق الريفية والوديان وغيرها من الأماكن الطبيعية الساحرة. وقال إن أحب مدينة إليه في أوروبا هي ميونيخ في ألمانيا لأن موقعها استراتيجي في منطقة أوروبا الغربية، ومنها يمكنك أن تنطلق بسهولة لزيارة أي دولة أوروبية بسهولة. وفي الدول العربية يحب زيارة القاهرة رغم ازدحامها وضجيجها، إلا أن لها نكهة مختلفة تجذب عشاقها، وأضاف “ربما أحب القاهرة بالوراثة لأن والدي سبق له أن درس وعاش في القاهرة سنوات عديدة”. يوم من حياته عن الكيفية التي يقضي بها يومه، قال إنه في الصباح يذهب للعمل بعد ملاعبة طفليه، وحين يعود في الخامسة يجلس مع الأهل لتناول الغداء، لافتاً إلى أنه من المحبين للمنزل والجلوس فيه، ويحرص دوماً على قضاء أوقات مناسبة وكافية داخل البيت، وفي المساء إذا كان هناك وقت يجتمع مع الأصدقاء في إحدى الخيم. ولفت الرميثي إلى أن القراءة تعتبر هوايته الأولى خاصة في مجال الاقتصاد حيث يعتبره هواية قبل أن يكون عملاً، وكذلك قراءة الشعر بجميع أغراضه، النبطي والفصيح، وللرياضة أيضاً نصيب كبير من الهوايات، حيث أن عشقه لكرة القدم مستمر منذ أيام الطفولة إلى اليوم كممارس ومتابع، حيث كان يشارك مع فريق كرة القدم بالمدرسة، وسافر إلى دول عربية عديدة للمشاركة في بطولات مدرسية منها مصر وقطر، كما كان لاعباً في نادي الوحدة حتى سن 16 سنة، بعد ذلك تفرغ للدراسة وبالتالي يعتبر الرميثي نفسه “وحداويا أصيلا”، مؤكدا “أكثر منتدياتي الشعرية أقيمت في المنتديات والفاعليات التي نظمها نادي الوحدة”. وحول الأشياء التي تجعله يغضب، قال “عندما أرى مظلوما ساكتا عن حقه أو مظلوما لا ناصر له”. وعن تلك التي تسعده والأخرى التي تحزنه، أوضح أن أكثر شيء يسعده هو فرحة الناس الذين يحبونه وأكثر ما يحزنه ويجعله في حالة نفسية مؤلمة أن يرى أحدهم حزيناً أو مصاباً بمكروه. وحول المرأة في حياة الرميثي، أكد أن المرأة هي النصف الثاني للرجل والتي تمنحه الاستقرار في حياته، لافتاً إلى أن الزواج منحه استقراراً كبيراً وجعله يحدد أولوياته بشكل واضح. وعن المال، قال إنه لا يحب جمع المال وأهم شيء عنده أن يوفر للأهله احتياجاتهم ويعيش مستوراً. وقدم الرميثي نصيحة لأصحاب المواهب الشعرية الشابة، قال فيها “لاحظت أن كثيرا من شعرائنا الشباب في الإمارات ليس لديهم القدرة والجرأة على طرح ما لديهم من تجارب على الآخرين، ما يؤدي إلى اضمحلال تجربتهم الشعرية. ولكن عليهم المشاركة بإبداعاتهم في المنتديات المختلفة في الدولة، فهذا يؤدي إلى تطوير مواهبهم الشعرية ووضعها في مكان مميز”. لمحة شخصية يعمل راشد الرميثي (25 سنة) موظفاً في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وهو حاصل على دبلوم إدارة الأعمال من جامعة نورث أمبريا في مدينة نيوكاسل في بريطانيا عام 2009، ودرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة كليماث عام 2012، وهو متزوج ولديه ابنة “ميرة” عمرها عامان ونصف العام وابن “أحمد” ويبلغ من العمر 6 أشهر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©