الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

آباء حائرون.. مستوى التحصيل الدراسي للأبناء.. «صدمة»

آباء حائرون.. مستوى التحصيل الدراسي للأبناء.. «صدمة»
20 ابريل 2015 00:08
خديجة الكثيري (أبوظبي) شكلت درجات الفصل الدراسي الثاني صدمة لكثير من أولياء الأمور، الذين أكدوا أنهم لم يقصروا في واجبهم نحو أبنائهم، ووجهوا الاتهامات إلى إدارات المدارس وركزوها على معلمين، انشغلوا عن شرح الدروس في الفصل ووفروا جهدهم للدروس الخصوصية، ووفقاً لآراء تربوية تعددت أسباب تدني مستوى التحصيل الدراسي، ومنها الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة جديد عالم التكنولوجيا وضعف اهتمام الأهل والتواصل مع المدرسة، ورغم ذلك بقي المعلمون وإدارات مدارسهم في قفص الاتهام بالتقصر في الاهتمام بالطالب ورعاية علمياً وتأهيله للتعامل مع أسئلة الامتحانات.. وذلك وفقاً لآراء أولياء الأمور التي ننقلها للميدان التربوي. ويقول عماد إسبل، مدير مدرسة خاصة في أبوظبي، إن ضعف التحصيل الدراسي ظاهرة موجوده في مدارس كثيرة، تبدأ في الظهور من مراحل الصف السادس وما فوق، فالطلبة من الفصل الأول حتى الخامس يعتمدون كلياً على أسرهم، ويكونون تحت إشرافهم دراسياً، فيراجعون لهم ويتابعون تقدمهم، فنلمس الاهتمام بالطفل في هذه المرحلة، ويظهر على الطلاب قوة الحفظ والتحصيل، نتيجة التفرغ تماماً للدراسة. وأوضح أن المشكلة تظهر بمرحلة المراهقة، حين يبدأ الطالب في الاعتماد على نفسه، ويرى أنه أصبح كبيراً، ويقل اهتمام أولياء الأمور بالمتابعة لانشغالهم في أمور عملهم وتوفير متطلبات الأسرة، فضلاً عن مرحلة المراهقة نفسها وما يتبعها من إشكاليات وعوامل نفسية واجتماعية، تؤثر في تركيز الطالب، لذا من واجب المعلم والإدارات المدرسية ملاحظة مستوى الطلبة لديهم، وتنبيههم دائماً، والتواصل الدائم مع أولياء أمورهم. صعوبة المواد أما الاختصاصية الاجتماعية جيهان عبد المحسن، فترجع ضعف التحصيل إلى أسباب منها، صعوبة المواد الدراسية التي تحتاج إلى مراجعة، فمع كل فصل دراسي جديد تختلف المناهج، وتزداد المواد صعوبة وتتكثف المعلومات، بالإضافة إلى مرحلة المراهقة وما تسببه من تغيرات في حياة الطلبة وشغل انتباههم واهتمامهم، وأحياناً تشتت تركيزهم الدراسي، وبالتالي انخفاض تحصيلهم ومستواهم التعليمي. متفوقة ولكن وبسؤالها عن سبب تراجع المستوى مع تقدم المراحل الدراسية، قالت الطالبة دانية معن: أنا طالبة مجتهدة ومتفوقة وترتيبي الأولى أو الثانية، ولم أزل محافظة على اجتهادي، فلا تشغلني الموضة والزينة والإعجاب بالصديقات والمعلمات والتعلق بالهواتف وأحدث وسائل الاتصال، لأني أهوى التفوق، ورغم حصولي على معدل 98?، أصيبت بالإحباط كثيراً، لأني تعودت على معدل أعلى. اهتمامات شبابية وقالت رنيم فؤاد وهي طالبة في الفصل الحادي عشر، أعترف بتراجه مستواي الدراسي في الفصل السابق، بسبب إهمالي الدراسة، وانشغالي عنها باهتمامات شبابية، مثل الموضة والزينة، والهواتف وشبكات التواصل الاجتماعي، وهذا يلعب دوراً كبيراً في ضعف التركيز والانتباه للدراسة، والنتيجة الطبيعية هي تراجع التحصيل، لكني عقدت العزم على التركيز والتعويض في هذا الفصل. تأثيرالأصدقاء يقول الطالب هاني مجدي من الفصل الحادي عشر، وهو أحد المتفوقين في كل عام: إن الطالب في مرحلة ما بعد الدراسة التأسيسية والمتوسطة، من المفترض أن يعتمد على نفسه، فقد أصبح كبيراً، ويستطيع إدارة أمور الدراسة والتركيز بمفرده، فيتميز ويركز ويجتهد، ويكفي الأدوار التي كانت على الوالدين في الصغر ومرحلة التأسيس، أما الدور الآن على الطالب، فهو يعرف الصواب من الخطأ، وبالنسبة لي لا أتأثر بالمغريات الشبابية، ودائماً أحافظ على دراستي وتحصيلي العلمي في تقدم، في حين أن أحد زملائي المتميزين تأثر بالطلبة المقصرين كثيراً، وبدلاً من أن يؤثر فيهم إيجابياً، أثروا عليه سلباً، فلا ننكر أن الرفقة السيئة من أهم أسباب تأخر التحصيل. المناخالأسري وتقول الاختصاصية النفسية الدكتورة كريمة العيداني إن البحوث أكدت وجود علاقة وظيفية بين التحصيل الجيد والاتجاهات الموجبة نحو المدرسة، تنعكس على سلوك الطلبة نحو المدرسة والتعليم وتسهم في تعديل التوافق النفسي والاجتماعي للطلبة، كما أن للوضع الاجتماعي والاقتصادي للطالب، الأثر الكبير في التوجه نحو التحصيل الدراسي، وكذلك موقع المدرسة ونوعها أمر يؤثر إيجابياً في العلاقة بين الطالب والمعلم. وأشارت إلى أن الدراسات أثبتت أن الطلبة الذي يتميزون بالمرح يكون تحصيلهم الدراسي أفضل من غيرهم، وهذا قد يعود إلى الأسرة التي تنظم وقت أبنائها بين الجد والمرح، على الرغم من وجود بعض الحالات الفردية التي تكون نتائجها عكسية بسبب الدلال الزائد وعدم المبالاة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©