الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورشة روائية عربية في صير بني ياس

ورشة روائية عربية في صير بني ياس
26 نوفمبر 2009 00:05
عقدت الجائزة العالمية للرواية العربية بالتعاون مع مؤسسة الإمارات في جزيرة صير بني ياس في أبوظبي خلال نوفمبر الجاري ورشة عمل حملت عنوان “ندوة” شارك فيها 8 من ألمع الكتاب العرب الشباب الموهوبين ومن جميع أنحاء العالم العربي وغاية هذه الندوة هي التخطيط من أجل اتخاذ 8 أعمال أدبية “قصة قصيرة كانت أم فصلاً من رواية” وسيتم في وقت لاحق ترجمتها إلى اللغة العربية. كانت الندوة كما وصفها المشتركون بها تجربة جديدة في الكتابة، استلهاماً مضمونياً وتركيبياً، خاضعاً للتغيير في أي لحظة، وهو في الآن نفسه تحت مشارط مبدعين لا يقلون أهمية عن كاتب النص المقترح، لم يمارس الآخرون سلطة نقدية على النص، بل يبقى النص في نظرهم نتاج صاحبه، إلا اذا افترضنا أن صاحبه قد فتح أبواب عمله مشرعة “باتجاه أن يستنشق هواء عذباً معطراً برائحة المحبة والألفة التي شعر بها الجميع والذي لاحظه “الاتحاد الثقافي” وهو يزور المشاركين في الندوة بعد انتهاء أعمالها في فندق الشاطئ روتانا. كان المنسق والمشرف على الندوة المبدع الكبير بيتر كلارك عضو مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية أكثر فرحاً، يحتضن الجميع بحب طاغ ويعتبر هذه الندوة قد حققت الكثير، فيما تقرأ الصحبة النقية واضحة بكل سعادتها على وجوه مبدعين شباب، وكأنهم خرجوا من أيام الندوة العشرة وقد أنجزوا أعمالاً سوف تكون بعد فترة ليست بالطويلة بأيدي الإنسان العربي. شارك في الندوة كتاب عرب كمرشدين للكتاب المشاركين وهم الكاتبة العراقية أنعام كجه جي والكاتب اللبناني جبور دويهي. قلنا إن 8 كتاب شاركوا في الندوة 5 منهم تم اختيارهم ضمن قائمة بيروت 39 كأفضل كتاب عرب تحت عمر 40 عاماً وسوف يكشف لنا بيتر كلارك في هذا اللقاء الذي أجريناه معه ومع بعض المشاركين كيف تم اختيار هؤلاء الكتاب وهم التونسي كمال الرياحي والمصريان منصورة عز الدين ومحمد صلاح العزب والسوداني منصور الصويم والسعودي محمد حسن علوان. وقد حظيت الندوة بمشاركة 3 من الكتاب وهم الروائي ناصر الظاهري من الإمارات ونادية كوكباني من اليمن ولانا عبدالرحمن من مصر. تشجيع الكتابة يقول بيتر كلارك رداً على سؤالنا حول سبب انعقاد الندوة إن مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية ـ وهذا الاسم الذي يلتزم به رسمياً وليس “البوكر العربية” بحسب قوله ـ وبالتعاون مع مؤسسة الإمارات الرائدة في مجال النشاط الإبداعي تحدوه رغبة لتشجيع الكتابة الروائية والارتفاع بمستوى الأدب الروائي. وأضاف: لهذا السبب أتينا بمرشدين وروائيين وأدباء من الجيل المتميز وعددهم 8 روائيين وهم 2 من مصر وواحد من كل من السودان ولبنان وتونس والسعودية والإمارات واليمن، في سبيل تأسيس روح التفاعل بين منتجي النصوص الإبداعية. أما عن كيفية اختيار الروائيين الشباب المشاركين فقال كلارك: كما تعرف نحن في الدورة الثالثة من الجائزة ولا بد لنا وبعد اكتمال دورتين أن نطلب من لجنتي التحكيم في الدورتين السابقتين أن يرشحوا لنا أسماء جيل المستقبل الروائي العربي من تلك النصوص التي شاركت في المسابقتين السابقتين والتي وصلت إلى 260 رواية. أي بمعنى آخر أن لجنتي التحكيم تعرف الكتاب العرب الشباب من خلال تلكما الممارستين. وحول إعادة هذه التجربة قال كلارك: أظن أن التجربة ستعاد ثانية تشجيعاً لها من قبل الكثير من المهتمين بهذه الجائزة، وأعتقد أنها لم تعد تجربة بل تحولت إلى مشروع في العام المقبل. وأضاف: إنني أرى استفادة الكتاب الشباب واضحة وبشكل كبير، إذ كان الجو ودياً والمناقشات هادئة وهادفة. من جانبه قال الكاتب والقاص الإماراتي ناصر الظاهري صاحب رواية “طائر بجناح أبعد منه”: لقد اشتركت في ورشة الكتابة التي أقامتها الجائزة العالمية للرواية العربية بالتعاون مع مؤسسة الإمارات بعمل قصصي بعنوان “حجر الرغبة”، وقد استقبل بطروحات نقدية متعددة الوجوه، وأعتقد أن هذه الآراء التي سمعتها حول القصة مفيدة جداً للقصة وللكاتب أيضاً حتى لو لم يستفد منها القاص في نصه المعروض خلال الورشة بشكل مباشر. حجر الرغبة وأضاف الظاهري: إن بعض الآراء قد يجدها الكاتب انطباعية وليست نقدية مبنية على أسس أكاديمية لكنها ضرورية في تشخيص النص بعيون الآخرين، غير أنني ولهذا السبب لم أُعِد كتابة قصتي غير أني استطعت تجميلها وربط هيكلها بشكل أكثر انشداداً. وحول مدى استفادته من تجربة الندوة قال الظاهري: أعتقد أن هذه التجربة مهمة لأننا اطلعنا على تجارب بعضنا البعض ولكوننا من بلدان عربية مختلفة ومن فئات عمرية متفاوتة فإن اكتشافنا تمثل بوضوح في معرفة عوالم الآخر، وربما لا تكون هذه الاستفادة راهنة، وإنما هي إعداد نظري للمستقبل. وعن طبيعة الأيام العشرة التي قضاها في الجزيرة وكيف وظف الزمن لصالح العمل الإبداعي قال ناصر الظاهري: كانت الجزيرة التي تواجدنا فيها على مدى 10 أيام قد أعطتنا حافزاً للكتابة، لأنني شعرت أن أجواءها وطيورها محفزة على نهوض الإبداع في ذواتنا. وأضاف الظاهري: لذا لابد لي باسمي واسم زملائي أن أقدم جزيل شكرنا لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية على كرم الضيافة والاهتمام الرائع والتقدير الخلاّق للإبداع الذي شعرنا به وعشناه أياماً من أجمل الأيام عطاءً وهو دليل على تقدير سموه لكل مبدع في أرضنا العربية. نص ونقد وخلال هذا اللقاء التقى الاتحاد الثقافي بالقاص والروائي الشاب التونسي كمال الرياحي الذي سبق أن أصدر روايته “المشرط” عام 2007 ومجموعته القصصية “نوارس الذاكرة” 1999 و”سرق وجهي” 2001. وقال الرياحي معلقاً على طبيعة الأيام العشرة التي قضتها المجموعة في صير بني ياس: خلال 10 أيام من ندوة الرواية العربية التي اشتركنا فيها احتفت الندوة بمجموعة من القراءات والنقاشات حول فصل من رواية أو قصة قصيرة بمثابة :نص ونقد: بمعدل جلستين في اليوم الواحد وهما جلسة صباحية ومسائية. وأضاف: أعتبر مثل هذه الندوات مختبراً للكاتب، يفتقدها عالمنا العربي في الوقت الذي تمثل فيه هذه الندوات ظاهرة اعتيادية في العالم الغربي مما جعلها تنتج الكثير من الأسماء في مجالات الأدب والفنون. ونوه الرياحي إلى أمر مهم فقال: هناك أمر مهم وهو غياب المحرر الأدبي في العالم العربي وأقصد به الكاتب الذي يقوم بمراجعة النص الأدبي بمعناه “أدبية الأدب”، ولهذا تجيء هذه الندوة لتكرس هذا المنحى بشكل أو بآخر. وحول ما قدمه في الندوة قال: لقد قدمت فصلاً من روايتي التي أنا بصدد إكمالها وهي بعنوان “الغوريلا” حيث دار حوار الأدباء المشاركين في الندوة حول لغتها وتشكيلها الروائي وقد استفدت كثيراً من ملاحظات زملائي. صنعائي أما الروائية اليمنية نادية الكوكباني الحاصلة على الدكتوراه في الهندسة المعمارية من القاهرة والتي أصدرت “حب ليس إلا” في 2006 و”عقيلات” 2009 و”زفرة ياسمين” 2000 و”دحرجات” في 2003 و”تقشير غيم” في 2004 فقد أدلت بدلوها في توصيف الندوة وما قدمت فيها ومشاعرها في تلك الأيام العشرة فقالت: لقد كانت الندوة مفيدة حقاً، وقد أضافت لي منطقة تحول في كيفية كتابة الرواية بعلمية الأصول التقنية لا بشكلها الاعتباطي. وحول طبيعة ما دار في الندوة من مناقشات قالت: كان النقاش يدور حول تقنية الكتابة والاشتغال على اللغة بشكل كبير، إضافة إلى خلخلة البنى السردية وإعادة تركيبها من جديد. وأضافت: لذا استفدنا من كيفية إدارة دخول الأحداث في أعمالنا وعلاقتها بالزمن وما يتعلق بحيثيات الرواية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©