السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهارات النسائية تحتفي بالحرف اليدوية في «أيام الشارقة»

المهارات النسائية تحتفي بالحرف اليدوية في «أيام الشارقة»
18 ابريل 2013 20:04
(الشارقة) - الحرف اليدوية من أهم سمات الموروثات الشعبية والثقافة الإنسانية التي تتناقلها الأجيال عبر السنين، وتمثل الرصيد التراثي والإرث الحضاري للشعوب، ومن هذا المفهوم تنطلق في أيام الشارقة التراثية بنسختها الحادية عشرة، من 3 إلى 20 أبريل الجاري، مع مساء كل يوم باقة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تحتفي بمفردات التراث وتروج له. وتعكس الحرف جوانب من تراث الأجداد، وأسلوب حياتهم، وخصوصيتهم التي تميزهم عن الآخرين، كما أنها تؤرخ لجغرافية المكان وتستقرئ صفحات من تاريخه ومحيطه العام، معبرة عن البيئة المحلية للسكان وطبيعتهم المعيشية ومهنهم التقليدية مع حرفهم اليدوية، حيث تسلط الضوء على كل ما يتعلق بالحرف اليدوية للبيئة المحلية، باستعراض أوجه من أنواعها وأشكالها وأساليبها المختلفة، من خلال محاكاة واقعية ومشاهد حية تتوافق مع عامليها الزماني والمكاني، وبمساهمات من عدة جهات رسمية وشعبية جاءت لتدلو بدلوها في عرس التراث السنوي للشارقة، مدعومة بمجموعات عديدة من الحرفيين والحرفيات الإماراتيات، خاصة من فئة كبار السن الذين عايشوا جزءاً من تلك الحقبة وتوارثوا بعضاً من مهنها التقليدية، والمنتمين بدورهم لمراكز مختلفة للصناعات اليدوية ومن كافة أنحاء الدولة. صور حية وعن مشاركة مركز التنمية الاجتماعية «جلفار»، التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في احتفالية «أيام الشارقة التراثية» بدورتها الجديدة، تقول المشرفة فاطمة المنصوري: كما في كل عام فقد جئنا لمهرجان التراث هذا بفريق من الحرفيات المواطنات، مكون من 18 سيدة ومن فئات عمرية مختلفة، لنقدم للزوار صوراً حيَّة لبعض الصناعات المحلية والحرف اليدوية التراثية، وبأدواتها وتقنياتها التقليدية القديمة، عبر عروض عملية ومباشرة تشي بتفاصيل كل حرفة على حدة، وبكافة مراحلها وأشكاله وحيثياتها، هادفين من وراء ذلك إلى منح المشاهدين من جمهور الحضور فكرة تفصيلية وواضحة عن زمن الماضي الجميل وأجزاء من ثقافتنا، موروثاتنا الشعبية، وبيئتنا المحلية، كما نقدم من ساحة التراث دورات وورش عمل خاصة بالطهي، نستعرض فيها طرق تحضير وإعداد الأطباق الشعبية الإماراتية، بحيث نختار وجبة لكل يوم، فنستعرض موادها ومقاديرها ومراحل طبخها لنقدمه لضيوف القرية بكل حب وكرم. مشغولات ومن خلال مجموعة من العرائش المصطفة بعضها إلى جنب البعض، تجاورت عدد من النسوة من أصحاب الحرف اليدوية، وهن يعملن بكل همة ونشاط متحمسات لإنجاز واستكمال ما تبدعه أياديهن البيضاء من مشغولات ومنتجات مستقاة من التراث، منها على سبيل المثال بعض الصناعات اليدوية المستنبطة من الخوص وسعف النخيل، بمسمياتها المحلية كـ «االسفة، والسرود، والقفة، والمغطى، والمشب، والمهفة»، وحيث يتم استعراض حي وتفصيلي لطرق انتقاء وتلوين الخوص، وكيفية غليه بالماء مع المادة الملونة إلى أن يتشرَّب خصائصه اللونية، ليعقبها عملية تنشيفه وتجفيفه بالهواء الطلق، قبل استخدامه في حياكة السفوفة، والتي تدخل بدورها ضمن عدة منتجات تقليدية، كما تقدم بعض السيدات التابعات للمركز حرفة صناعة قص البراقع الإماراتية، والتي تعد زيا شعبياً وتقليدياً من صميم العادات والتقاليد، وهو عبارة عن غطاء خاص للوجه يلبس توقيراً للمرأة وحفاظاً على حشمتها، مستخدمات في سبيل ذلك مواد أولية وخامات وتقنيات مختلفة، لناحية التركيب والخياطة وبعدة أشكال وموديلات، بالإضافة لقيام بعض العضوات من الحرفيات بتقديم ورش عمل خاصة بخلط العطور العربية وصناعة البخور، والدخون، والزيوت الطبيعية، وغيرها، كاشفات عن أسرار موادها ومكوناتها وأبجديات صناعتها وخلطها أمام الحاضرين. كما تقيّم مسؤولة مركز الحرف الإماراتية التابع لإدارة التراث في الشارقة حورية الشامسي مشاركة عضواتهن ضمن فعاليات المهرجان للعام 2013، بقولها: إن أيام الشارقة التراثية بكل ما تحمله من ثقافة وفكر وتاريخ تجربة رائدة على مستوى المنطقة، وهي احتفالية شعبية ومجتمعية يجب تعميمها في كافة أنحاء الإمارات، فنحن نعيش هنا ومن خلال هذا المهرجان أجواء بديعة ترفل بخصوصيتنا المحلية وتراثنا الإنساني، شكلت عبر منظومة ثقافية طموحة لتضم مختلف البرامج والأنشطة الفكرية والتفاعلية، بحيث تلم بتفاصيل الحدث ومن كافة نواحيه الثقافية والعملية والفنية، معبرة عن خصوصية البيئة الإماراتية القديمة لناحية المهن التقليدية والحرف اليدوية وطبيعة المكان وجغرافيته وأجوائه، مع أساليب المعيشة وطبيعة الحياة آنذاك، وكأنها رحلة مدهشة عبر الزمن تعود بنا عقوداً إلى الوراء، فترسم تفاصيل حياتية لأهالي وسكان الخليج، راصدة اهتماماتهم، أعمالهم أدواتهم، بيوتهم، وجميع سماتهم الاجتماعية. البيئة المحلية وتتابع: من خلال عريش كبير مقسم لعدة حجرات عكسنا بعض الأوجه الاجتماعية التي كانت تميز البيئة الإماراتية في زمن الماضي، حيث عرضنا غرفة العروس بكل ما تتضمنه من أثاث وفرش وأدوات زينة، منها «زهبة العروس» وملابسها الملونة وحليها الذهبية والفضية، مع مجلسها ومفروشاتها التقليدية. كما نقوم بعروض يومية للحرف اليدوية والمهن التقليدية التي مارستها نساء الإمارات قديماً، مع عرض نماذج من المنتجات التي صاغتها أيادي العضوات والمنتسبات من الأسر المنتجة وغيرهن من الحرفيات والموظفات، كصناعة النسيج وغزل الصوف، مع مختلف أنواع السجاد والبسط الصوفية الملونة والمنسوجة باستخدام النول الأفقي التقليدي. كما نقدم مشغولات يدوية لصناعة «السدو» والتي تغزل فيها خيوط الصوف على الأنماط «العشيرية، والساحة، والبطان، والطرابيش، والمساند»، منتجة عدة أنواع من السجاد المزخرف القديم الذي كان معروفاً في بيئتنا المحلية، بالإضافة لخدمة «التلي» وتقنياتها وأدواتها القديمة، وحيث تهم بعض النسوة بضفر شرائطه المعدنية الذهبية والفضية مع الخيوط الملونة لتجهيزها وتركيبها على الأثواب والكنادير. كما نستعرض من هناك صناعة «البوادل» ومفردها «بادلة»، وكيفية تركيبها على «السراويل»، بالإضافة لعدد من المنتجات الخوصية التي تستخدم في صناعة الأدوات والأواني المنزلية». إضاءة تقوم أيام الشارقة التراثية بتجربة ناجحة في تعريف الجماهير الزائرة من العرب والأجانب على حد سواء، مع أطياف من الجيل الجديد على جوانب مضيئة من التراث الشعبي للإمارات، بكافة مناطقها وبيئاتها المختلفة، معززين بعملهم الهادف هذا معان قيمة للانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية، من خلال تظاهرة ثقافية وشعبية يتبادل عبرها المعلومات والأفكار والخبرات، تساهم في نشر وترويج معطيات حضارتنا الإنسانية وتنقلها لبقية شعوب العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©