الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسلسلات رمضان ·· من يختارها لنا؟

13 سبتمبر 2008 01:43
إلى جانب كل بركاته ومزاياه الطيبة، فقد تحول رمضان الى موسم انتعاش حقيقي للدراما المحلية، بعد أن كان الممثل الإماراتي محروماً من كل أشكال الدعم والتمويل وحتى مجرد الالتفات، ذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر أصبح فيه الممثل والمسلسل والعمل الفني الاماراتي محل تقدير واحتفاء وهذا أمر يستحق الاشادة والتقدير، ولكن ! هذه الـ ''لكن'' ضرورية كي لا يتحول الدعم من وسيلة ارتقاء وتطوير نحو الافضل إلى غاية في حد ذاتها لا تميز بين الجيد والرديء، وبين مايستحق العرض وما يستحق الإعراض، فليس كل عمل خليجي أو إماراتي تحديدا جيداً لأن ممثليه إماراتيون وكاتبه إماراتي، على مؤسسات الانتاج - وهي التلفزيونات المحلية - أن تتخلص من هذه الذهنية إذا أرادت أن تخلق إنتاجا محليا ذا مستوى عال من الحرفية في الأداء والإخراج ونوعية النصوص، دون أن تعني الانتقائية أو تفسر بأنها ضد العمل الدرامي الوطني بأي حال من الأحوال! على مؤسسات الإنتاج المحلية أن تتبع سياسة انتقاء النصوص عبر لجنة من الحرفيين والمختصين بأمور الدراما والفن والتمثيل، لا يكفي أبدا أن يجتمع أصحاب الأعمال المراد إنتاجها مع المدير أو مسؤول الإنتاج فقط، هؤلاء أصحاب القرار المالي الرسمي، لكن الرأي الفني المتعلق بتفاصيل العمل ومكوناته أمر لا يبت فيه المدير مع احترامنا لكل المديرين، انه شأن فني بحت يحتاج أشخاصا مختصين في هذا المجال وحياديين في الوقت نفسه! هناك دائما نصوص تستحق أن تتحول إلى أعمال مشاهدة، وهناك ما لا يستحق أن ينفق عليه عشرة دراهم· هناك نصوص متعوب عليها ومشغولة باحتراف ومهنية عالية سواء من ناحية السيناريو أو الحوار أو شخصيات العمل وتفاصيله المختلفة من حيث الديكور والإكسسوارات المستخدمة والفضاء المكاني الذي يتم فيه العمل والفترة الزمنية بكافة مواصفاتها وظروفها··· الخ· وفي ظني الخاص فإن السباق المحموم للفوز بالحضور على الشاشة في رمضان أخل بالكثير من المعايير وأفقد العديد من الاعمال الكثير من مميزات التألق والنجاح! في بعض الاعمال المعروضة هناك إهمال واضح من قبل الممثلين الرئيسيين لتفاصيل الشخصية التي يلعبونها، هناك إهمال أيضا لتفاصيل البيئة والظرف الزماني، هناك لا مبالاة بمسألة الأزياء والاكسسوار واللهجة المتداولة، والادوات المستخدمة، حيث لا يجوز المرور على هذه التفاصيل مرور الكرام، كما لايجوز الاستهتار بعقل المشاهد أو الاعتقاد بأنه لن ينتبه ولن يلاحظ، ففيما يتعلق بتاريخه أو تفاصيل حياته يصير المشاهد حساساً جداً وناقداً لاذعاً! مرة أخرى نقول إنه وبعد سنوات من الدعم ونجاحنا في فرض أعمالنا المحلية على الخريطة الرمضانية الاكثر جاذبية، حان الوقت للتفكير في النوعية وفي التدقيق عند الاختيار لنتمكن من تقديم أعمال منافسة في سوق شرسة جدا وأمام جمهور لا يرحم· نريد لأعمالنا المحلية أن تجد مكانها على الشاشات العربية الاخرى بقوتها وحرفيتها وطواقمها المتمكنة، فلدينا ممثلون جيدون وكتاب دراما جيدون وتلفزيونات لا تبخل بالدعم ولكن هذا ليس كل شيء، الدراما بحر واسع وتفاصيله أكثر تشعبا مما نعتقد! عائشة سلطان ayya-222@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©