وقود الطائرات الحيوي يحقق نمواً سريعاً

حدث تطور مذهل وسريع في إنتاج وقود الطائرات الحيوي، ادهش كل المهتمين والخبراء في ذلك القطاع. وكان تحقيق هذا النوع من الوقود وقبل سنوات قليلة، يبدو بعيد المنال، ولكن تحت الضغوط المتزايدة على قطاع صناعة الطيران لتحد من انبعاثاتها الكربونية، توحدت جهود شركة بوينج، وشركات أخرى عاملة في القطاع، من أجل زيادة معدل البحوث في هذا المجال. وتقول ميري أرمسترونج نائب رئيس بوينج لعمليات الصحة، والبيئة، والسلامة “لا يمكن تشغيل الطائرات بالكهرباء بنفس الطريقة التي نفعلها في السيارات”. وهذا يعني ان قطاع الطيران سيعتمد على نوع معين من الوقود سواء كان مشتق من النفط، أو النباتات. ويجدر بالذكر ان هذا القطاع يمثل 2% فقط من انبعاثات الكربون في العالم، وبالرغم من ذلك يسعى للقيام بدوره في قضية الحد من الانبعاثات. وساعدت عوامل اضافية قليلة في زيادة وتيرة سرعة البحوث المتعلقة بالوقود الحيوي، بما فيها توفر أنواع الوقود المشتقة من النفط وأسعارها، كما ان هناك الاهتمام الخاص بالتغير المناخي المرتبط بالانبعاثات الكربونية. وأوضحت شركة بوينج انها لا ترغب في الدخول في قضية تجارة الوقود الحيوي، وبدلا عن ذلك، تبذل الشركة ما بوسعها في سبيل دعم تطوير الوقود الحيوي وانتاجه. وفي الماضي، كان اهتمام قطاع الطيران منصبا حول ما اذا كان هذا الوقود يتوافق مع المتطلبات التقنية لوقود الطائرات أم لا، وهي المشكلة التي تم حلها. ويقول دارين مورجان رئيس استراتيجية الوقود الحيوي لشركة بوينج “يعتبر الوقود الحيوي أفضل من الأنواع الأخرى لوقود الطائرات المشتقة من النفط”. كما يعتبر الوقود الحيوي أنظف بنحو 80% فيما يخص الانبعاثات الكربونية، من أنواع الوقود الأخرى المشتقة من النفط. والتحدي الذي يواجه هذا القطاع هو امكانية الحصول على مصادر قليلة التكلفة ومتاحة، كما ان الازمة الاقتصادية الأخيرة لم تساعد في هذا الاتجاه، حيث لم يتوفر المال الكافي لدى الشركات لاستثماره في البدء في إنتاج الوقود الحيوي، وهذا ما يستدعي المساعدات الحكومية الآن. ويعمل القطاع في إنتاج الوقود الحيوي من مصادر الجيل الثاني مثل، الطحالب، والكاميلينا، وهي من عائلة الخردل، والجاتروفا، وهي نوع من النباتات الغير صالحة للأكل والتي تتمتع بحبوب تتميز بانتاجية عالية من الزيوت، وليس في مقدرة هذه المصادر منافسة الجيل الأول من المحاصيل الغذائية مثل الذرة. ويعتبر استخدام المياه من القضايا التي ترتبط باستدامة الوقود الحيوي، وهذا من الأسباب التي دعت القطاع الى البحث عن اشتقاق الوقود الحيوي من النباتات المحلية التي تنمو في المياه المالحة. لكن يعتقد الخبراء انه من الصعب على القطاع الاعتماد على مصدر واحد من مصادر الوقود، ويعتقد قطاع الطيران انه سيحصل على موافقة السلطات التنظيمية باستخدام الوقود الحيوي لتسيير الرحلات التجارية بحلول العام 2011، كما انه تم بالفعل القيام برحلات تجريبية عديدة باستخدام أنواع مختلفة من الوقود الحيوي. ويكمن التحدي في انتاج وقود حيوي للطائرات بكميات كافية، ويمكن القول ان تسيير 50% من الرحلات التي تستخدم الوقود الحيوي، ما زال يحتاج لسنوات عدة. كما ان النسبة الأولى من الوقود الحيوي التي يتم استخدامها لتسيير الرحلات التجارية، ستكون هي الأكثر صعوبة. “عن هيرالد نيت”