حكومة دبي تصدر سندات بقيمة 18,35 مليار درهم

أعلنت حكومة دبي ممثلة بدائرة المالية، أمس عن إصدار سندات بقيمة 18.35 مليار درهم (5 مليارات دولار)، تم الاكتتاب فيها بالتساوي من قبل كل من بنك أبوظبي الوطني ومصرف الهلال، وذلك ضمن برنامج السندات الذي أعلنت عنه في شهر فبراير الماضي بقيمة 73.4 مليار درهم (20 مليار دولار). وقال بيان صادر عن دائرة المالية في حكومة دبي إنه قد تم تحديد قيمة الإصدار بما يتناسب مع متطلبات والتزامات المرحلة الحالية، كما أنه ستتم إدارة عائدات السندات التي أصدرتها حكومة دبي من قبل صندوق دبي للدعم المالي بغرض تعزيز مصادر الصندوق المالية والذي تم تأسيسه بهدف توفير السيولة النقدية على أسس تجارية للدوائر الحكومية والمؤسسات التابعة للحكومة التي تدير مشاريع ذات أهمية استراتيجية داخل دبي من شأنها أن تساهم في تطوير اقتصاد الإمارة. وأوضح البيان أنه سيتم تقسيم الإصدار الأول من برنامج الخمسة مليارات دولار بقيمة مليار دولار بالتساوي على شكل سندات تقليدية لبنك أبوظبي الوطني بقيمة 500 مليون دولار وصكوك لمصرف الهلال بقيمة 500 مليون دولار. وتم تقسيم اكتتاب السندات بالتساوي من قبل كل من بنك أبوظبي الوطني ومصرف الهلال بقيمة 2.5 مليار دولار لكل من الجهتين، في وقت تمت فيه جدولة سحب الاستحقاقات بشكل يتوافق مع أهداف صندوق الدعم. حضر توقيع اتفاقية السندات كل من عبدالرحمن آل صالح مدير عام الدائرة المالية، ومعالي ناصر أحمد خليفة السويدي، رئيس مجلس إدارة بنك أبوظبي الوطني، وأحمد عتيق المزروعي، رئيس مجلس إدارة مصرف الهلال. ويأتي هذا الإصدار بعد أقل من شهر على نجاح حكومة دبي من الانتهاء من عملية تسعير شهادات ائتمانية بحجم إجمالي قيمته 1.25 مليار دولار أميركي بعائدٍ نسبته 6.39% و2.5 مليار درهم إماراتي بعائدٍ نسبته 5.65% تستحق بعد 5 سنوات، وذلك من خلال برنامج لإصدار شهادات ائتمانية بحجم إجمالي قيمته 2.5 مليار دولار أميركي، في خطوة شكلت أول إصدار من نوع الصكوك تقوم حكومة دبي به وأول إصدار مقياسي للأسواق المالية من قبل حكومة دبي منذ شهر أبريل من عام 2008. وتلقى إصدار الصكوك ذات الشريحتين إقبالاً عالمياً كبيراً وطلباً عالياً من أكثر من 300 جهة مستثمرة لتحقق ما يعادل قيمته أكثر من 6.3 مليار دولار وذلك بعد سلسلة من اللقاءات بمستثمرين في كل من هونج كونج وسنغافورة ودبي ولندن. ويرى اقتصاديون في إعلان حكومة دبي إصدار سندات بقيمة 5 مليارات دولار بعد فترة قصيرة من إصدار الصكوك بالخارج يؤكد مجددا وبما لا يدع مجالا للشك على قدرة الإمارة على اختراق الأسواق المالية الخارجية والداخلية على حد سواء ويعكس مدى ثقة الأسواق بتعافي الاقتصاد وعودته إلى النمو. وقال الدكتور ناصر السعيدي رئيس الشؤون الاقتصادية في مركز دبي المالي العالمي: إن هذا الإصدار الجديد يأتي تكمله للبرنامج الذي أعلنته حكومة دبي في شهر فبراير الماضي بقيمة 20 مليار دولار والذي اكتتب المصرف المركزي بعشرة مليارات في شريحته الأولى، مشيراً إلى أن اكتتاب بنك أبوظبي الوطني ومصرف الهلال في إصدار الخمسة مليارات دولار يعكس مدى التحسن الذي تشهده مستويات السيولة في المصارف الوطنية، ويعد تأكيداً على رغبة هذا المصارف في دعم الاقتصاد الوطني بتوظيف سيولتها في السندات الحكومية ذات المخاطر المنخفضة. واعتبر السعيدي أن هذا الإصدار والإصدار السابق في الأسواق الخارجية يؤكد السمعة القوية التي تتمتع بها دبي في الأسواق العالمية والمحلية ويعكس ثقة المستثمرين بها، مشيراً إلى أن ذلك بمثابة دلاله واضحة على تعافي اقتصاد الإمارة ويؤكد كذلك النظر التفاؤلية للمستقبل بناء على توقعات تحقيق نمو مطرد في العام 2010. بدورها قالت مي نصر الله العضو المنتدب في مورجان ستانلي أن الإصدارات التي قامت بها دبي حديثا دليل واضح على قدرتها على جذب المستثمرين من الداخل والخارج، لافتاً إلى أن نجاح هذه الإصدارات يؤكد قدرة دبي على إنجاح عمليات إعادة التمويل لالتزاماتها في الأوقات الصعبة. وقامت دبي بتسديد كافة الالتزامات المستحقة على مؤسساتها والشركات التابعة عن طريق التسديد المباشر أو من خلال إعادة التمويل حتى قبل مواعيد استحقاقها لتبدد بذلك الشكوك التي دارت حول قدرة شركات الإمارة على سداد ديونها في ظل تبعات الأزمة المالية العالمية التي كانت لها انعكاساتها على اقتصاد الإمارة شأنها شأن بقية دول العالم.