«إتش تي سي» التايوانية تسعى لخطف الأضواء من «آي فون»

لا تزال الأضواء مسلطة على آي فون (من صنع آبل الأميركية) ولا يزال الإقبال عليه شديداً، ولكن ذلك لم يمنع شركة «إتش تي سي» التايوانية من جذب شيء من الانتباه في سوق الهواتف المحمولة ذات الشاشة اللمسية. والمثال على ذلك أن الهاتف المحمول ايفو 4 جي (EVO 4 G) الذي تصنعه اتش تي سي لصالح شركة سبرينت نكستل لقي إقبالاً كبيراً في متاجر سبرينت عند إطلاقه الأسبوع قبل الماضي وراح مشتروه يقفون في طوابير طويلة لعلهم يفوزون به قبل نفاد مخزونه. وقبل ذلك وفي أبريل الماضي أطلقت فيريزون وايرلس هاتف درويد اينكريديبل الذي تصنعه أيضاً اتش تي سي والذي لقي أيضاً إقبالاً كبيراً لدرجة أن أعداده نفدت من السوق ولا يزال راغبوه في قائمة الانتظار. واعتادت اتش تي سي المتمركزة في تايوان على تصنيع هواتف تحمل أسماء شركات أخرى ولذلك فإن شهرتها تكاد تقتصر على صناعة الشبكات اللاسلكية، غير أنها تكتسب الشهرة تدريجياً, خصوصاً في مجال التصاميم الرشيقة الرفيعة والأجهزة المتينة الموثوق بها وهي حالياً تقوم بتصنيع هواتف لثلاث شركات من ضمن أكبر أربع شركات تشغيل هواتف محمولة في الولايات المتحدة. ورغم أن الأنظار توجهت الاثنين الماضي الى آبل وهاتفها آي فون الجديد إلا أن عدداً من المحللين اتفقوا على أن اتش تي سي أصبحت أكثر الشركات قدرة على منافسة آبل. وأعلنت اتش تي سي مؤخراً أنها تعتزم دفع 11 مليون يورو لشراء كل شركة اباكسيا المتمركزة في باريس والمتخصصة في تطوير برمجيات هواتف محمولة لمشغلي شبكات اتصالات ومصنعي هواتف محمولة. ورغم صغر حجم العقد مالياً إلا أن شراء اباكسيا المؤسسة من 9 سنوات يعتبر ضمن تحول استراتيجي تقصده اتش تي سي التي تأسست عام 1997 بغرض الارتقاء ببرامجها وتصاميمها. وبحسب مؤسسة آي دي سي للبحوث يأتي ترتيب اتش تي سي بعد نوكيا وريسيرش إن موشن (مصنعة بلاكبيري) وآبل من حيث حجم إنتاج الهواتف المحمولة عالمياً عام 2009. ويقول بيتر تشو رئيس تنفيذي اتش تي سي إن الشركة تهدف الى الفوز بالمركز الثالث في السوق العالمية بحلول عام 2012. تأتي قوة اتش تي سي المتنامية بعد أن تحولت الشركة من تصنيع هواتف تعمل بشكل رئيسي على برامج ويندوز من ميكرسوفت الى التركيز على أجهزة تستخدم نظام تشغيل اندرويد من جوجل. يذكر أن إتش تي سي هي التي صنعت نكزس وان Nexus One الهاتف المحمول الذي يحمل اسم جوجل والذي أطلقته شركة جوجل عملاق البحث في الإنترنت لإبراز إمكانات أندرويد، كما استثمرت اتش تي سي بكثافة في برمجياتها وأنشأت وجه استخدام جديد يتوافق مع نظام جوجل. ويقول جون هاروبين نائب رئيس فيريزون وايرلس أكبر شركة هواتف محمولة في الولايات المتحدة المشتركة في شركة ائتلاف مع فيريزون كوميونيكيشن وفودافون جروب: “نجحت اتش تي سي فعلاً في تطوير برامجها وإمكانيات أجهزتها وهو ما يشجعنا على العمل معاً”. وحين بحثت فيريزون وايرلس عن هاتف محمول متطور يعقب إطلاقها درويد موتورولا في خريف 2009 طلبت من إتش تي سي جهازاً متطوراً وموثوقاً. وبعدها ببضعة أشهر أنهت اتش تي سي تصنيع “انكريديبل” الذي أطلق باسم فيريزون. وفي مطلع عام 2010 قبل إطلاق الهاتف بعدة أشهر أخبر رئيس تنفيذي فيريزون وايرلس لويل مكارم اتش تي سي أنه يريد تسمية الهاتف درويد وهو أمر في صالح الشركة نظراً لأن فيريزون تضع معظم قوتها التسويقية في أجهزة تحمل اسم درويد. ويقول خبراء إن درويد انكريدبيل منافس قوي لآي فون ويتميز عنه بشاشة أكبر وكاميرا أقوى، كما أنه رشيق ورفيع، غير أن ما أنتج فعلياً من هذا الهاتف أقل من المطلوب، وعلى من يريده أن ينتظر نحو ثلاثة أسابيع قبل استلامه وهو الأمر الذي جعل آي فون الجديد يتفوق عليه من حيث التسويق والانتشار.. وبالمثل لم تتوقع شركة سبرينت أن يكون الطلب بهذا الحجم على ايفو 4 الذي تصنعه اتش تي سي والذي يعد أول هاتف في الولايات المتحدة يعمل على شبكات الجيل الرابع اللاسلكية الأسرع. وتقول المتحدثة الرسمية ميشيل ليف إن ثالث أكبر شركة اتصالات لاسلكية أميركية (فيريزون) باعت عدداً من هواتف ايفو يوم إطلاقه الجمعة 4 يونيو أكثر من أي هاتف آخر في يوم واحد، بل أن المتوفر حالياً أقل من المطلوب ما يضع سبرينت في موقف حرج. عن «وول ستريت جورنال»