تخطط أستراليا للتحول إلى الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة خلال 10 سنوات، وتشمل خططها مزيجا من كفاءة استخدام الطاقة، وتحويل الوقود، وتقنيات الطاقة المتجددة ذات الجدوى التجارية 100% من احتياجات أستراليا للطاقة من خلال مصادر الطاقة المتجددة.
وناقش البرلمان الأسترالي في الأسبوع الماضي خطة الطاقة الساكنة الخالية من الانبعاثات الكربونية للعام 2020، والتي أعدتها مجموعة بحثية تسمى “زيرو إيميشين”.
وتوضح الخطة “الطريقة ذات الجدوى الاقتصادية والفنية التي تمكن أستراليا من التحول بنسبة 100% الى الطاقة المتجددة في غضون عقد من الزمان، وذلك من خلال استغلال طاقة الرياح، وتركيز ضوء الشمس كعاملين أساسيين. كما ستمثل طاقة الكتلة الحيوية، والطاقة الكهرومائية المستخدمة حاليا، عاملا مساعدا.
وتقول الخطة “يتطلب إنشاء البنى التحتية للطاقة المتجددة المقترحة خلال عشر سنوات، جزءا يسيرا من السعة الكلية لطاقة أستراليا وذلك فيما يخص المصادر، والقوى العاملة، كما ستعادل الاستثمارات المطلوبة بنحو 37 مليار دولار أسترالي سنويا، 3% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن تفادي تكاليف الوقود الأحفوري في المستقبل، يجعل الخطة أكثر جدوى اقتصادية. وباتخاذ القرارات الحاسمة الآن، يعتبر بلوغ 0% من الانبعاثات الكربونية للبلدان ذات الانبعاثات العالية، هدفا حقيقيا وضروريا”.
وتواصل الخطة: إذا حدث بعض التأخير على البرنامج المعلن، فإن الخطة لا تزال تخدم كمخطط لتقليل الانبعاثات الكربونية، حيث تشهد الخطة تحقيق 100% من الطاقة المتجددة في وقت لاحق، بالرغم من أن التأخير سيجلب بعض المخاطر الناتجة عن تجاوز الحدود الآمنة لنطاق النظام المناخي.
وحتى تستطيع أستراليا التحول المباشر، يمكنها في الوقت الحالي استغلال الحلول قليلة التكلفة، كما أن الشبكات الكهربائية التي تعتمد 100% على الطاقة المتجددة، عليها الاعتماد على تقنيات مصرح بها ومتوافرة تجاريا، وسبق استخدامها في مصانع كبيرة.
ويقول ماثيو رايت من مجموعة “زيرو إيميشين” “في الفترة التي سبقت اجتماع الميزانية العامة، نادى تحالف واسع من الأستراليين الحكومة الأسترالية باتخاذ خطوات طموحة تجاه بناء أمة تتفق مع سياسة المناخ؛ ان خطة 0% من الانبعاثات الكربونية التي تهدف أستراليا لتحقيقها بحلول 2020، تتوافق تماما مع هذا الاتجاه، ولقد حان الوقت للبرلمان الأسترالي لتطبيق أجندة سياسة الطاقة والمناخ لتقوية اقتصاد البلاد ببرنامج الطاقة المتجددة المعلن”.
ويمكن لتقنية تركيز ضوء الشمس أن توفر كهرباء متجددة طيلة ساعات اليوم، كما سيشجع الصدق في سياسة الطاقة والمناخ والذي ينبغي أن يكون من أولويات الحكومة، على الإنتشار السريع لهذه التقنيات في أستراليا.
وتنادي الخطة في أن يتم توليد 60% من الكهرباء عبر تركيز ضوء الشمس من خلال إنشاء 12 مرفق للطاقة الشمسية، على أن تأتي النسبة المتبقية (40%) من عدد 8000 من توربينات الرياح موزعة على 23 موقعاً.
وسيرتفع إجمالي الناتج من المحطات النظيفة إلى 325 تيراواط/ساعة في السنة، من 228 تيراواط/ساعة الحالية، مع إعتبار أن استهلاك الطاقة سينخفض الى النصف بحلول 2020، وذلك بمساعدة زيادة كفاءة الاستهلاك.
وتطالب مبادئ أخرى طرحتها الخطة، أن يحافظ هذا التحول أو يعزز تأمين توفير الطاقة لأستراليا، وأن يحافظ أو يعزز تأمين الماء والغذاء، وأن يستمر الأستراليون في التمتع بمستوى معيشي عال، وكذلك تعزيز أو المحافظة على المؤشرات البيئية.
وتتمتع أستراليا بأفضل مصادر الطاقة المتجددة في العالم حيث ينبغي عليها أن تتخذ دورا رياديا في اقتصاد الطاقة المتجددة الناشئ. وما يتطلبه تحقيق هذه الأهداف هو توفر القيادة السياسية والاجتماعية السليمة التي تتمتع بالقرارات الحاسمة والسريعة من أجل تحقيق هذا التحول.
«عن رينيوابول انيرجي فوكاس»
عدد اليوم
